IMLebanon

حنكش لـ “الديار”: هنالك مخطّط ممنهج ضدّ المسيحيين لإبعادهم عن الدولة خسرنا الدولة وهيبتها وسيادتها على كامل أراضيها 

 

نجح سفراء الخماسية بكسر الجمود الحاصل على خط الإستحقاق الرئاسي من خلال اللقاءات التي قاموا ويقومون بها، في محاولة لإعادة الملف الرئاسي إلى طاولة الإهتمام العربي والدولي، يمعزل عن الحرب الدائرة في غزة أو في الجنوب. وفي هذا السياق، يلفت عضو كتلة حزب الكتائب النائب الياس حنكش في حديث لـ “الديار”، إلى أن “اجتماع كتلة نواب الكتائب مع سفراء الخماسية أمس (الأول)، أظهر نوايا لدى هؤلاء السفراء بضرورة انتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن، إلا أن تشبّث أركان الممانعة بموقفهم، لا يسمح بحصول أي توافق، بل يزيد الأمور تعقيداً، وهذا ما سيقابَل من جهتنا بالمزيد من التشدّد، لأننا سبق وأن تنازلنا عن ترشيح ميشال معوض لصالح مرشح ليس من فريقنا السياسي، وهم لا يزالون متمسكين بمرشحهم بدلاً من أن يتلقّفوا مبادرتنا ويتنازلوا عن مرشحهم، وفي هذه الحال، ربما يجب أن نعود إلى مرشحنا الأساسي مجدداً، إذا كانوا سيستمرون على هذا الموقف المتصلّب، لذا نحن بحاجة إلى رئيس للجمهورية يمارس دوره كقائد أعلى للقوى المسلحة، ويقرّر في موضوع السلم والحرب، وبإمكانه الدفاع وحماية اللبنانيين، ونريد رئيساً يتكلم بإسم الشعب اللبناني، لا حكومة منتقصة الثقة من المجلس النيابي، ولا نريد رئيس مجلس يكون طرفاً في هذا الصراع وفي الإنقسام الداخلي الحاصل، ونريد رئيس جمهورية بقدرته أن يحكم بين اللبنانيين، ويعيدهم إلى علاقاتهم الخارجية مع الدول المعنية بلبنان، وبإمكانه اتخاذ قرارات جريئة في الملف الإقتصادي والمالي، لذا، يجب فصل رئاسة الجمهورية عما هو حاصل في غزة”.

 

وعما بقي من لبنان، يقول حنكش، “بقيت عزيمة الشعب اللبناني وحب الحياة والناس الذين لا يزالون يقاومون، ويستمرون في الإنتاجية والإبداع والإبتكار من أجل التأقلم والخروج من المأزق الذي وُضِعوا فيه، لا شيء يستطيع أن يمحو تاريخنا ونضالنا أو حبنا لهذا البلد، وانتشارنا في كل البلدان وتواجد الشباب اللبناني الذي يمثل نقطة مضيئة أينما عملوا في الخارج، وفي النتيجة لبنان قوي وباقٍ، ولكن ما خسرناه هو الدولة وهيبتها وسيادتها على كامل أراضيها وإنتاجيتها”.

 

وعن اللقاء الموسّع الذي انعقد في بكركي، ومفاعيله وتداعياته وإلى أين وصل، يؤكد حنكش، أن “اللقاء مستمر والبحث جارٍ من أجل إنتاج ورقة سياسية، تتضمن الهواجس والمخاوف، ولكن الأمر يتطلب بعض الوقت، مع العلم أن الوثيقة هي على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وهي ذات عناوين وطنية”.

 

وعما يُطرح عن إقصاء المسيحيين عن السلطة، يؤكد حنكش وجود هذا الشعور “الذي يمسّ صميم الهواجس المسيحية والهواجس حول حضورهم في المؤسّسات، وكان الفصل الأخير في هذا الإطار مباراة الدخول إلى الجمارك، والتي نجح فيها 234 عنصراً، من دون أن يكون بينهم مسيحي واحد، وهذا أمر مخيف يوحي بأن هناك مخططاً ممنهجاً ضد المسيحيين، يهدف إلى جعلهم يشعرون بأنهم مهمّشون في الدولة، ومن هنا الحاجة إلى نظام جديد لا مركزي أو فيديرالي يبقي على الإتحاد بين المواطن والدولة، ويجعل من المؤسسات قادرة على صيانة ورعاية كل المواطنين في كل المناطق، وتحفظ خصوصية كل منطقة، وهذا الواقع لا ينسحب فقط على المسيحيين، إنما على كل اللبنانيين الذين لا يشعرون أنهم يستفيدون من الضرائب التي يدفعونها، في الوقت الذي يشعرون فيه أن هناك أشخاصاً قد باتوا فوق الدولة وفوق القانون، ويستفيدون من الدولة من دون أن يفيدوا أحداً، وبالمقابل من يدفع الضرائب ويحترم القانون يشعر أن الدولة تعمل ضده، فالصناعيون والتجار كما ان المواطنين يشعرون أيضاً بأن الرقابة والتفتيش والقوانين تنطبق عليهم فقط، فيما هناك من يهرِّب ويعمل بشكل غير شرعي من دون أي ملاحقة”.

 

وعن خطر النزوح السوري، والأخطار الجسيمة التي بات يشكلها على كل لبنان واللبنانيين من دون استثناء، يقول النائب حنكش، “أن السوريين الموجودين في لبنان ليسوا نازحين، إنما هم مستفيدون من لبنان إقتصادياً كونهم يعملون ولا يدفعون الضرائب، ويتعاملون مع لبنان كسوق يضاربون فيه على العمالة اللبنانية بطريقة غير شرعية، ما يدفعنا إلى القول بأنه لا يمكن الإستمرار بهذا الواقع الحالي، لأن لبنان ليس وحده المعني بما يحصل في سوريا، بل إن العالم كله يجب أن يتحمّل مسؤولية هذه الحرب، كأن يتم العمل على توزيعهم على كامل الدول العربية والغربية، بدلاً من إبقائهم في لبنان بذريعة أن لا مناطق آمنة في سوريا، لا سيما وأننا على مشارف مؤتمر بروكسيل، الذي سيحدّد وجود مناطق آمنة في سوريا لإعادة النازحين، وإذا تعذّر هذا الأمر يجب إعادة توزيعهم على الدول العربية والأوروبية، ورأينا كيف أن قبرص تحركت بسرعة للدفاع عن نفسها وأرضها، والموقف القبرصي سيشكل عامل ضغط من أجل الدفع نحو تحويل المساعدات الأممية إلى السوريين في مناطق سوريا الآمنة”.

 

وعن الإنتخابات البلدية وإمكانية تأجيلها، يشير حنكش، إلى أن “أركان الممانعة يتصرفون وكأن البلد مضبوط وفق ساعتهم هم ولا أحد غيرهم، كما حصل في العام 98 في ظل الوجود السوري، حيث حصلت الإنتخابات البلدية في كل لبنان ما عدا الجنوب المحتل يومها من الإسرائيليين، وعندما تنتهي الحرب بإمكان السلطة تنظيم انتخابات فيه”.