لم يعد هناك شيءٌ مستور، فكل الأمور انكشفت في ما خص الإنتخابات النيابية، وصورة مجلس نواب 2018 باتت شبه واضحة في تحالفاتها:
هناك تحالفٌ بين الثنائي الشيعي، وهو الذي سيسمي رئيس مجلس النواب المقبل، ويتم إنتخابه من سائر أعضاء الكتل.
هناك تحالفٌ بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وهو الذي سيسمي رئيس الحكومة الجديدة، وتأخذ هذه التسمية بُعدها الرسمي بعدما تُحدِّد سائر الكتل مواقفها.
هناك تحالفٌ بين الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية، علماً أنَّ الحزب الإشتراكي سيكون في توافقٍ مع تيار المستقبل.
هناك الذين سيفوزون من خارج اصطفافات الأحزاب الكبيرة، وفي هذا المجال الأنظار موجَّهة إلى لوائح بيروت، في دائرتيها الأولى والثانية وإلى طرابلس وعكار وإلى سائر دوائر الشمال وإلى زحلة وبعلبك والبقاع الغربي وإلى صيدا وجزين والزهراني وإلى سائر دوائر الجنوب.
الحاصل النيابي للأحزاب والتيارات لن يكون في انتخابات 2018، كما كان في انتخابات 2005 ولا في انتخابات 2009، وذلك للأسباب التالية:
إصطفاف 14 آذار و8 آذار لم يعد موجوداً، بدليل أنَّ بعض مَن هم في 8 آذار أصبحوا في 14 آذار، والعكس صحيح.
تقسيمات الدوائر جعلت الأحزاب والتيارات مضطرة إلى أنْ تتكلم مع بعضها البعض حتى ولو كانت على خصومة سياسية.
ضياع في التوجُّهات، بدليل وصول الترشيحات إلى نحو خمسين أو ستين لائحة.
الأحزاب والتيارات تشكل اللوائح بحسابات رقمية لا سياسية، لأنَّ ما يهمها إيصال أكبر عدد من النواب، إلى درجة يمكن القول معها أنَّه لم يعد هناك أية قيمة للطروحات السياسية في مقابل الطروحات الرقمية.
هل هناك خوفٌ من أنْ تشوب الإنتخابات أية شائبة؟
رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي انتقل إلى المصيلح ليدير عمليته الإنتخابية على أن يعود إلى بيروت مع موعد الجلسة النيابية العامة لإقرار الموازنة والمصادقة عليها وإصدارها في قانون، كان ألمح من المصيلح على طريقة اللبيبُ من الإشارة يفهم، متخوفاً من بعض الشوائب، ويقول في هذا السياق:
كان طموحنا أكبر، لكننا وصلنا في النهاية إلى هذا القانون الذي هو أفضل الموجود وأفضل المُمكن. وستجري الإنتخابات على أساسه، وعلى هذا الأساس أيضاً تجري التحضيرات للإنتخابات من كل الأطراف، وموقفي معروف ولم أحِد عنه ولن أُحِيد، وهو أنني مع انتخابات نظيفة بكل معنى الكلمة، تجري بكل حرية ولا تشوبها شائبة ولا أي تشويه لمسارها أو للتحضيرات المرتبطة بها، ولطالما ناديتُ في السابق، ورفعتُ شعار لا تشوّهوا الإنتخابات، وقلت:
دعونا نجعل الإنتخابات فرصة للإنتقال ببلدنا إلى برّ الأمان، وهذا برأيي ما يجب أنْ يحصل، وأكرر الآن وأقول:
يجب أن نحمي الإنتخابات، ليس في الأمن فقط، بل أنْ نحمي مصداقيتها ونظافتها، والنأي بها عمّا يمكن أنْ يشوّهها.
ما كان الرئيس بري يقول هذا الكلام لو لم تكن هناك إشارات ومؤشرات بدأت تصل إليه عن مخالفات تشوب العملية الإنتخابية.