IMLebanon

الكهرباء أولاً

 

للأسف الشديد أصبح الشعب اللبناني كله وبدون استثناء خبيراً في موضوعين مهمين هما الكهرباء والزبالة…

 

لقد أصبح حديث الناس في الصالونات وعند الحلاقين وفي السهرات هو عن الزبالة وعن الكهرباء..

 

لماذا صار الذي صار؟! بكل بساطة لأننا منذ عام 1990 وحديثنا الوحيد هو عن الكهرباء منذ أن جاء المغفور له شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري واختار الخبير الاقتصادي وهو رجل من كبار رجال الأعمال وصناعي من الطراز الاول الوزير المرحوم جورج افرام الذي وضع خطة لحل مشكلة الكهرباء… منذ ذلك اليوم منع من تنفيذ خطته وعوقب بإخراجه من الوزارة واستبدل بالوزير ايلي حبيقة تحت شعار «انه غير مسموح إيجاد حل للكهرباء»..

 

وبالمناسبة فإنّ الذي حصل في بداية عام 1993، وتحديداً في صيف تلك السنة، تهافت على لبنان أعداد كبيرة من السياح، خصوصاً من أهل الخليج ومن المملكة العربية السعودية، وقد كان لافتاً ان أكثر من نصف هؤلاء السياح هربوا من لبنان بسبب انقطاع الكهرباء..

 

نعود لنسترجع أهمية الكهرباء على الصعيد المالي ليتبيّـن لنا ان نصف الدين العام والذي بلغ 85 مليار دولار هو من خسائر استعمال الفيول، في وقت بنى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عام 1996 محطة في بعلبك تنتج 70 ميغاواط وعام 1998 بنى محطة دير عمار بقدرة إنتاج 435 ميغاواط وانتهى البناء وبدأ العمل 2002، اما محطة الزهراني التي بدأ العمل فيها عام 1998 وانتهى عام 2001، يعني هذا كله ان الرئيس الشهيد وفي عهده بدأ العمل على بناء معامل لإنتاج الكهرباء.

 

والأهم أنه أخذ في الاعتبار ان المعامل يمكن أن تعمل على الفيول وعلى الغاز…

 

السؤال الكبير هو انه منذ إقالة المرحوم الوزير جورج افرام وإلى يومنا هذا لم يتسلم وزارة الطاقة إلاّ وزراء من جماعة 8 آذار وهذا هو السبب الحقيقي لعدم الوصول الى حل لمشكلة إنتاج الكهرباء وتطوير المعامل..

 

من ناحية ثانية، اليوم الاقتصاد اللبناني يقف عند عتبة الاصلاح إذ ان الدول الاوروبية التي تريد ان تساعد لبنان لن تمنحه قروضاً إلاّ عندما تشعر انه بدأ في مسيرة الاصلاح، وبما ان الخطوة الاولى تبدأ من الكهرباء فذلك يعني ان لا إصلاح بدون إصلاح الكهرباء..

 

الرئيس الحريري وفي خطوة لافتة أخذ قراراً جريئاً يريد ان يختصر فيه الزمن، إذ أنشأ لجنة من الوزراء المعنيين ومن مختلف القوى السياسية بالاضافة الى مجموعة من البنك الدولي إلى مجموعة إقتصادية أي خبراء في الاقتصاد لكي يحلوا «قضية الكهرباء».

 

هناك تباين في الآراء إذ في الوقت الذي يرغب فيه معظم الفرقاء بالوصول الى حل لقضية المعامل تتمسّك «القوات اللبنانية» بموضوع دائرة المناقصات اي علينا أن نتأخر 8 أشهر للبدء في الاصلاح.. فالسؤال البديهي هل يتحمل الاقتصاد هذا الوقت؟! وكذلك هل يعلم المسؤولون المجتمعون الى طاولة حل قضية الكهرباء ماذا على الارض؟

 

ماذا على أرض الواقع؟ ألم يسمعوا تحذيرات رئيس المجلس النيابي نبيه بري…؟

 

وألم يسمعوا تحذيرات البنك الدولي؟! وألم يسمعوا تحذيرات التصنيف الدولية اي أن هناك احتمالاً لان يتراجع تصنيف لبنان درجة الى الوراء؟! وألم يسمعوا تحذيرات حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة؟

 

ألم يحسّوا بآلام الشعب اللبناني وما يعانيه من إفلاسات ومن عدم وجود أعمال وإقفال مؤسسات وصرف موظفين؟!

 

«ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء»..

 

عوني الكعكي