Site icon IMLebanon

ممنوع أن نحصل على الكهرباء  

إثر انتهاء الحرب الأهلية والتوقيع على اتفاقية الطائف وانتخاب الشهيد رينيه معوّض رئيساً للجمهورية ولكنه لم يتسلم لأنه استشهد في ذكرى الاستقلال بعد أيام على انتخابه.

جاء انتخاب المغفور له الرئيس الياس الهراوي ليعيد الأمل الى المواطن اللبناني بعودة بناء الدولة اللبنانية خصوصاً أنه اختار في السنة الثالثة من عهده شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري لرئاسة الحكومة، وكان عنوان تلك المرحلة الإعمار والبناء على مختلف الأصعدة، وفعلاً ما تم إنجازه أو بناؤه في زمن الرئيس الشهيد توقف بعد استشهاده ولكن هناك شيء لم يستطع الرئيس الحريري أن يبنيه ألا وهو إعادة الكهرباء كما كان يرغب، لماذا؟ بكل بساطة لأنه كان ممنوعاً أن يعود التيار الكهربائي الى الشعب اللبناني… نعم بصراحة من يصدّق أنّ الرئيس رفيق الحريري لا يستطيع أن يأتي بالكهرباء 24/24 كما قال لي مرة ونحن في طائرته خلال زيارة رسمية الى انكلترا… فقال إن شاء الله سترى بعد سنة وعلى الأكثر سنتان ولبنان كله «مضوّي ومشعشع بالكهرباء».

لم تمضِ أيام على كلامه في الطائرة إلاّ واستقال الوزير المرحوم جورج افرام رجل الأعمال الذي كان يُعتبر من أكبر رجالات الأعمال في لبنان والعالم العربي وكان عنده مشروع كامل لعودة الكهرباء 24/24، استقال أو دُفع الى الاستقالة الحال واحد والنتيجة واحدة: ممنوع على رفيق الحريري أن يعيد الكهرباء الى لبنان، لماذا؟ لسبب بسيط لأنّ الكهرباء تعني الاستقرار وتعني عودة الحياة الى طبيعتها والأهم والكل يتذكر كيف غادر السياح العرب لبنان بسبب ندرة التيار الكهربائي…

يعني الاستقرار ممنوع أولاً، وممنوع الازدهار والتقدّم والسياحة أيضاً وهذا ثانياً.

والحال السائدة بانقطاع التيار الكهربائي خلقت أصحاب مولدات، فإنه أصبح معروفاً أنه في كل منطقة قوى الأمر الواقع تفرض الكهرباء تبيع وتشتري كما تريد وهذا ثالثاً… وليس في مصلحتها أن تعود الكهرباء.

بالأمس طرح د. سمير جعجع الخصخصة فقامت الدنيا ولم تقعد عليه وبدأ الهجوم عليه… لماذا؟ هذا الهجوم كله فقط لأنه يريد أن يوفر على الدولة مليار ونصف مليار دولار خسارة سنوية، يعني في عملية حسابية بسيطة أنه منذ العام 1992 الى يومنا هذا، أي منذ 25 سنة، هناك خسارة سنوية بين مليار أو مليارين… يعني أننا خسرنا خلال 25 سنة 37 مليار دولار أي نصف الدين بسبب الكهرباء، ملاحظة جديرة بالانتباه: لماذا منذ استقالة المرحوم الوزير جورج افرام، تسلم حقيبة الطاقة من بعده مباشرة الوزير ايلي حبيقة وجميع الوزراء الذين تعاقبوا على تلك الوزارة كانوا من جماعة 8 آذار… فهل هذه مصادفة؟ أم أنّ هناك قراراً عنوانه: ممنوعة عودة التيار الكهربائي.

ملاحظة ثانية: الصناديق العربية والدولية تعطي قروضاً من أجل الكهرباء بفائدة 1 أو 2٪ فلماذا لم نحصل على قرض واحد منها؟!.

وملاحظة ثالثة: ماذا عن الباخرتين التركيتين؟ وكم هي كلفتهما؟ ومَن يدفع ثمن ذلك؟!.

ملاحظة رابعة: كما هو معلوم فإنّ عملية الكهرباء تحتاج الى ثلاث مراحل: مرحلة أولى هي الإنتاج أي نحصل على قرض مالي، ومرحلة ثانية التوزيع أي شبكة للتوزيع من مكان الإنتاج الى المستهلك، المرحلة الثالثة هي الجباية… والسؤال هنا: هل هناك جباية جدية؟ ولماذا توجد مناطق بأكملها لا تدفع دولاراً أو قرشاً لبنانياً ثمن الكهرباء؟ فهل هذا مبرّر لبقاء الحال كما هي؟!.

ثمة بعض المتفلسفين يزعمون أنّ هناك خسائر ستدفعها الدولة… نقول لهم: لماذا هذا البطل المهندس في زحلة الذي يؤمّن الكهرباء لها منذ سنتين 24/24 بفاتورة أرخص بكثير من فاتورة الدولة كيف يستطيع أن يفعل ذلك؟!.

عوني الكعكي