زارت وزيرة التنمية الإدارية عناية عز الدين أول من أمس مقر بلدية صور واتحاد بلدياتها ومفتيَيها السني والجعفري ورئيسة مؤسسات الإمام موسى الصدر، رباب الصدر. ومن المنتظر أن تستكمل جولتها على فعاليات المدينة، ومنها جمعية التجار، الأسبوع المقبل. ابنة بلدة شحور (قضاء صور) والمنتمية تنظيمياً إلى حركة أمل، قالت إن زيارتها عادية. لكن من يصدق أن خلفياتها خالية من الانتخابات على بعد أقل من عشرة أيام على فتح باب الترشيح؟
عربة البث المباشر التابعة لقناة «أن بي أن» التي رافقت عز الدين من بيروت وفتح هواء المحطة لنقل تصريحها عن ضرورة تمثيل المرأة في الحياة السياسية والمواكبة اللوجيستية قبل وخلال الزيارة للماكينة الانتخابية لـ«أمل» في قضاء صور والمواكبة الميدانية للكوادر والفعاليات المحسوبة على الحركة، عزز الشائعات المتداولة عن إمكانية ترشيحها بدلاً من النائب عبد المجيد صالح عن أحد المقاعد الشيعية الأربعة في قضاء صور (مقعدان لأمل واثنان لحزب الله). بحكم الأمر الواقع، يتعامل بعض الحركيين مع الأمر: «على مستوى أمل، سيعاد ترشيح النائب علي خريس كما يحصل منذ دورة عام 1996، على أن يستبدل صالح النائب منذ دورة عام 2005 بعز الدين». ويدعمون رأيهم بـ«تعهد بري بإدخال الكوتا النسائية إلى كتلته النيابية بعد أن أدخلها إلى كتلته الوزارية».
رئيس الماكينة الانتخابية لـ«أمل» في صور، المدير العام لإدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) ناصيف سقلاوي وضع زيارة عز الدين في إطار الاستثمار الانتخابي ليس لها، بل للحركة. صاحب فكرة الجولة وإبرازها إعلامياً قال إن «عز الدين المعنية من موقعها بخطة معالجة أزمة النفايات في لبنان وإدارة معامل الفرز حضرت للبحث مع بلدية صور واتحاد بلدياتها في تطبيق الخطة على مستوى المنطقة. أما زيارة المفتيَين والسيدة رباب الصدر، فهي من باب التقدير لمواقعهم». ولفت سقلاوي إلى أن وزير المال علي حسن خليل «من المنتظر أن يلبي دعوة الماكينة للقيام بجولة على التجار والفعاليات والاستماع إلى مطالبهم التي تدخل في نطاق وزارته». ماذا عن احتمال ترشيح عز الدين؟ يؤكد سقلاوي أن الحركة «لم تحسم أسماء مرشحيها حتى الآن. أما بالنسبة إلى عز الدين، فقد قدمت تجربة مميزة في الوزارة، وتحقق في استطلاعات الرأي الانتخابية نسباً متقدمة».
إلى حين أن تحسم «أمل» أسماء مرشحيها، في الخامس من شباط (على نحو مبدئي) على لسان بري، بحسب أوساطها، يستمر التنافس على المقعدين الأخضرين داخل البيت الواحد. أوساط خريس المنظم حركياً، تلمّح إلى أنه وعد بإعادة ترشيحه. أما صالح، المنظَّم حركياً، فقد قال لـ«الأخبار» إنه يسمع من وسائل الإعلام باحتمال عدم ترشيحه مجدداً، ولم يتبلغ أي قرار رسمي حتى الآن. وعن احتمال استبداله، قال إنه منذ التحاقه بالإمام موسى الصدر في صور حتى الآن «أخدم التنظيم في أي موقع كنت، وسأبقى كذلك». الاحتمال القوي لتغيير الوجوه جزئياً أو كلياً، فتح شهية بعض الحركيين. تروِّج أوساط مسؤول إقليم جبل عامل علي إسماعيل، أن «ترشيحه عن أحد المقعدين الأخضرين أمر شبه محسوم».
الضبابية الخضراء لا تقلّ عن الضبابية التي تسود مصير النائبين عن حزب الله في قضاء صور، نواف الموسوي (نائب منذ دورة 2009)، ومحمد فنيش (نائب منذ دورة 1992)، رغم حصولهما على نسب متقدمة في استطلاعات الرأي المفتوحة التي أجريت أخيراً في المنطقة.
بعيداً عن حركة أمل وحزب الله اللذين فازا بالمقاعد الأربعة منذ عام 1992، تسجل نيات ترشيحات من شخصيات مستقلة ويسارية. وتشهد بورصة الأسماء ارتفاعاً وانخفاضاً مستمراً من دون تحرك جدي حتى الآن.