IMLebanon

الانتخابات : وطن ومواطن

الانتخابات البلدية، في مرحلتها الأولى مرَّت في سلام.

وأحيطت بالكتمان.

وفيها غالبون ومغلوبون.

وهذه هي الديمقراطية.

وأروع ما فيها، أن يراجع المرشحون تصريحاتهم، ويدركوا مكامن النجاح، ومواقع الاخفاق.

وليس ثمة مَن لا يخفق حيناً، والا لكانت القضية معلّبة.

والتعليب شقيق التصغير!

والتراجع عن الخطأ، أقوى من الانتصار بلا خطأ.

ليس غريباً أن يتراجع الانسان عما يشعر أنه أودى به، في واحة الانكسار.

وهذه هي الشجاعة، في عصر يتكاثف فيه الخطأ، وتزداد معه الانفعالات.

كان الرئيس شارل دباس، يقارع الفرنسيين، حجة بحجة. ولا يتوانى عن المناوأة، عندما تكون مطلوبة أو واجبة.

ذلك، أن التراجع عن الخطأ فضيلة، والاقدام، ساعة يكون مطلوباً، هو فضيلة أيضاً.

***

والانتخابات البلدية تحققت، وإن كانت قبل أيام غامضة.

إلا أن الغموض زاد، ونفذ المناصرون والمعارضون أهدافهم بروية.

لعل الامتحان الأكبر، كان في بيروت، عاصمة لبنان الأولى.

وفي العاصمة تحققت أعجوبتان: المناصفة والمشاركة.

ولولا الاصرار على المناصفة لما انتظم العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين.

وبنجاح هذه المناصفة، تلازمت ارادة المشاركة في بناء الوطن.

وهذه المشاركة نادى بها الكاردينال الراعي، بمجرد أن تبوأ السدة البطريركية.

ورعاها سابقاً الكاردينال صفير.

وعمل عى تعزيزها المؤمنون بلبنان الواحد، والا فإن الوحدة في الايمان تعرضت للانهيار، وربما للزوال.

واللبنانيون هم رعاة للحق، وللمبادئ في معظم المجالات.

وعندما أقبل اللبنانيون على الانتخابات البلدية، انما فعلوا ذلك، ايماناً منهم، بأهمية المشاركة في بناء الوطن.

والأوطان، لا تُبنى بسهولة، بل بصعوبة، والا لكانت فرصة عابرة، على الطريق بين الوطن والمواطن.

والرئيس فؤاد شهاب، دأب على المناداة بسلامة الوطن والمواطن، ايماناً منه بأن الرجوع الى التاريخ، هو الطريق الى وطن سليم ومعافى.

ولهذا فقد اختار الأستاذ الياس سركيس لخلافته في رئاسة الجمهورية، ايماناً منه بأن الجمهورية هي وطن، لا مجرد شعار!!