IMLebanon

انقسامات انتخابية… والوطني الحرّ ينفي

 

عقد «التيار الوطني الحُرّ» أول إجتماعاته الخاصة بحسم ترشيحات المُحازبين والمُؤيّدين للإنتخابات النيابيّة المُقبلة في مُختلف المناطق اللبنانيّة. فما هي المعلومات في هذا الصدد، وما هي العقبات التي تُواجه «التيّار البرتقالي»؟

مصدر قريب من «التيّار الوطني الحُرّ» أكّد أنّ قيادة «التيّار» دخلت حاليًا في مرحلة غربلة الكثير من الأسماء، ودراسة نتائج الإحصاءات بشقّيها الحزبي الداخلي على مُستوى المناطق، والشعبيّة العامة على مُستوى الأقضية والدوائر الإنتخابيّة بحسب القانون الجديد. وأوضح أنّ الإجتماعات ستتركّز خلال الأيّام والأسابيع القليلة المُقبلة على تنظيم عمل هيئات الأقضية، وعلى توحيد الأهداف بين كل الأعضاء والمُحازبين، لأنّ هذه الهيئات ستتحوّل تلقائيًا إلى ماكينات إنتخابيّة تُدير المعركة الإنتخابيّة النيابيّة المُقبلة، ما يُحتّم عملها كفريق واحد ومُتجانس لا تنافس ضمنه، مُشيرًا إلى أنّ هذه الهيئات ستُنفّذ تعليمات «القيادة» على مُستوى الأسماء النهائية التي ستكون مُرشّحة للإنتخابات، وعلى مُستوى التحالفات التي سيُعلن عنها «التيّار» أيضًا.

من جهة أخرى، رأى مسؤول سابق في «التيّار الوطني الحُرّ» بعد أن جرى إحراجه فإخراجه منذ نحو سنتين، أنّ «التيّار» يُعاني من طفرة كبيرة في عدد المُرشّحين للإنتخابات النيابيّة، حيث أنّ أغلبيّة النوّاب المُنتمين إلى كتلة «الإصلاح والتغيير» يرفضون التخلّي عن مقاعدهم، والفائزون بالإنتخابات التمهيديّة للتيّار ضمن الهيئات الحزبيّة والمناطق، يُطالبون من جهتهم بأن تتبنّى القيادة ترشيحاتهم وفقًا للأصول الديمقراطيّة، والمُقرّبون من «التيّار» الذين دعموا «التيّار» سياسيًا ومعنويًا وحتى ماديًا في بعض الحالات، يتوقّعون بدورهم أن تُدرج أسماءهم على لوائح الترشيحات الإنتخابية النهائيّة.

وكشف المسؤول «العَوني» السابق أنّ نوّاب «تكتّل التغيير والإصلاح» في كل من كسروان والمتن، على سبيل المثال لا الحصر، يرفضون الإنسحاب من المعركة الإنتخابيّة لصالح غيرهم، وبعضهم قال في إجتماعات ضيّقة أنّه سيخوض المعركة حتى لوّ من خارج لوائح «التيّار»، في حال جرى إبعاده. وقال إنّ هيئة زحلة في التيّار مقسومة بين من يُؤيّد الوزير السابق غابي ليّون ومن يُؤيّد النائب السابق سليم عون، وهيئة جزّين مقسومة بدورها بين من يؤيّد النائب زياد أسود ومن يؤيّد النائب أمل أبو زيد، مُشيرًا إلى أنّ التجاذبات في جزّين تشمل أيضًا المرُشّح زياد صوايا، وإلى أنّ دخول إسم المُستشار الإعلامي لرئيس الجُمهورية جان عزيز على خط الترشيحات زاد الطين بلّة. وأضاف المسؤول «العَوني» السابق أنّ هيئة بيروت في «التيّار» ليست أفضل حالاً، في ظل عزم المسؤول السابق زياد عبس المفصول من «التيّار» خوض الإنتخابات على لائحة مُنافسة للائحة «التيّار البرتقالي» التي تعوّل على المرشّح الأساسي نقولا صحناوي الذي يشغل منصب نائب رئيس التيّار. ولفت إلى أنّه في هيئة الشوف أظهرت الإنتخابات الداخليّة تقدم غيّاث فؤاد البستاني على الوزير السابق بالنقاط، وحلولهما معًا في المركزين الأوّل والثاني في ظلّ تأخر باقي المُرشّحين الداخليّين وتوزّع دعم الناخبين العَونيّين على العديد من المُرشّحين، في ظلّ تخوّف لدى هؤلاء من أن تحمل تسويات التحالفات، أسماء «دخيلة» على حساب الناشطين في «التيّار» في دائرة «الشوف – عاليه»، ما يُنذر بتشتيت المزيد من الأصوات برأييه. ورأى المسؤول العَوني السابق أنّ هيئة كسروان تبدو حاليًا مُتماسكة، مُتوقّعًا أن تتغيّر الأمور سلبًا، بمجرّد إعلان اللائحة النهائية للتيّار، وذلك ليس بسبب رفض نوّاب كسروان الحاليّين إخلاء الساحة فحسب، بل نتيجة ضياع المُحازبين بين القيادة الحاليّة للتيّار من جهة والعميد المُتقاعد شامل روكز من جهة أخرى، إضافة إلى وجود طامحين جُدد يرغبون بأن يلعبوا أدوارًا مركزيّة في الإنتخابات المُقبلة، على حساب نوّاب حاليّين أقوياء، كما هي الحال مثلاً بين النائب سيمون أبي رميا والمرشّح ناجي حايك في جبيل بحسب المسؤول «العَوني» السابق.

المصدر القريب من «التيّار الوطني الحُرّ» نفى ما يُردّده المُتضرّرون ومن وصَفهم ببعض الحاقدين عن إنقسامات حادة داخل «التيّار» وعن صراع أجنحة بين مُؤيّدي الوزير باسيل ومعارضيه، مُشيرًا إلى أنّ ما يجري هو عبارة عن تنافس داخلي طبيعي وديمقراطي يحصل في أي حزب أو «تيّار» عشيّة الإنتخابات. ووعد بأن يتمّ حسم هذا الجدل خلال الأيّام والأسابيع القليلة المُقبلة، حيث توقّع أن يتم الإعلان تدريجًا عن المُرشّحين الرسميّين للتيّار في المُستقبل القريب، لوقف الأخذ والرد الإعلامي في هذا الصدد. وقال إنّه عندها سيتفاجأ المُتضرّرون الذين يصطادون حاليًا في الماء العكر، من تكتّل كل ناشطي ومُحازبي ومؤيّدي «التيّار» خلف الأسماء التي سيتم تبنّي ترشيحها من جانب قيادة التيّار برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل، وبمُباركة من المُؤسّس الرئيس ميشال عون.

وقد رفض المصدر نفسه الكشف عن أي إسم جرى حسم ترشيحه، في إنتظار قرار القيادة «الذي لم يعد بعيدًا على الإطلاق»، برأيه. وفي كل الأحوال، في المعلومات غير الرسميّة لكن العالية المصداقيّة، إنّ بعض الأسماء ضمنت ترشيحها على اللوائح «العَونيّة» من اليوم، ومن بينها كل من جيمي جبّور وأسعد درغام عن دائرة عكّار، وكل من الوزيرين جبران باسيل وبيار رفول وجورج عطا الله عن دائرة «البترون – الكورة – زغرتا – بشرّي، وكل من الوزير السابق إلياس بو صعب والنائب السابق إبراهيم كنعان وإدي معلوف في دائرة المتن، وكل من الوزير سيزار أبو خليل والوزير السابق ماريو عون في دائرة «الشوف وعاليه»، والنائب سيمون أبي رميا في دائرة «كسروان جبيل»، والنائب آلان عون في دائرة بعبدا، والنائب السابق سليم عون في دائرة زحلة، والوزير السابق نقولا الصحناوي في دائرة بيروت.