لوحظ أن معظم رؤساء اللوائح الإنتخابية لم يعلنوا لوائحهم حتى اليوم، وتحديداً على خط بعض اللوائح في الجبل، أكان على صعيد الشوف وعاليه، أو في بعبدا، وصولاً إلى البقاع الغربي وبيروت، بحيث ينتظر الجميع بعض الإشارات ليبنى على الشيء مقتضاه، دون إغفال بعض الخلافات والتباينات بين الحلفاء أنفسهم، وبالتالي، هناك حسابات دقيقة تجري على خط الحاصل الإنتخابي في الدرجة الأولى، ومن ثم على صعيد الصوت التفضيلي، وهذا ما تقرّ به أكثر من جهة سياسية وحزبية، في وقت أن ثمة معلومات، عن تمهّل متعمّد لدى رؤساء الكتل، مرده إلى ما يمكن أن تشهده الساحة الداخلية من تطوّرات دراماتيكية، والمنطقة أيضاً، من الطبيعي أن يكون لها انعكاسات مباشرة على الإستحقاق الإنتخابي، لذا ليس في قدرة أي فريق المغامرة واستباق الأمور، إلا بعد انتهاء المهلة القانونية لتشكيل اللوائح الإنتخابية، التي على اساسها سيجري هذا الإستحقاق في الخامس عشر من أيار المقبل.
وفي السياق، علم من مصادر سياسية موثوقة، أن بعض التمنيات وصلت لمرجعيات سياسية وحزبية من أصدقاء في الخارج، حول بعض الأسماء والتحالفات والتمنّيات بأن يكون بعض المرشّحين على اللوائح، ربطاً بما سترسو عليه الأوضاع في لبنان بعد الإنتخابات من مؤتمر وطني أو تسوية سياسية، ومن ثم الشروع في الإصلاح وتعديلات قد تحصل على بعض المواد الدستورية وسواها، أي أن ثمة مؤشرات عن تعديلات على بعض المواد الدستورية، وبالتالي، لا يمكن للبعض ممن لديهم صداقات وعلاقات في الدول المعنية بالملف اللبناني، ولديهم الخبرة في القضايا السياسية والقانونية، بأن يكونوا خارج الندوة البرلمانية أو صلب الحياة السياسية.
من هنا، تشير مصادر متابعة لهذه الأجواء، إلى أن البلد دخل في مرحلة دقيقة وحرجة، نظراً للمتغيّرات والتحوّلات التي ستحصل خلال الأشهر المقبلة في أوروبا بفعل تداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية، ومن ثم متغيّرات على الصعيد العربي، إن بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أو بالنسبة لمؤتمر وزراء الخارجية العرب المرتقب عقده في وقت قريب، وحيث ستكون عودة سوريا إلى الجامعة العربية مدرجة على جدول أعمال هذا المؤتمر، بالإضافة إلى الورقة الكويتية، ومن ثم كيفية إيجاد حل للأزمة اللبنانية، ومن الطبيعي أن ذلك، سيكون وفق جهد مشترك من الجامعة العربية وباريس وواشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي، بحيث أن ما سبق وأشار إليه النائب السابق سليمان فرنجية في إحدى مقابلاته المتلفزة عن تسوية يجري التداول بها، فهذه مسألة جدّية ومطروحة على بساط البحث عربياً ودولياً، وجزء أساسي من لقاءات باريس بين مسؤولين فرنسيين وبعض المرجعيات السياسية اللبنانية، هو للتشاور والتداول حول كيفية التوصل إلى حلول للملف اللبناني أي تسوية شاملة، ولكن، من الطبيعي أن ذلك سيحتاج إلى جهود ووقت، في حين هناك حالة ترقّب لما سترسو عليه نتائج الحرب في أوكرانيا، باعتبار أن لذلك صلة بإعادة تكوين وصياغة كل الملفات الإقليمية والعربية والدولية، وتحديداً الوضع في سوريا والعراق ولبنان.
وفي غضون ذلك، فإن الإستحقاقات السياسية والإقتصادية، وكذلك الإنتخابات النيابية، دخلت في صلب المباحثات التي تجري في باريس، على اعتبار أن هناك قلق أوروبي، وتحديداً فرنسي على الوضع القائم في لبنان، ولذلك، جاءت اللقاءات من أجل المحاولة لتمرير الإنتخابات النيابية ومراقبتها والإشراف عليها دولياً، مما يتيح الفرصة لاحقاً نحو الشروع في حلول سياسية واقتصادية.