نادرا جدا ما استخدم ضمير المتكلم في مجال التحليل السياسي، واعتذر سلفا عن مخالفة هذه القاعدة الآن، رغبة في ايضاح الفكرة…
اجتمع أعضاء مجلس ادارة الجريدة التي قمت بتأسيسها لحسابهم في الكويت القبس، وتم استدعائي للاطلاع على برنامج توسيع انتشار الجريدة. وكان جوابي ان هذه المسألة تراكمية وتحتاج الى وقت. أحد أعضاء المجلس المعروف بمشاكساته الظريفة ألحّ على معرفة التفاصيل بنبرة تحدٍ مبطّنة. وأجبت بهدوء وثقة: أستطيع اعتبارا من صباح الغد رفع أرقام التوزيع الى أي رقم تريده، بعشرات أو بمئات الألوف، اذا كنت تريد انتشارا سريعا وشاملا وبأي ثمن! وسأل مستغربا: كيف؟ أجبت: المسألة بسيطة… نعلن سلفا عن توزيع ليرة ذهبية واحدة مع كل عدد من الجريدة يشتريه القارئ مقابل بضعة فلوس! وأضفت: غير أن هذا الأسلوب ليس مهنيا في الصحافة، وليس مفيدا في التجارة!
***
وزير الطاقة المهندس سيزار أبي خليل يثير الاعجاب في اندفاعه وحماسته عند الحديث عن انارة لبنان سريعا في هذا الصيف، ولكنه يثير العجب لما يبديه من استهانة بالكلفة الباهظة والمثيرة للتساؤلات لهذا المشروع. ويتصرّف الوزير الشاب وكأن انارة بلد صغير مثل لبنان هي أعجوبة هو قادر على تحقيقها، هذا على الرغم من أننا نسمع من العاملات في بيوتنا ان الانارة في بلدانهن الكبيرة التي أتين منها، هي على مدار الساعة! وعندما يدافع معاليه عن الانارة ولا يستهول الكلفة، يبدو كمن يطلب من كل مواطن أن يدفع ليرة ذهبية واحدة يوميا، في مقابل الحصول على التيار لوقت أطول، واختصار ساعات التقنين، قبل أن نصل الى كهرباء ٢٤ على ٢٤!
***
بدا نائب رئيس مجلس الوزراء الوزير غسان حاصباني موضوعيا ومقنعا في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزراء القوات والوزير ميشال فرعون، لعرض الملاحظات على مشروع وزير الطاقة والبواخر. ومن أخذ عليهم عدم مراعاة الحليف في التيار لم يكن محقا، لأن هذا الموقف يسجل لهم لا عليهم. والملاحظة الأهم، هي أن وزراء القوات يحرصون على التميّز في ادائهم بمسؤولية، ويتصدّرون خطاب الاصلاح والتغيير، فيما ينصرف وزراء التيار الى المناكفات في السياسة كما في موضوع قانون الانتخاب، أو في التنمية كما في مشاريع الكهرباء… بينما تدافع القوات عن حرصها على استمرار التحليق مع التيار وفقا للتحالف الكبير.
***
يقال عن طائر الدلم وهو نوع من الحمام المفترس، انه طائر حذر جدا، وذكي جدا، وماكر جدا، ويقتات بأقرانه من الطيور. وهو عندما يرى سربا من الطيور لا ينقض على أحدها كما يفعل الصقر وغيره. طائر الدلم، على العكس، يتسلل بينها كواحد منها، ثم يبدأ بافتراس طيورها تباعا… وفي السياسة كما في الطبيعة، تتكرر قصة الدلم، هذا الطائر الذكي والماكر والمحتال، والمفترس في آن!