Site icon IMLebanon

الياس جرادة: بزورات إكسترا

 

 

 

من متممات مجالسة التلفزيون في هذا الزمن البائس: المكسرات، ولمستهلكيها جملة خيارات. لذوي الدخل المحدود جداً مكسّرات عادي، وللمتّكلين على التعميمين 158 و166 مكسّرات إكسترا أوّل كل شهر. أما من حافظ على دخل معقول يسمح لنفسه، أقلّه مرة في الأسبوع، بمد يده على كيس مكسّرات سوبر إكسترا، تاركاً “القلوبات” للمناسبات الكبرى كزفاف كريمته أو تخرّج نجله أو طلاقه الميمون.

 

 

 

وقفت أمام ستاند الـ “بزورات” أدرس الأسعار وانتقيت كيس مكسّرات مشكلة إكسترا بسعر مقبول. جذبتني صورة الكيس. الصورة تشي بتوافر القلوبات بشكل معقول. إن لم تشكل 50% من الخلطة فأقله ثلث الكمية.

 

 

 

أوصاني صديق أن أقرأ كل ما هو مكتوب من معلومات على أي منتج من دون الاكتفاء بالصورة. قرأت بالإنكليزية ما تعريبه 160 سعرة حرارية. 9% دهون. 6% صوديوم. 7% ألياف غذائية. يلعب الصوديوم دوراً رئيسياً في الوظيفة الطبيعية للأعصاب والعضلات. اقتنعت. أقدمتُ. اشتريت.

 

 

 

لم يعد لدينا من سلوى سوى السهر أمام نشرات سمّ البدن وتقليب القنوات الإخبارية من “المنار” إلى “الحدث” وما بينهما. المكسّرات من أسس السهرة. حدقت لبرهة في صورة كيس البزورات الـ “مشكل إكسترا” واعداً نفسي بالبندق والكاجو وما هو بنفس المستوى.

 

 

 

خضضت الكيس بيديّ. فتحته كمن يفتح سحاب فستان متوقعاً ظهراً مرمرياً. مددت يدي وكمشت الدفعة الأولى…لا أثر لحبة كاجو.

 

بسيطة. قد تكون راكدة في أعماق الكيس. أمامي على الطاولة في غرفة الجلوس”بلوك نوت” أدوّن عليه ملاحظات وخواطر وافكاراً لمقابلات. وأبرز ما سجلته في ليلة ليلاء:

 

كاجو: 6 حبات

 

فستق حلبي: 4 حبات

 

لوز مدخّن : 5 حبات

 

بندق: لا يوجد.

 

 

 

هي مجموع ما ميز “الإكسترا” عن العادي. هي غش المصنّع الغذائي مضاف إليه غباء المستهلك اللبناني، أو طيبة قلبه. تجاوزت الصدمة بمتابعة جزء من حلقة شيّقة على قناة الـ NBN التي تحظى بنسبة مشاهدة لا تتعدى الـ 0.09 من المشاهدين استضافت بها المحطة من الاستوديو المحامية سندريللا مرهج ( مرشحة سابقة للإنتخابات) والدكتور الياس جرادة عبر سكايب. قرأت تحت صورته نائب سابق. القيمون على البرنامج استدركوا الخطأ وصححوا “نائب مستقل”.

 

 

 

لن أخوض في أدبيات الدكتور المقاوم ومثالياته ومفاهيمه للكيان وللمؤسسات وقراءته للحرب الدائرة منذ تشرين المجيد. ولن أشكك في نواياه يوم طلب من العماد جوزيف عون إرسال الجيش إلى الجنوب، لا لطمأنة الجنوبيين بل” كي يخوض حرباً باسم لبنان”.

 

وما قاله جرادة في اليرزة كرره على شاشة “الإستيذ” داعياً الجيش اللبناني للقتال في الجنوب كي يتحد الدم بالدم. انتفضت سندريللا الشاشة اللبنانية، ولم تدع النائب يكمل فكرته فقرر بالنيابة عن المذيعة وقف المقابلة معه وذلك بعد إنهائه كلمته.

 

 

 

في المختصر سعيد عقل جرادة، كما تابعته، مثل كيس بزورات مشكّل إكسترا.