IMLebanon

الإنتخابات للتغيير أم للحملات والإتهامات..؟

 

تُعتبر الانتخابات في البلدان الديموقراطية مناسبة لوقفة مع الذات، بالنسبة للقيادات والأحزاب، وفرصة للتغيير والتطلع نحو الجديد، بالنسبة للمناصرين والناخبين.

الأحزاب والتيّارات والقيادات السياسية تخوض المعركة الانتخابية انطلاقاً من البرامج التي تطرحها، وتتضمن حلولاً، أو مشاريع حلول للمشاكل والأزمات التي يعيشها المجتمع، والناخبون يصوّتون للبرامج الأكثر واقعية، ويتم الاقتراع على خلفية الرؤية والمشروع للمرشح، أو تياره السياسي.

العملية الانتخابية في لبنان ما زالت بعيدة عن مستوى تلك الممارسة الديموقراطية في البلدان المتقدمة، حيث ما زالت الانتخابات تدور في دائرة ضيّقة من المصالح الشخصية والفئوية والحزبية، أدواتها الرئيسية سلاسل لا تنتهي من الحملات والاتهامات المتبادلة، على قاعدة «من ليس معنا فهو ضدنا»، فضلاً عن الاستعانة المكشوفة بالعصب الطائفي والمذهبي، للتأثير على عواطف الناخبين، وإثارة مخاوفهم المزمنة من الآخر، حتى ولو اقتضى ذلك محاكاة الغرائز، ونبش الصراعات من قبورها الدفينة !

في خضم الأزمة المتفاقمة حالياً بين بعبدا وعين التينة، وما أثارته من معارك كلامية بين الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل، تتهم أوساط حركة «أمل» رئيس «التيار الوطني الحر» بافتعال المعارك الطائفية، بهدف شدّ العصب الطائفي عشية الانتخابات، وإيهام المسيحيين بأنه و«التيار» المدافع الأول عن مصالحهم ووجودهم، بمواجهة الهجمة التي تستهدف صلاحيات رئيس الجمهورية… إلخ إلخ!

وتردّ أوساط «التيار» بأن حملة عين التينة تستهدف هز التحالف الحاصل مع «حزب الله»، وإثارة الرأي العام الشيعي ضد «التيار» بهدف حرمانه من الأصوات الشيعية المرجحة في أكثر من دائرة.

وهكذا تغيب البرامج والخطط الإصلاحية والتطويرية عن الأجواء الانتخابية، وتحتل الحملات والاتهامات المتبادلة المشهد بكامله، وكأنه لا يمكن شدّ الناخب اللبناني إلى صندوقة الاقتراع إلا بـ«رسن العصبية الطائفية أو المذهبية»!