Site icon IMLebanon

الفرزلي لـ«اللواء»: التخلّف عن تأليف الحكومة جريمة

الحراك الحكومي شغّال بلا نتيجة.. ومبادرة إبراهيم فرصة ذهبية

 

ليس هناك في الملف الحكومي سوى كلمة حراك وهي الكلمة التي تكاد يتناقلها المعنيون أكثر من مرة في اليوم إنما من دون الإفصاح عن جديد ،ببساطة لأن المسألة غير مبتوت بها لا من هذا الفريق ولا من ذاك الفريق، والمبادرة الوحيدة المطروحة هي تلك التي حملها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وحط بها في بكركي بعد ما اشبعت درسا ولم يمانعها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اذا لقيت الأصداء الإيجابية من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

 

واذا كان الاستعجال في التأليف حاجة وطنية كبيرة فإن الترجمة تكاد تكون معدومة وليس هناك من مبالغة في القول أنه ما لم تؤلف الحكومة في الأيام العشرة المقبلة فإنها قد لا تشكل على الإطلاق وعندها لن تكون السيناريوهات مطمئنة ابدا.

 

وهذه الخشية تعبر عنها مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» قائلة بصريح العبارة أن المجهول آتٍ لا محالة. ومن يسأل عن آخر المعطيات في هذا المجال يجيب بعدم المعرفة وكأن في الأمر لغزاً مع العلم ان المسألة معروفة: لا قاسم مشتركا ولا تنازلا ولا حتى تسوية تحت عنوان رأفة بالبلاد والعباد.

 

ما رشح من معلومات يفيد أن الرئيس المكلف لم يقبل بطرح اللواء ابراهيم أو لن يقبل به. إذاً طار الطرح أو في طور ذلك دون معرفة ما هي حظوظ تعديله.

 

تحذير من المجهول الآتي لا محالة والشارع يغلي

 

يأتي كل ذلك وسط صدور بيانات من مختلف الجهات الدولية تستنكر التقاعس في التأليف وعدم القدرة على إجراء الإصلاحات،وهناك عتب يسجل من مسؤولين دوليين على المسؤولين اللبنانيين المتخلفين عن ترتيب أمورهم والذهاب فورا إلى تشكيل حكومة منتجة وفاعلة تنقذ الشعب في حال كان الأمر ممكنا بعد.وهنا تقول المصادر نفسها أن هذا الضغط الدولي قد يشجع على المزيد من الحراك الداخلي لكن ليس معروفا ما إذا كان سيحمل معه البركة ام لا لما هو آتٍ من الأيام. وترى أن الشارع يغلي وكلما تعذر الحل وكلما كثرت الاحتجاجات كلما دخلت منعطفا معينا لأن القوى الاعتراضية تتعاظم حتى وإن فرضت الأحزاب سيطرتها لأن ما يجب عدم إغفاله هو أن هذه الأحزاب لن تتمكن من لجم حالة الغضب الشعبي حيال الوضع المعيشي،وعلى كل الاحوال فإن الأيام أو الأسابيع المقبلة ترسم الصورة.في المقابل الحكومي تقول المصادر أن الوساطات كلها كانت وساطات لفت نظر وان البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أصبح في جو وساطة اللواء ابراهيم وقد سهل لقاء ممثلي حزب الله وبكركي منعا لتفاقم الأمور بينهما والذي لا يخدم لبنان في هذا الظرف.

 

غير أنها ترى ان الرئيس المكلف وصل من خلال رحلاته إلى قناعة عبرت اوساطه عنها وهناك بيانان روسيان صدرا لكن الثاني كان اكثر وضوحا لجهة التعاون مع رئيس الجمهورية ومختلف الجهات السياسية ما يعني أنه أدرك أن مصالح سوريا وإيران تمر لدى الروسي قبل مصالح لبنان وحتى اللقاءات النوعية والتي يعقدها الحريري ويدرجها في إطار مساعدة لبنان اقتصاديا واجتماعيا لم تؤتِ ثمارها على هذا الصعيد وعلى صعيد تأليف الحكومة ، اما الإنتظار فأصبح مكلفا جدا.

 

وتقول ان الاجتماع الأخير في بعبدا كان مثالا للتحرك منعا للفراغ وتكشف عن كلام قيل حول اعتكاف رئيس حكومة تصريف الأعمال وإن حضوره الاجتماع قدم دليلا على عودته عن أي رغبة في هذا المجال مشيرة إلى أن الدولة لا تعتكف وما من فراغ في الشأن العام. اما في تأليف الحكومة ومهما طال الزمن وتزاحمت الأخطار على لبنان والمشهد يوشي اننا أمام الحلول الوسطى أو الكبرى في المنطقة فإن رئيس الجمهورية الذي لا يزال ينتظر ويعطي المهل قد يتعاطى وفق الدستور مع تأبيد التصريف وأسر التأليف.

 

في سياق متصل يقول نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي لـ اللواء أن الحاجة لتأليف الحكومة تتعاظم والتخلف عنها جريمة ملاحظا أن هناك إرادة بتأليفها من قبل القوى البرلمانية الأساسية وأن رئيس الحكومة المكلف حشد الدعم الدولي للتأليف. ويؤكد أن المبادرات ماشية ولكن لا يمكنه أن يتنبأ بالإرادة الذاتية.

 

وفي مجال آخر تتوقف أوساط مطلعة عند اقتراح النائب علي حسن خليل في موضوع المليون ليرة للعسكريين وفرص نجاحه واذ لم يصدر موقف رسمي من بعبدا ، الا ان الاجواء التي رشحت اظهرت ان الاقتراح لا حظوظ له بأن يمر في المجلس النيابي لعدم وجود اسباب مقنعة لاقراره بصرف النظر عن تضحيات العسكريين ومعاناتهم في ظل الظروف التي يعملون بها.

 

وتلاحظ انه سيخرق مبدأ العدالة والمساواة بين العاملين في القطاع العام من جهة والقطاع الخاص من جهة اخرى، فضلا عن إحداث المزيد من التضخم.

 

وفي المعطيات ان التساؤلات كثيرة حول المصادر التي ستؤمن منها هذه الاموال لدفعها للعسكريين علما ان تداعيات سلسلة الرتب والرواتب لم تنتهِ فصولا.

 

وفي تقدير المتابعين ان الاولوية اليوم هي لتشكيل الحكومة لاطلاق خطة التعافي الاقتصادي والنقدي وهو ما يحسن اوضاع ليس العسكريين فقط بل جميع اللبنانيين.