IMLebanon

حلفاء الأمس تفرّقوا… ولم تجمعهم التحالفات الانتخابيّة باستثناء” القوات” و”الاشتراكي”

جبهات معارضة مغمورة غير قابلة لخرق الساحة… أين الأحزاب “الثوريّة” والفاعلة؟

 

تفرّق عشاق السياسة في لبنان، لا حلفاء الى اجل بعيد، ولا خصوم الى ما شاء الله، انها اللعبة السياسية في لبنان، كانت ولا تزال وستبقى ضمن هذه العناوين، التي يتم استذكارها مع اقتراب ذكرى 14 شباط التي انتجت تحالفات سياسية فجائية، لم تكن في الحسبان، بين اضداد في السياسة عايشوا تلك الفترة لبضع سنوات، حاملين شعارات لم تجمعهم في السابق، ما لبثت ان تبعثرت لاحقاً، امام جمهور كبير سار على خطاهم وآمن بهم الى اقصى الحدود، لكنهم ما لبثوا ان خذلوه ليصبح محبطاً جداً ورافضاً لهم.

 

وعلى الرغم من المصائب التي مرّ بها ذلك الفريق، لم تجمعه اي مصيبة بصورة حقيقية ونهائية لغاية اليوم، فيما كان من الاجدى لو انّ تلك “الطلعات والنزلات” السياسية التي رافقته، ان تفعل فعلها وتقرّبه من بعضه اكثر، وصولاً الى تحقيق الغايات والاهداف التي طمح اليها.

 

الى ذلك، وبعيداً عن استذكار تلك الحقبة بكل شؤونها وشجونها، تقول مصادر سياسية انّ ذلك الفريق الذي حوى مجمل الاحزاب اللبنانية، باستثناء فريق الممانعة، لم يتعلّم من تجارب الماضي التي تتطلّب وحدة في الصف السياسي، اقله حول القضايا الهامة، ومن ضمنها ما يجري اليوم، اذ وعلى الرغم من الدعوات المتكرّرة الى رصّ الصفوف، والوحدة في المواقف المصيرية، لم يتحقق اي شيء من تلك الوحدة ولم يتم التحضير حتى للتحالفات الانتخابية كما يجب، بحيث تسيطر دائماً النكايات السياسية والتناحرات والانقسامات بحثاً عن المنافع، فيما يتم نسيان الجوهر في ظروف مأسوية تتطّلب الجمع الذي يشكّل قوة لا يستهان بها، في اطار تجديد الصورة السياسية للحلفاء الذين تحوّلوا الى خصوم.

 

الى ذلك، تقول المصادر انّ حزبيّ “القوات اللبنانية” و”التقدمي الاشتراكي” قد “بيّضا ” هذه الصفحة السلبية من عمر الحلفاء القدامى، بحيث يسير التحالف على قدم وساق ونحو الدروب المفتوحة، وسط رسم صورة ايجابية للتحالفات في المناطق المختلطة، في ظل معلومات عن انّ اللقاء الاخير الذي جرى في معراب بين الحزبين، دخل في أسماء المرشحين، كما جرى البحث في الملفات السياسية والامنية واوضاع البلد بصورة عامة، على ان تجري لقاءات قريبة لإعلان أسماء المرشحين، ضمن اللوائح المشتركة بين الطرفين، في عاليه والشوف والبقاع الغربي خلال مؤتمر مشترك.

 

في غضون ذلك، ثمة مصادر سياسية مواكبة لحقبة 14 آذار والتعاون السياسي الذي كان قائماً، تشير الى ضرورة ان تحذو بقية الاحزاب وتتحالف لتحقيق ما تصبو اليه، اذ منذ ان برزت معارضة العهد الحالي، تكاثرت الدعوات الى تشكيل جبهة معارضة موحّدة، تحت شعارات السيادة والحرية والاستقلال واستعادة الدولة، فتوزعت الدعوات الى معظم الاحزاب التي كانت ضمن فريق 14 آذار، وعلت الاصوات علّها تستعيد ذلك التاريخ بهدف التصدّي للسلطة، لكن وكما جرت العادة، لم يتوّصل اي حزب الى تشكيل تلك الجبهة، بسبب الخلافات السياسية والتناحر على المناصب، في ظل سؤال “من سيترأس تلك الجبهة”؟

 

وتابعت المصادر: “منذ تشرين الاول الماضي، دعا حزب الوطنيين الاحرار الى تشكيل جبهة ضد سياسة العهد، وذلك خلال “لقاء السوديكو” الذي جمع عدداً من الاحزاب المسيحية الفاعلة، لكن من دون ان تبرز معالم تلك الجبهة حتى اليوم، فيما تصدّت لها على الفور “جبهة المعارضة اللبنانية” التي ضمّت احزاباً منسية تمّ قبولها على مضض وبعد مفاوضات، من قبل الحراك المدني ومجموعات تنادي بـ “الثورة”، فضلاً عن انعقاد لقاءات بين الحين والآخر لبعض المجموعات، التي دخلت حديثاً على الخط، وهي تضّم ايضاً الحراك المدني، ما جعل الصورة تبدو كخليط الحابل بالنابل، وهذا يعني انّ تكاثر الجبهات لا يبشّر بالخير، والمطلوب رؤية موحّدة توصل الى نتيجة، لانّ تشكيل جبهة معارضة تحوي طائفة واحدة او طائفتين، لا يمكن ان يُرسم لها النجاح، لان ذلك يتطلب مجموعة طوائف لاننا في لبنان.

 

واستذكرت المصادر نفسها “ثورة الارز” التي انطلقت في آذار من العام 2005، وجمعت عدداً من الطوائف، من ضمنها ممثلون عن الاحزاب السيادية والمعارضة الشيعية، وإن لم تتوصل الى كل ما طالبت به، لكن لا يمكن لآحد نكران نجاحها في فترة معينة، واليوم وفي ظل ما يجري من الاعيب سياسية، مهمتها اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي، يجب ان يكون المعارضون لها بالمرصاد، وبالتالي فالمعارضة الفاعلة تحتاج الى جمع احزاب تمثل مجمل الطوائف، عبر “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل”، و”التقدمي الاشتراكي” إضافة الى شخصيات بارزة معارضة من كل الاتجاهات، ولا شيء غير ذلك قابل للنجاح، مع ضرورة التعالي عن المصالح الخاصة و”شغف الكراسي” من اجل مصلحة لبنان اولاً، سائلة: “اين الاحزاب “الثورية” والفاعلة والمنادية بالتغيير”؟!