باعتراف الثنائي الشيعي، فان «بشار الأسد» خائن… لا يتهم الثنائي الأسد بالخيانة لانة تنازل عن القضية والوطن في لمحة بصر غير آبه بحجم التضحيات التي قُدّمت لتبقى سوريا صامدة في وجه أعتى المنظمات الارهابية، ولكن الاتهام بالخيانة مردّه الى ما ارتكبه الأسد بحق المحور وبحق حزب الله تحديدا حين رفض في خضم الحرب الشعواء التي كانت تدمّر الحجر والبشر قول كلمة حق والسماح للحزب باستخدام الصواريخ الباليستية وقصف الكيان الغاصب من أراضيه.. المعضلة ان الأسد شخصيا بات متهما رسميا بالتواطؤ في اغتيال قيادات من الحزب ومحور المقاومة… التحقيقات مستمرة وهناك مراجعة شاملة يجريها المحور لمسار عمليات اغتيال الشهداء مؤسس فرقة الرضوان عماد مغنية وقائد فيلق القدس قاسم سليماني ورئيس أركان الحزب فؤاد شكر والأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وغيرهم كثيرين.
وحده ربما رئيس مجلس النواب نبيه بري كان جنبا الى جنب مع المقاومة، كان القلب النابض للحزب والصوت الصادح الذي لم يغب في ظل التهديدات المستمرة التي تلقّاها باغتياله، وهنا موقف لبري سيبقى للتاريخ عندما أبلغ قيادة الحزب بعد استشهاد الأمين العام السيد حسن نصرالله، بما معناه «أنا نبيه بري وسأبقى معكم وسنبقى كما كنا قبل استشهاد السيد»…
لم يخلف بري بالعهد، بقي والحزب على قلب رجل واحد، التنسيق والأهداف السياسية ذاتها… ولعلّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو وجه آخر لتبيان حجم الروابط الأخوية التي تجمع أهم ثنائي شيعي في المحور كله، ولعلّ هذا الثنائي بات هو المحور بعدما سقطت الأقنعة عن كل الدول التي كانت تسمّي نفسها داعمة أو مؤيدة أو منخرطة بالمحور.
من هنا، فان الرهان على تمرير رئيسي جمهورية وحكومة خارج رغبة الثنائي أو عبر الضغط عليه والتهويل بحلّ المجلس النيابي الحالي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة ما لم يرضخ الثنائي للحرب السياسية التي تشنّ عليه تحت الطاولة هو مجرد تمنيات وأوهام لا يعلم أصحابها ان الشيعة وباعتراف الثنائي ما زالوا على الخط والنهج وفقا لمسؤول سياسي كبير في الثنائي، وعليه، يكشف القيادي ذاته ان الطبخة الرئاسية باتت منتهية، وان التوليفة التي تم الاتفاق عليها تشمل سلة رئاسية وحكومية شاملة.. في الأسماء فان حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون تتقدّم على ما عداه في حين ان اسم رئيس الحكومة السابق تمام سلام مطروحا جديّا لرئاسة الحكومة، كاشفا ان دولا عربية وأجنبية تواصلت مع سلام، الذي أبدى موافقته على ترؤس الحكومة الجديدة إذا كان هناك توافق داخلي حوله.
وكشفت المصادر ان الكلام في البداية كان بعدم طرح اسم قائد الجيش للرئاسة مقابل انسحاب رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، وعليه جرى التداول باسم سفير لبنان في الفاتيكان العميد جورج خوري كاسم وسطي بين الأسماء المطروحة للرئاسة، وحتى الأمس القريب فان خوري كان المرشح رقم واحد، ولكن بعد إعلان فرنجية قبوله الانسحاب لصالح قائد الجيش فقط، فاننا عدنا الى المربع الأول حيث يشكّل اسم عون تقاطع دولي وعربي وداخلي واسع.
ولكن رغم تأييد عون داخليا وخارجيا وتحفّظ بعض القوى المحسوبة على ٨ آذار على أداء الرجل في أكثر من مرحلة، إلّا ان ذلك لا يؤثر على إمكانية نجاحه بأغلبية ساحقة، ولكن عاملين أساسيين قد يغيّران المشهد:
العامل الأول: تحفّظ التيار الحر ومعارضته وصول عون الى الرئاسة، ولا يمكن للثنائي رغم الخلافات والتباين مع رئيس التيار جبران باسيل تخطّيه، وهناك مفاوضات بين الطرفين للوصول الى صيغة لا تكسر التيار ولا تمسّ بالتوافق حول السلة الرئاسية والحكومية الشاملة.
العامل الثاني: مطالبة القطريين بالمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، وطرحهم إعمار الضاحية والبقاع والجنوب مقابل الإتيان بالبيسري هذا من جهة، ومن جهة أخرى فان قطر تعتبر نفسها أم الصبي في إسقاط النظام السوري، وهي تطرح نفسها كجهة تمون على الجولاني، وبالتالي يمكنها أن تكون الضامن للعلاقات «اللبنانية – السورية» في عهد جبهة تحرير الشام في حال تم الاتفاق على البيسري.