IMLebanon

إنتخابات «الأميركية» غداً: معركة طالبية تُعيد «8 و14 آذار»… و«الإشتراكي» يتخلَّى عن «البيضة»

«تثبيت أحجام». كلمتان تختصران طبيعة المعركة الطالبية التي ستشهدها الجامعة الأميركية في بيروت غداً. إستحقاق يضمّ الأحزاب والقوى السياسية كافة، بالإضافة إلى المستقلين، أطراف على تنوّعها باتت تُدرك تماماً أحجامها، ولكن تتطلّع إلى تثبيتها في هذا الاستحقاق نظراً لاعتماد النظام النسبي للمرّة الأولى. وما يُضاعف حرارةَ هذه المعركة وحدّتَها، الحساباتُ السياسية الطالبية التي أعادت ترميم إصطفافَي «8 و14 آذار»، في وقتٍ قرّر الحزب التقدمي الاشتراكي الكفّ عن لعِب دور بيضة القبّان.

يَستعدّ نحو 8 آلاف و500 طالب في جامعة بيروت الأميركية لانتخاب ممثليهم في الهيئة الطالبية أو الحكومة الطالبية المكوّنة من 25 مقعداً (19 مقعداً ينتخبهم الطلاب، و6 مقاعد مخصّصة للأساتذة تُحدّدهم إدارة الجامعة)، ومجلسهم التمثيلي المؤلف من 81 مقعداً.

رغم أنّ الجامعة خصَّصت يومي الخميس والجمعة المنصرمَين للحملات الانتخابية، إلّا أنّ الاستعدادات كانت قد بدأت منذ اللحظة الأولى من افتتاح العام الجامعي، والتهافت على خدمة الطلاب الجُدد خير دليل، ولكلّ حزب حساباته.

«الإشتراكي»

لطالما أدّت منظمة الشباب في الحزب التقدمي الاشتراكي دورَ «بيضة القبّان»، فكانت أصوات الطلاب الاشتراكيين تُرجّح كفّة الميزان بين الرابح والخاسر، لكن هذا العام حسابات أخرى فرَضها النظام الانتخابي النسبي.

ويوضح الأمين العام للمنظمة سلام عبد الصمد لـ«الجمهورية»: «نَعتبر أنّ انتخابات الغد تعطي دفعاً معنوياً للطلاب وتُنشّط الحياة في صفوفهم، وروح الديموقراطية في نفوسهم، وبعد موافقتنا على وثيقة انتخابية لعدد من المطالب الطالبية التي تعنينا، تَحالفنا مع «8 آذار»، بعدما كنّا نخوض الانتخابات كوسطيّين، ولكن هذا العام النظام الانتخابي النسبي المعتمد في انتخاب الحكومة الطالبية فرَض علينا حسم الخيار».

ويضيف: «سيكون الطالب أمام لائحة مقفَلة، مع صوت مفضّل لكلّ لائحة، أي أنّ الطالب ينتخب لائحة كاملة سواء 8 أو 14، مع صوت تفضيلي»، معتبراً «أنّ القانون النسبي يُظهر الأحجام على حقيقتها، ويُخفّف من حدّة الخلافات بين توزيع الحصص».

هل يمكن الحديث عن «8 و14 آذار» بعد كلّ ما شهده الاستحقاق الرئاسي من ترشيحات؟ يجيب عبد الصمد: «شخصياً شجّعت نظرية الاصطفاف بحسب التحالفات السياسية القائمة على الرئاسة، ولا سيّما أنّ حلفَي «8 و14 آذار» سَقطا تزامناً مع الترشيحات الرئاسية، لكنّ القيادات السياسية لدى بعض الأحزاب متمسكة بالحفاظ ولو بالشكل على «8 و14 آذار»، مؤكّداً «أنّ الاشتراكي يخوض الانتخابات هذا العام وفقَ ذهنية جديدة، تختلف عن السنوات المنصرمة، إذ نضع نصب أعيننا تنفيذ البرنامج بحذافيره، وإذا ربحنا المعركة ستكون بداية لتحقيق مطالب الطلاب».

«أمل»

من جهته، لا يُنكر مسؤول الجامعات الخاصة في حركة «أمل» علي ياسين، أنّ ضمَّ الأصواتِ الاشتراكية لم يكن بالعملية السهلة أو بالصدفة، قائلاً: «سَعينا شخصياً لتقريب وجهات النظر وكسبِ الاشتراكي إلى تحالف «8 آذار»، من خلال ما أمكنَنا من مساع، ونحن نؤمن بالاشتراكي حليفاً أساسياً، وانضمامهم يعني لنا الكثير».

ويؤكّد لـ«الجمهورية»: «نخوض الانتخابات وفقَ عملية ديموقراطية بكلّ روح رياضية، ونشجّع جميعَ الطلّاب على المشاركة فيها. لطالما كنّا جسرَ التواصل في الجامعة بين الطلاب بصرفِ النظر عن التقلبات السياسية، لم نحمل يوماً الأوضاع الخارجية إلى الداخل». ويضيف: «تنتهي تداعيات الانتخابات في اليوم التالي، تعاطينا طالبيٌّ صِرفٌ وبعيد مِن الحسابات السياسية».

ويُثني ياسين على اعتماد القانون النسبي للمرّة الأولى في الانتخابات الطالبية، قائلاً: «منذ سنوات نَطمح لتغيير القانون الانتخابي، نعبّر داخل الجامعة كما في خارجها أنّنا نُشجّع القانونَ النسبي، فهو يعكس التمثيلَ الصحيح، وسبقَ واعترَضنا على نظام one man one vote، واعتبَرنا أنه يُعزّز روحَ الطائفية بين الطلّاب، من هنا تكتسب الانتخابات هذا العام نكهة مغايرة».

«التيار الوطني الحرّ»

تخوض حركة «أمل» المعركة بالتحالف مع «حزب الله»، «التيار الوطني الحر»، الاشتراكي، تيار «المردة»، والحزب «القومي السوري الاجتماعي»، تحت عنوان: «Students for change».

أمّا أبرز المطالب التي سيتمّ العمل عليها، فيُفنّدها أنطونيو قاعي مندوبُ «التيار الوطني الحر» في «الأميركية»، قائلاً: «تشكّل الأقساط سنوياً الهاجسَ الأكبر، نظراً لارتفاعها التدريجي، ولو بنسبة 3 في المئة، فهذه النسبة تُعتبَر «قاسية» مقارنةً مع أسعار الأرصدة في جامعتنا، لذا سنَبذل جهدنا في معالجة هذه الأزمة، بالحوار بدايةً مع الإدارة».

ويتابع في حديث لـ«الجمهورية»: «سنعالج مسألة تسجيل المواد عبر الإنترنت، وإقفال الصفوف قبل أن يتسنّى لبعض الطلّاب حجزَ مقعدٍ لهم في مادة معيّنة وفقَ ما يتناسب مع صالحهم، هدفُنا الأوّل درسُ القدرة الاستيعابية للصفوف، لنحاولَ خلقَ بديلٍ كتسجيل شكلي، من ثمّ تعطي الإدارة أولوية للطالب الأكثر حاجةً للمادة ربّما ليتخرّج أو لتنسجم مع مواد أخرى تَسجّل فيها، بالإضافة إلى مشاريع أخرى على مستوى الكلّيات وحاجات الطلّاب».

أمّا عن خوضهم المعركة في وجه «القوات اللبنانية» رغم «ورقة النوايا» بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، فيشدّد على أنّ «تحالفَنا مع قوى «8 آذار» متماسك، وتطلّعاتنا إيجابية، نأمل في تحقيق الفوز والعمل للجامعة، والتحالفات داخل الجامعة ليست امتداداً للخارج، فقد اعتدنا العمل سويّاً. كحِلف ربحنا العام المنصرم، وقدّمنا للجامعة، وهذا ما يهمّنا، وعلى هذا الأساس جدّدنا التحالف».

«القوات»

في المقابل، تخوض «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» المعركة كتفاً إلى كتف تحت عنوان Lead The Change. وفي هذا السياق يَعتبر رئيس دائرة الجامعات الأميركية في «القوات» شربل شاهين «أنّ المعركة الأساس هي لخدمة الطلاب»، وينتقد في حديث لـ«الجمهورية» «وجودَ سياسة إلغائية في «الأميركية» للحضور القواتي، فقد حاولوا إقفالَ الجامعة في يوم خصصناه للحديث عن الشهيد الشيخ بشير الجميّل لمنعِنا من إجراء النشاط، لذا نحارب هذه الثقافة، وفي النهاية من يفوز «صحتين ع قلبو»…». ويتابع: «نخوض الانتخابات بالتحالف مع تيار «المستقبل»، وهو حليفنا في معظم الانتخابات الطالبية».

وماذا عن ترجمة التقارب القواتي – العوني في الجامعة؟ يجيب شاهين: «كنّا نتمنّى لو ينضمّ إلينا التيار العوني، ولكنْ لهم حساباتهم. أياً تكن الوقائع فقد غابت التشنّجات بيننا».

أمّا بالنسبة إلى العناوين العريضة التي على أساسها يخوضون المعركة، فيشرح: «أبرزها خفضُ الأقساط، إلى جانب سلسلة أهداف وأفكار بديلة عن الحدّ من «تِقل» الأقساط، كرفع نسبة المساعدات الاجتماعية، توسيع خدمات الطلاب على مستوى أبحاثهم، دروسِهم، وغيرها من الاحتياجات، بالإضافة إلى إعدادنا مشروعاً خاصاً بمعالجة النفايات».

«المستقبل»

من جهته، لا يخفي منسّق تيار «المستقبل» في «الأميركية» طارق قبرسلي، «أنّ المعركة ليست سهلة أو متكافئة، ربّما التحالفات وضَعتنا في موقع «أقلّ حظاً»، ولكن هذا لا يدعو إلى الإحباط، بل على العكس، هو تحدٍّ لتثبيت حضورنا، نخوض الانتخابات منذ العام 2005، ذقنا الربح والخسارة، وفي الحالتين كنّا إلى جانب الطلاب».

ويقول قبرسلي لـ«الجمهورية»: هدفُنا مساعدة الطلاب معيشياً، ليس فقط على مستوى الأقساط إنّما أيضاً لجهة طريقة الدفع، على نحو لا يشعر الطالب بعبئها قدر الإمكان»، معلِناً «أنّنا سنقدّم خدمات، مشاريع عامة، وأخرى وفق احتياجات كلّ كلّية بحسب خصوصيتها بهدف تحسين الجامعة».

في الختام، بالأمس كانت الانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية – الأميركية، وغداً موعد «الأميركية»، ومع نهاية الشهر الجاري يَحين دور طلّاب «اللويزة»، ومطلعَ الشهر المقبل موعد الانتخابات في «اليسوعية».

يحزّ في نفوس الطلاب كيف بوسعِهم انتخابُ مجالسهم التمثيلية، بينما قادتُهم أعجز من أن ينتخبوا رئيساً للجمهورية، لا بل يُمعِنون بأنانيتهم في هدمِ مؤسسات الوطن. فيسألون في قرارة نفوسهم، أيّ وطنٍ سنَرثه من بعدهم؟