قد يستغرب البعض هذا العنوان، والسؤال هنا ما علاقة التيار الكهربائي بصلاحيات رئيس الجمهورية؟
بكل بساطة العلاقة واضحة جداً، وهي أنّ رئيس الجمهورية الذي هو في الحقيقة المسؤول الأوّل عن كل شيء في الدولة، أي انه مسؤول عن نجاح الدولة وعن فشلها.
وكما هو واضح اليوم فإنّ عهد الرئيس السابق ميشال عون هو أفشل عهد في تاريخ الجمهورية والمسبّب الحقيقي لفشل العهد هو ان الذي تسلم ملف الكهرباء، هو صهر الرئيس السابق المدلّل الذي بسوء إدارته للملف، خسّر الدولة اللبنانية 65 مليار دولار، وهذا الرقم هو ثلثي الدين العام الذي أدّى الى انهيار الاقتصاد والعملة اللبنانية، حيث كان الدولار يساوي 1500 ليرة ووصل بسبب فشل الصهر بملف الكهرباء الى حوالى 50 ألف ليرة، وهذا لم يحدث في أي بلد في العالم.
من هنا، نقول إنّ الرئيس نجيب ميقاتي المسؤول الأوّل اليوم بغياب رئيس منتخب يرى ان أمامه أهم ملف هو ملف الكهرباء، وهو حريص على تأمين الكهرباء مهما صار… ولذلك رأيناه يذهب الى الجزائر ويجتمع مع رئيسها عبد المجيد تبون محاولاً إعادة الاتفاق مع أهم شركة نفط وغاز وفيول في الجزائر وهي شركة «سوناطراك»، والذي عطل الاتفاق لا بل تسبب وجماعته بمشاكل معها هو الصهر. ذهب أيضاً الى مصر، وذهب الى الأردن وإلى العراق. كل ذلك من أجل الحصول على عقود بأقل أسعار ممكنة، لأنّ حال لبنان لا تسمح بـ»البغددة».
لذلك، ما يحدث اليوم من ان جماعة الرئيس السابق يطالبون بالكهرباء ولكن لا يقبلون بعقد اجتماع للحكومة، والحجة ان هذه الحكومة غير شرعية وغير ميثاقية. طبعاً الاسطوانة نفسها التي يستعملها الرئيس الفاشل السابق ميشال عون عندما يضطر للهرب من الحقيقة فيلجأ الى أعذار وهميّة.. وهنا أتمنى لو يستطيع الرئيس السابق أن يشرح لنا بحكم انه عليم في القانون… لماذا الحكومة غير شرعية وغير ميثاقية؟ وأنا أعلم انه لا يعرف شيئاً عن الموضوع، ولو صدف أن يتذكر فيكون ذلك لفترة قصيرة لانه سوف ينسى بعد لحظات.
الكهرباء هي مفتاح الحياة وعودة التيار الكهربائي هي عودة الروح الى البلد، لأنّ كل شيء متعلّق بالكهرباء. والمصيبة اليوم ان جماعة ميشال عون هم الذين يعرقلون أي اجتماع لبحث موضوع الكهرباء، ويبدو ان فشلهم سيحاولون اليوم تحميله الى غيرهم، وهنا أبشرّهم بأنّ الناس -معظم الناس- يعلمون ان الذي يعطلون عودة الكهرباء هم أنفسهم الذين تسلموا هذا الملف منذ إعفاء المرحوم الوزير جورج افرام الذي استطاع ومعه المدير في ذلك الوقت المهندس مهيب عيتاني ان يؤمن الكهرباء 24/24، وعقاباً له ولأنه أمّن الكهرباء أعفي من منصبه والمهندس مهيب أدخل السجن، وهذا تاريخ معروف ولكن لا يريدون أن يتذكروه. والذي يتبجح بكلمة «ماخلوني» فإنّ هذا القول هو وكالة حصرية للفاشلين.
وكما نعلم فإنّ الذي ساهم أكبر مساهمة في إفشال العهد السابق هو الصهر المدلّل الفاشل، من الاتصالات الى الكهرباء الى الخارجية و»دقي يا مزيكا».
كلمة أخيرة، الرئيس ميقاتي مصرّ على عودة الدولة مهما صبر وتعذّب وعانى من اتهامات، لأنّ الوطن بالنسبة له أهم من الأشخاص.
وعندما يعود التيار الكهربائي ستعود صلاحيات رئيس الجمهورية حتماً.