Site icon IMLebanon

معركة إزاحة «التسونامي» في كسروان وجبيل انطلقت… تبدّل جذري في التحالفات والمشهد الإنتخابي عن إنتخابات ٢٠١٨

 

 

دائرة كسروان – جبيل من الدوائر القليلة التي ينطبق على معركتها وصف «أم المعارك» الإنتخابية، فكل المؤشرات تدل على معركة طاحنة على مستوى الدائرة بين المرشحين الأقوياء من النواب والزعامات السياسية لما لهذه الدائرة من خصوصية لأنها عاصمة الموارنة ومقر البطريركية المارونية.

 

اما النقطة الأهم فتتعلق بالمعركة ذات الدلالات السياسية والسعي لارباك التيار الوطني الحر وتوجيه رسالة الى العهد وحزبه السياسي اللذين حققا تسونامي لخمسة مقاعد في إنتخابات ٢٠٠٥ و٢٠٠٩.

 

المؤكد، فان المشهد اليوم بات مختلفا بالكامل، فكل الاحتمالات تشير الى ضمور التيار الوطني الحر وتراجعه المتوقع في استحقاق ٢٠٢٢ لعدة أسباب، فالتيار الوطني الحر فقد الكثير من عناصر قوته الماضية ولم يعد يشبه نفسه في الإنتخابات الماضية، عدا ذلك فان التيار تعرض لإختراقات في العام ٢٠١٨ من قبل «القوات» التي حصلت على نائبين، ولائحة النائب فريد هيكل الخازن التي حصلت على مقعد ماروني في كسروان، وشيعي في جبيل، فيما كانت حصة اللائحة العونية النواب نعمة افرام وشامل روكز وروجيه عازار وسيمون ابي رميا.

 

اليوم يبدو المشهد الإنتخابي مختلفا نسبة الى الأحداث السياسية التي ستؤثر على قوة التيارات السياسية، ومن دون شك فان المتغيرات أضعفت أحزاب السلطة وعلى رأسهم التيار الوطني الحر الذي تأثر سلبا بـ «ثورة ١٧ تشرين» وأدى الى تقلبات في المزاج لدى الرأي العام المسيحي، وبعدما أصاب تكتل الاصلاح والتغيير من تفسخات وانشقاق النائبين نعمة افرام وشامل روكز عن التحالف العوني وذهابهما في إتجاهات معادية للتيار، فافرام له لائحته الخاصة، وروكزسلك طريقا سياسيا وانتخابيا معاديا لرئيسي الجمهورية والتيار الوطني الحر، مما يؤشر الى معركة كبيرة لصهري رئيس الجمهورية على مستوى الدائرة، أضف الى ذلك الخصومة القديمة بين باسيل وفاعليات كسروانية وجبيلية لها تمثيلها وحالتها الشعبية، واستمرار التوتر مع النائب فريد هيكل الخازن الذي خاض الإنتخابات الماضية ضد التيار ولا يزال في السياسة خصما لبعبدا.

 

لم تتبلور الصورة النهائية للتحالفات بعد، لكن من الواضح ان لكل شخصية لائحتها الخاصة، فالتيار الوطني الحر يكاد ينجز اللائحة التي يتكتم عليها كما في سائر الدوائر، باستثناء الوضوح الذي تتسم به حركة الوزيرة السابقة ندى البستاني، واعلان معراب تجديد ترشيح النائب شوقي الدكاش وزياد حواط، فيما صار واضحا سعي افرام الى انجاز لائحة خاصة، اما لائحة الخازن فمن المرجح ان تضم روكز بعد فشل الصيغة التي عمل عليها الخازن لضم النائبين السابقين منصور البون وفارس سعيد من دون معرفة توجهما بعد بشكل نهائي، اذ لم تتبين معالم تحالفاتهما بعد، وحيث كان قرار البون يتأرجح بين خيارات عدة بعد ان تلقى عروضا من التيار، الا ان الواضح ان لا مصلحة للأخير بتجديد التحالف مع التيار الوطني الحر الذي ضيّع عليه الفرصة في انتخابات ٢٠١٨ ، وكانت محاولات الخازن جمع سعيد والبون وضمهما الى لائحته ففشلت بسبب الخيارات السياسية المتناقضة مع سعيد، وانتماء الطرفين الى محاور سياسية متصارعة.