IMLebanon

إنَّ القَوْلَ ما قالت حُذامُ

شدّوا الأحزمة، وشدّوا العزائم استعداداً لاستقبال المزيد من أسابيع، وربما أشهر، الفراغ الرئاسي مع تداعياته وانعكاساته المستجدّة بدورها، وعلى مستوى المؤسّسات الرئيسيّة، وما اعتدنا تسميته دورة الحياة الاقتصاديّة، والماليّة، والانتاجيّة، والمعيشيّة، وإلى آخر المعزوفة…

فاستناداً إلى الوقائع والوقيعات المتشنّجة التي طرأت على أحداث المنطقة، وخصوصاً انفجار قنابل الودّ والتفاهم والتعاون بين السعودية وايران، يمكن القول براحة بال وطمأنينة إن الفراغ الرئاسي مرشّحٌ لفرصة جديدة، وبالأشهر لا بالأسابيع.

أما بالنسبة إلى الفراغات الأخرى التي تكبّل، بدورها، أعمال الحكومة ومجلس النواب وباقي المؤسّسات والادارات والمجالس، فحدِّث ولا حرج.

من هنا كانت المناشدة الصادرة عن الرئيس نبيه برّي لجميع الفئات والانتماءات والأحزاب والتكتّلات لنبذ الخلافات وكل ما من شأنه صب الزيت فوق نار الأزمات، سواءً كانت من داخل أو من هوى “الخارج” وهوائه.

فالمطلوب من اللبنانيّين عموماً، جنوباً وشمالاً ساحلاً وجبلاً، أن يلجأوا إلى المياه الباردة بالنسبة الى الرؤوس الحامية، وتالياً الامتناع عن ذرّ الرماد في الأعين… وخصوصاً على صعيد الحركشة الحربجيّة، وتحت هذا العنوان أو ذاك.

الجميع باتوا يدركون الأبعاد، و”الخلفيات” و”الأماميّات”، كما المطلوب من هذه الحركشات.

على هذا الأساس، واستناداً إلى جمود المبادرة الرئاسيّة وتراجع العجقة التي رافقت انطلاقتها، كانت مصارحة برّي للبنانيّين، وقوله علينا تعويم الحكومة حتى لو كان انتخاب رئيس الجمهوريّة بعد 15 يوماً، “فكيف إذا كان هذا الاستحقاق قد وُضِعَ في الثلاجة”، أو نُقِل من البراد بعد نقعه فيه عشرين شهراً الى ثلاجة حديثة، مؤهّلة لاستضافته بلا عدّ أشهر ولا محاسبة، وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

وبهذا الكلام المبسّط، الواضح، الصريح، يكون رئيس المجلس قد حسمها على صعيدي تعويم الحكومة واعطاء الفراغ الرئاسي فرصة جديدة غير محدّدة، تبدأ بخمسة عشر يوماً وتنتهي على حين غرّة، أو حيث لم يكن أحد ينتظر مفاجأة “خاتمة الأحزان”.

على الأقل وضع الأمور في نصابها واقعياً. وهنا تحديداً، رأيتُ أن ألجأ الى مجمع الأمثال، داخل ذاكرتي وخارجها، بحثاً عن أمثلة تتناسب بوقعها وموقعها مع البراد والثلاجة.

بعد لأي، وبحثٍ، ومراجعات، وقعتُ على ثلاثة منها تفي بالغرض والمطلوب. الأول يتناسب و”رؤية النبيه”، ويقول: عند جُهَيْنَةُ الخبر اليقين. أما الثاني، فمن شأنه أن يضع النقاط فوق الحروف: قطعت جُهَيْزَةُ قول كلّ خطيب.

مسك الختام عند حُذام: إذا قالت حُذامُ فصدّقوها، إن القول ما قالت حُذامُ.