Site icon IMLebanon

الإعلام الإلكتروني  

 

كان ينقص لبنان هذا الفلتان اللامحدود، عبر وسائط التواصل الإجتماعي ليكتمل نقل الفوضى بزعرورها… هذه الفوضى المسماة تجاوزاً، حرية.

 

كل من يشاء، ساعة يشاء، يستطيع أن «يطلع» بخبرية ويعممها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ليتم تداولها بالسرعة (الإلكترونية) الضوئية، فتصبح لدى معظم المتلقين حقيقة صارخة ولو لم يكن لها أي أساس من الصحة!

هكذا ببساطة مؤذية جداً يستطيع أي كان أن «يطرطش» ما يزعم أنها «معلومات»، خصوصاً تلك التي تستند الى فبركات ذات صلة بالحياة الشخصية والتجرؤ ليس فقط على حرمات البيوت إنما كذلك على كرامات الناس.

ساقنا الى هذا الكلام «الزعرنة» التي إستهدفت فخامة رئيس الجمهورية بتقويله ما لم يقله في حفل تخرّج الضباط الخمسة والثلاثين يوم أوّل من أمس، (الأول من آب الجاري).

ونود أن نعلن أننا لا نصدّق أن أحدهم أراد أن يعمّم «نكتة بايخة». بل نذهب الى أننا ندّعي أنّ مروِّجي تلك الكذبة التي صيغت باحتراف إستهدفوا رئيس الجمهورية مباشرة في أهداف مشبوهة يدركها، بداهة، كل من يعرف ضراوة الحملة التي تشن على سيِّد العهد.

ونود أن نغتنمها مناسبة لنطالب بالصوت العالي بضرورة تنظيم ما نسميه الإعلام الإلكتروني الطارىء على العالم عموماً وعلينا بالذات… ونحن بالذات معشر الصحافيين الذين تعني لنا الصحيفة الكثير.

ونشير الى أنّ الإنفلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليس «ميزة» لبنانية وحسب، فهو ظاهرة عالمية في هذا العصر. ولأنها كذلك دعونا سابقاً، ونكرر اليوم الدعوة الى التنظيم والقوننة.

يعاني الإعلامي في المقروء والمسموع والمرئي كثيراً، خصوصاً في الشأن المادي، شأن النفقات، قبل أن يتمكن من إصدار صحيفة أو إنشاء دار إذاعة وقناة تلفزيون. فهو يلزمه الترخيص. وهو بحاجة الى المكاتب، والى فريق عمل «طويل عريض»داخل المكاتب وخارجها، ونفقات هائلة (كالورق مثلاً للإعلام المقروء وهو غيض من فيض)… كما أنه يتكبد سداد الأموال الطائلة من مرتبات وتعويضات وضمان إجتماعي ونفقات الماء والكهرباء والهاتف الخ…

وأمّا «زميلنا» العزيز في إعلام وسائط التواصل الإجتماعي فيكفيه أن ينتحي زاوية في إحدى غرف منزله ويأتي بجهاز كومبيوتر، وقد تساعده زوجته أو شخص أو إثنان… ثم يُسجل ما يصدر في الصحف وأو ما تبثه الإذاعات أو ما يقدمه الإعلام المرئي (…) ويحصل على تلك المعلومات والمواضيع والتحقيقات و… ويختار من بينها ما يشكل له مادة تملأ صفحة موقعه.

وهذا يبقى مقبولاً… أما ما لا يقبله عقل فهو إستفادة البعض من ثورة التكنولوجيا لتناول المسؤولين والفنانين وحتى الناس العاديين بالشائعات وترويجها بحق الناس… هكذا من دون أي مسؤولية، ومن دون حسبان لما قد يترتب على هذه «السلبطة» من نتائج وتداعيات ربما تكون مأساوية! في حين أن الأحكام بعشرات الملايين تنهال على رؤوس مسؤولي الصحف!

من هنا ندعو الى قوننة هذا القطاع لتبقى ثورة التكنولوجيا نعمة، فلا تتحوّل الى نقمة، بل الى كارثة على الكثيرين.