Site icon IMLebanon

مسيرات ومسيّرات الياس جرادة

 

حسناً فعلوا من انتخبوا طبيب العيون الدكتور الياس فارس جرادة عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة. فشّوا خلقهم بالحردان. وحسناً فعلوا من قاطعوا انتخابه كي لا يُقال، لا سمح الله، إنه وصل بدعم اليمين، أو الإنعزاليين.

 

حصل جرادة على 9218 صوتاً تفضيلياً، فكان الأول على لائحة «معاً نحو التغيير». أفرح قلب أمين عام الحزب الشيوعي حنا غريب الذي قاد لوائح الإعتراض في الجنوب، و»نجح في اختراق جدار «الثنائي الفولاذي»، وتمكن للمرة الأولى في تاريخه، خلال 98 سنة من عمر الحزب، من دخول مجلس النواب اللبناني، والجلوس تحت قبة البرلمان، بمرشحه الياس جرادة»، على حد قول غريب، متناسياً أن جرادة هو ثالث شيوعي بعد الياس عطالله وأمين وهبي يدخل إلى البرلمان، وليس الأول ولو كان دخول رفيقيه بزيّ اليسار الديمقراطي.

 

الشيوعيون أول من احتفى، قناة المنار أول من قطفت الإنتصار فاستصرحت النائب التغييري فكانت زبدة حديثه التشديد على حماية المقاومة (الإسلامية) وهو نازل ضد لوائحها.

 

أما أول زيارة خارجية لجرادة فكانت إلى سورية للمشاركة في مؤتمر طبي وانساني برعاية وزير الصحة السوري الدكتور حسن غبّاش. لم يذهب إلى تقديم فرض الطاعة كما صرّح. لم يرَ طبيب العيون أين الخطأ في الزيارة!

 

والملفت أن الزيارة «الأكاديمية» تلك، جاءت بعد أول فاوْل سياسي في الإستشارات الملزمة. تمايز جرادة عن زملائه في الصف الثوري ولم يسمّ أحداً. خالف تُعرف. الأرجح أن لا سبب آخر وراء موقفه الملتبس. لم يرَ في نواف سلام ما رآه إخوانه وأخواته.

 

وأمس، طلع الدكتور جرادة على قناة الجديد، بلوكه الـ»سبايكي» وبشعار استند فيه إلى الجناس التام بين لفظتين، فقال: «أنا مش مع المسيّرات بس، أنا مع المسيّرات والمسيرات تطلع على الحكام اللي عنا تجبرهم ياخدوا موقف واضح وصريح من الشعب اللبناني». وأعاد تكرار تلك اللمعة داعياً كقائد أممي إلى «مسيرات ومسيّرات على قصور المسؤولين «اعتراضاً على عدم وضوحهم وشفافيتهم. المسيرة الشعبية ربما تكون وسيلة ضغط، المسيّرة ما نفعها؟ سيظن المسؤول أن إبن الجيران يلهو بـ «درون» وصله للتو عبر «علي إكسبرس».

 

حاولت مذيعة الجديد أن تنتزع من جرادة موقفاً من مسيّرات «حزب الله» فذهب إلى توريات ومقاربات محاذراً انتقاد «الحزب» مباشرة أو التلفّظ باسمه، مكتفياً بالتمني «ألا تكون الدولة اللبنانية تمارس الخطيئة نفسها التي مورست بوقت من الزمن بما عرف باتفاق القاهرة وتخلت الدولة عن مسؤوليتها في الجنوب اللبناني وتخلت عن شعبها وأحالت الجنوب اللبناني لمشاع سياسي وأمني، أتمنى ألا تكون الدولة تمارس هذه المنهجية».

 

أجوبة ركيكة ولهو بالمسيّرات والمسيرات وإطلاق البالونات.