هي عملية الاختيار التي تتحكم بانتخابات منطقة كسروان النيابية ولا يمكن اضافة اي عامل عليها حتى الساعة، وهذه العملية تشمل قطبي المنازعة: الثنائي المسيحي المتمثل بالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمستقلين والنواب السابقين ذلك ان مكامن القوة متواجدة لدى كلا الطرفين ويتحضران لها بكل تفاصيلها وبدقة متناهية فعلى الصعيد القواتي – العوني وحسب مصادرهما عازمان على عدم حصول اي خرق في لائحتهما التي ستكون كاملة وشاملة والا يمكن الاخذ في الاعتبار الجدي صفة النكسة لهما اذا تم الخرق لهذه اللائحة التي يقولان عنها انها متماسكة وتمثل الشريحة الاكبر في القضاء وبالتالي يجب تصريف مفعول هذا التحالف انتصاراً يبدأ في كسروان ولا ينتهي في الشمال وصولاً الى بعض مناطق الجنوب.
اما الجانب الآخر فان كلمة الخرق حسب مصادره لا يمكن ان تتناسب مع ما يحضره المستقلون من قواعد شعبية تحمل شعارات شتى وفي مقدمها: ان هذه البيوت السياسية التي فتحت ابوابها منذ عشرات السنين وقدمت ما عجزت عنه الاحزاب لخدمة الناس والمرافق واكبر دليل يتم عرضه هو انجازات النواب الحاليين على مدى عشر سنوات في المجلس النيابي والنتائج معروفة ولا ضرورة لاعادتها، وتعمد مصادر المستقلين الى «فلش» اوراق حقيقية في وجه نواب كسروان الحاليين ابتداء من معمل الذوق الحراري وصولاً الى الاوتوستراد الذي خرب بيوت الناس في المنطقة الى الطرقات والمياه والمستشفى الحكومي الذي يعاني ولا يليق بتقديمات اهل كسروان الى خزينة الدولة، يضاف الى هذا كله وحسب المصادر نفسها ان الخلافات حول الترشيحات لدى الثنائي المسيحي مستفحلة مع وفرة المرشحين فيما واقعنا نحن ومعركتنا قائمة على خدمة المنطقة انمائياً وليس تفضيل العمل السياسي على توفير ادنى حاجات اهل كسروان.
في المقابل ترى مصادر الثنائي المسيحي ان تجارب البيوتات لم تنتج في الماضي سوى خدمات شخصية ترتكز على حل نزاع من هنا وتأمين رخص السلاح من هناك وتسأل: اين هي مشاريع النواب المستقلين حالياً والذين كانوا في البرلمان سابقاً؟ وهل من يجرؤ على تعدادها سوى انها تعاملت مع الواقع المرير للكسروانيين ابان الوصاية السورية والتعامل مع الاجهزة لقمع الناس دون الالتفات الى الحاجة العامة لاهالي المنطقة وسكانها سوى تقديم الخدمة وفق الاسم المختار ومدى تعلقه بهذه البيوتات بعيداً عن حجب صوته السياسي الحر والذي سيتجسد في الفترة القليلة المقبلة.
ولكن واقع الارض يفرض على مصادر مسيحية طرحه بكل موضوعية وفق الصورة التالية:
– اولاً: ان عمل العميد شامل روكز لا شك قد أحدث «موجة» داخل المجتمع الكسرواني بفعل تعلق هذه المنطقة بالمؤسسة العسكرية وتفانيها في الدفاع عن البلاد، ولكن من هم شركاء روكز على اللائحة؟ هذه المصادر تجزم ان مرشح القوات اللبنانية شوقي الدكاش قد نال الضوء الاخضر من معراب وقيادة القوات منذ أمد بعيد وباستثناء شخص دكاش الذي سيتحالف مع العميد شامل روكز كثابت على اللائحة الثنائية خصوصاً وان دكاش ومن خلال المؤتمر الانمائي لكسروان وكلمة الدكتور سمير جعجع شخصياً وحضوره اللقاء برهن على ان الدكاش سوف يكمل مسيرة البناء المعول عليها من القوات اللبنانية سياسياً ووطنياً وهذا ما يعوز القواعد الشعبية في المنطقة ككل يضاف الى هذا كله تأكيد قواتي: ان المرشح الثابت في اي قانون انتخابي او اي تحالف هو شوقي الدكاش.
– ثانياً: مع ثبات كل من روكز والدكاش في اللائحة كرأس حربة ولو بشكل جزئي على خلفية عدم حزبية العميد روكز يركز اعمدة الثنائي المسيحي ولكن ثمة تساؤلات تطرحها هذه المصادر المسيحية حول استكمال اللائحة دون وجع رأس او خربطات داخل التيار الوطني الحر مع كثرة ووفرة مرشحيه خصوصاً حاملي البطاقة او الذين استحصلوا عليها مؤخراً ذلك ان المحامي انطوان عطاالله الأول من خلال الاستطلاعات في التيار ما زال يواجه اقله في الفتوح اكثر من مرشح وفي مقدمهم روجيه عازار المقرب من الوزير جبران باسيل مع علاقات من فوق بالعميد روكز، وهناك مرشحين ايضاً من خارج البطاقة الحزبية ولكن لديهم علاقات طويلة ومستحكمة مع الرئيس العماد ميشال عون كالاعلامي جورج قرداحي الذي اعلن صراحة ترشحه في كسروان والمفاجأة كانت في حضَّ الدكتور ابراهيم الحداد ورئىس بلدية غزير السابق من قبل منطقته وبلدته بالتقدم نحو الترشح وهو يرتبط علاقة ممتازة مع الجميع في الثنائي المسيحي دون استثناء، ومن يعرف كيف ستنجلي المرحلة الاخيرة من «امتحانات» التيار كي يتقدم منسق القضاء جيلبير سلامة نحو الترشح بالاضافة الى رئىسي بلديتين في الجرد سوف يتقدمان نحو تقديم اوراقهما وهما محسوبان على التيار الوطني الحر، يعني وبغض النظر عن اقتراب الوزير السابق زياد بارود من لائحة الثنائي المسيحي كمرشح تظهر الاستطلاعات تقدمه على كثيرين من المرشحين وهو يتلازم مع العميد شامل روكز في معظم لقاءاتهما.
ثالثاً: ماذا سيفعل النواب الحاليون في كسروان؟
من الطبيعي ان معظمهم قد عرفوا طريق بيتهم منذ حوالى السنتين ليس بناء على استطلاع او رغبة من قبل احد انما واقع الحال يخبر عن التقاعس في تقدم كسروان بكافة نواحيها، واذا ما تم استثناء النائب جيلبرت زوين المصممة على الترشح من خارج التحالف المسيحي مع معرفتها بالواقع القائم بالمنطقة، ويبقى حال النائب فريد الياس الخازن الرجل الاكاديمي الذي حسب هذه المصادر لم يستطع تقديم افضل ما لديه لمسقط رأسه ومسألة اعتماده للمرة الثالثة تبدو رمادية خصوصاً ان القوات اللبنانية حشرت التيار بدفعها القواتي دكاش نحو الترشح مما سيشكل دافعاً للتيار لاعتماد حزبي من التيار وهذا الامر يمكن ان يزيح بعض النواب الحاليين من الواجهة وحتى بعض المقربين من التيار نفسه على ان هناك مرشحين كثر لم يعرفوا الاتجاه لديهم حتى الساعة.