في أعنف هجوم على الرئيس السابق وصهره (2 من 2)
منذ 17 تشرين 2019 لم يلتقِ «دولة الرئيس» إيلي الفرزلي الرئيس ميشال عون. ومنذ زمن أيضاً لم يلتقِ السيد حسن نصرالله. ناقم على العهد ويعتبر أنه بعدما وصل بإجماع لبناني دمّر كلّ شيء ورحل. وناقم على جبران باسيل ويقول إنه مع عون حاولا أن يفرضا على «حزب الله» دعمه لرئاسة الجمهورية. يضع مواصفات الرئيس الجديد والمهمات التي يجب أن يقوم بها ويرى أن سليمان فرنجية مناسب لها ويدعوه إلى القيام بخطوة تجاه رئيس «القوات» سمير جعجع. في ما يلي الحلقة الثانية من حديث الفرزلي الذي يروي فيه نهاية قصته مع الرئيس عون وباسيل.
كيف تنظر إلى طريقة تعاطي الرئيس السابق ميشال عون مع قضية تفجير مرفأ بيروت؟
+ البلد راح إلى الإنهيار الكامل بكل مؤسساته والمبكي أن الرئيس عون أعلن هذا الإنهيار عندما تحدث في بداية الأزمة عن جهنّم وعندما صرح في نهاية الولاية من القصر الجمهوري وهو يغادره عن آخر الإنهيارات في القضاء اللبناني. هل يعقل أن تهاجم القاضي سهيل عبود بهذا الشكل وأنت الذي عيّنته وهلّلت لتعيينه ونظافة كفّه؟ «صار بدّهم يتجمّعوا ضدّه ليطلّعوا بدري ضاهر». تظاهرة مع شتائم توجّه إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى؟ «ما إنت اللي جمّدت التشكيلات».
ألم يسمع بوفيق صفا وهو في العدلية يهدّد بقبع القاضي طارق البيطار؟
+ معقولة هالقصة؟
حوّل قضية تفجير المرفأ إلى المطالبة بإطلاق بدري ضاهر؟
+ لسوء الحظ. كانت مرحلة تميّزت بالفشل. جبران باسيل قبل 17 تشرين أعلن بـ13 تشرين أنّه يريد أن يقلِب الطاولة. إجت 17 تشرين. وخدمة لهذا الهدف أخذ يعمل لقلب الطاولة. لماذا؟ لأنه اعتبر أنه يتعرّض لاغتيال سياسي. واعتبر أن الإنهيار يقوّيه ويعيد تعويمه ولو على بركة من الدماء والدموع ليعود ويستلم ويؤمن استمرارية العهد عبر رئاسة جديدة وكل هذا مترسملاً بدعم «حزب الله».
كان عون واثقاً من أن «حزب الله» يدعم باسيل للرئاسة؟
+ لا أستطيع أن أجزم في هذا الموضوع. كان يعمل على هذا الأساس وأنه القوة المسيحية الأقوى بين حلفاء «حزب الله» الذي لا حليف مسيحياً آخر له «ومجبور يدعمني». هذا تحليلهم. أرادوا أن يخلقوا ظروف إلزام «حزب الله بدعمه» ولكن لم أسمع بحياتي من «الحزب» كلمة لدعم باسيل لرئاسة جمهورية جديدة.
متى آخر مرة قابلت السيّد حسن نصرالله؟
+ من زمان كتير كتير.
متى آخر مرة قابلت الرئيس عون؟
+ أيضا منذ زمن. من 17 تشرين. كنت نائب رئيس المجلس النيابي وكنت ألتقيه بمناسبات رسمية.
– ألم تزر من حينها قصر بعبدا؟
+ لا. لا. منذ سنة 2019
إنتخابات 2022
خلال انتخابات 2022 كانت هناك مؤامرة عليك؟
+ شعرت بذلك من قبل. ولكنني ضربت المحاولة قبل ذلك بالإتفاق مع سعد الحريري على أساس أنّه موجود ويمثّل الأكثرية الشعبية في الدائرة. كان في اتفاق وماشي الحال. «صار اللي صار مع سعد الحريري وعلّق العمل السياسي. بقيت ملتزماً عاطفياً ورمزياً مع الرئيس نبيه بري وكنت عامل حسابات ولكن تغلّبت عاطفتي عليّ. هيدا موضوع صار ورائي. خلص».
من كان وعدك بإعطائك أصواتاً؟
+ ما حدا ما حدا. ما كنت ناطر حدا يعطيني.
لماذا بقيت على اللائحة إذا وخسرت؟
+ ما خسرت. جبنا أربع حواصل باللائحة. اللائحة الثانية جابت 2. لم أسمح لنفسي أن أدير ظهري وأقول للرئيس بري أنا ضدك. كنت قادر أعمل معركة خارج هذه اللائحة.
ما كان يريد أن يفعله بك باسيل في الـ 2018 فعله في الـ2022؟
+ عمل ذات النتيجة. بس مش هو عملو. اللي عملو هو منع إعطائي أصواتاً شيعية.
سمّى الياس بو صعب نائباً لرئيس مجلس نواب.
+ كان بدو يضربو هو وابراهيم كنعان. اللائحة الثانية لو تتفق مع القوات كنت ربحت. اللائحة الثانية بسبب اشتراط محمد القرعاوي عدم التعاون مع القوات ربح جبران باسيل.
من أخطاء سعد الحريري؟
+ ما إلو علاقة. ما تعاطى بالإنتخابات.
لناحية تعليق العمل السياسي
+ صحيح هذا غيّر في النتائج. لو شارك ما كان نجح من التغييريين إلّا 2 أو 3.
إتفاق ترسيم الحدود
لماذا اعتبرت أن جبران تخلّى عن الحدود البحرية مقابل رفع العقوبات عنه؟
+ مش أنا اللي قلت هيك. السفير دايفد شينكر هو الذي قال إن وزيراً لبنانياً اتصل به وعرض عليه التخلّي عن الحدود البحرية مقابل العقوبات وهذا الذي تمّ. بعلمي القيامة قايمة بدّنا نعمل مرسوم جديد لتعديل المرسوم 6433 المرسل إلى الأمم المتحدة وبدأوا يتّهمون من لا يريد توقيعه بالخيانة العظمى كوزير الأشغال ميشال نجار ورئيس الحكومة حسان دياب. أرسلوا وفوداً إلى الرئيس بري. نائبة رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية زينة عكر. عندما وافق وزير الأشغال ورئيس الحكومة على التوقيع قالوا إن الخط 29 هو خط للتفاوض. راحوا عالخط 23.
لماذا اعتبرت أنّ باسيل صار وظيفة بيد من يحركه؟
+ طبعا. صار وظيفة ولم يعد مشروعاً. «حزب الله» وفي ما يتعلق بالعلاقة مع باسيل صادق. ليس لأسباب أخلاقية فقط بل لأسباب مصلحية. أيضا ولكن لا أعتقد أن باسيل يستطيع أن يتحرك إلا على قاعدة رغبته بحكم البلد برئاسة الجمهورية. رئيس الجمهورية السابق أعلن ذلك. يحاول أن يلعب على مسألة الفراغ ربما يستطيع أن يلغي العقوبات نتيجة الوعود التي قطعت تحت الطاولة بين الخط 29 والخط 23 تحت عنوان قانا وكاريش.
ترميم «الطائف»
«الطائف» يمكن أن يعاد ترميمه مع انتخاب رئيس جديد؟
+ يجب الحفاظ على «الطائف» لسببين: الأول أنه لا يوجد في الأفق أي بديل والبدائل المطروحة موضوع خلاف واختلاف وتأخذك إلى المجهول خصوصاً في ما يتعلّق بالدور المسيحي في النظام السياسي. الخروج من الطائف لا يقدّم أي ضمانات للمسيحيين. ثانياً كيف تعرِّض مؤسسات البلد إلى الإنهيار وتأخذ البلد إلى صراعات وحروب ولديك دستور ينبغي أن تمشّي أمور البلد على أساسه؟ لذلك أنا ضد تعديله وخيراً فعلت المملكة العربية السعودية في رعاية اللقاء الذي حصل لدعم «الطائف» بعد التأكيد عليه في البيان السعودي الفرنسي الأميركي المشترك.
كيف كان لقاؤك مع السفير وليد بخاري؟
+ جيد جداً.
إلى أي حد يمكن أن تدفع السعودية في اتجاه الخروج من هذا الوضع؟
+ شعرت أنّها راغبة بذلك. المهم أن تعرف كيف. هي تنطلق من أنّ الأزمة المالية والإقتصادية ليست مشكلة كبيرة. يحاول لبنان الإتفاق مع المؤسسات الدولية وهذا جيد وضروري من أجل استعادة الثقة. السعودية تعتبر أنّ لبنان بلد صغير وأزمته يمكن حلّها بسرعة. هذه مصر وعظمتها وهذه تركيا جمّدت وضعهما المنهار في 24 ساعة. كان هناك توافق بيني وبين السفير بخاري حول القلق من أن يغامر أحدهم بأخذ الأمور إلى موقع خطير من خلال الفراغ وبالتالي الإخلال بالطائف. لذلك كانت تغريدة السفير التي شدد فيها على الحفاظ على الطائف وعلى التعددية اللبنانية.
هل «حزب الله» مستعد لإعادة القرار إلى الشرعية؟
+ «هيدا الكردي وهيدا الحيط».
كيف تفسر موافقته على ترسيم الحدود البحرية؟
+ منسجمة مع ما قاله السيد حسن نصرالله بأنه وراء الدولة.
هناك تنازل في موضوع الصراع مع إسرائيل؟
+ هذا خاضع للنقاش.
عندما يقبل الضمانة الأميركية للإتفاق…
+ الحوار حول الحدود البحرية مثل الحوار الذي حصل حول الحدود البرية. هناك عدد قليل من النقاط غير المحددة بعد. عندما يتفقون عليها سيكون «الحزب» أيضاً وراء الدولة. وهذه مسألة مهمة لأنّ الحدود يتم رسمها لتكون آمنة ومعترفاً بها.
الترسيم مع سوريا
لماذا رفضت سوريا استقبال الوفد اللبناني لترسيم الحدود؟
+ الطريقة التي تم فيها طلب الزيارة كانت خطأ. «كيف واحد صار له ست سنين رئيس واستفاد من الدعم السوري ويأتي آخر 24 ساعة ويطلب ترسيم الحدود؟ ليقول أنا اللي رسمت الحدود مع سوريا مش الرئيس الجايي؟» لماذا يعطونه هذا الأمر؟
مرتاح للوضع في مرحلة الفراغ؟
+ كلمة مرتاح كلمة كبيرة بمعنى أن الأوضاع التي نعيشها هي في السوء بحيث أننا نشعر بأنّ ليس من تحتنا تحت. ولكن اعتقادي الشخصي أنه مهما طالت فترة الشغور الرئاسي مجرد أن يملأ هذا الشغور ستكون بداية الصعود من هذا النفق المظلم. لأن الأمر سيكون نتيجة توافقات محلية وإقليمية ودولية. خصوصاً بعد التطورات التي حصلت في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وفي موضوع أن اللبنانيين ذهبوا بعيداً في جلد الذات ودفعوا أثماناً غالية في تحويل البلد إلى ساحة.
فوق ذلك أعتقد، وقد أكون مخطئاً، أنّ الرئيس الذي يجب أن يكون هو رئيس المهام المتفق عليها وليس رئيساً تُوافق عليه أطراف من زاوية أنّ كل طرف يريد أن يرى مصلحته تتجسّد فيه. الأهم هي رؤية أنّ هذا الرئيس راغب وقادر على تنفيذ المهام التي اتفقت عليها الأطراف اللبنانية وهي تخفي اتفاقات إقليمية ودولية.
ما هي هذه المهام؟
+ أولا هل من المعقول أن يكون هناك رئيس من دون أن يكون راغباً وقادراً أن يدخل بحوار مع «حزب الله» بالتحديد للنقاش حول الإستراتيجية الدفاعية؟ وأن يكون لـ»حزب الله» ثقة به وله هو ثقة بالحزب؟ هل من الممكن أن يكون رئيساً عاجزاً أو غير راغب أو غير قادر على أن يدخل في حوار مع سوريا بمسألة ترسيم الحدود الشرقية والشمالية والحدود البحرية وبمسألة عودة النازحين الذين أصبحوا عبئاً استراتيجياً كبيراً على البلد ابتداء من المسألة المالية والإقتصادية مروراً بالمسألة الأمنية والديموغرافية وحدث ولا حرج عن المشاكل الإجتماعية المترتبة عن بقائهم في لبنان؟ هل من المعقول أن نتصوّر رئيساً على طرف نقيض مع السعودية ودول الخليج أو تكون لديه علامات استفهام حول إيمانه بالعروبة وبالتالي بعلاقته بهم؟
هل هذا معقول؟ هل معقول أنّ هناك 500 ألف أو 600 ألف لبناني يعملون في السعودية والخليج وهناك دائماً علامات استفهام حول سياسة بلدهم بالنسبة إلى هذه الدول؟ إذاً يجب أن يكون هناك رئيس راغب وقادر ويملك إرادة الذهاب في اتجاه صياغة العلاقات مع السعودية والخليج. هل من المعقول أن يكون هناك رئيس لا يحافظ على دستور الوطن ويحترم القسم الذي قسمه تحت سقف البرلمان أمام الله والشعب؟ وبالتحديد اتفاق «الطائف» الذي هو دستور الوطن؟ هل من المعقول أن لا نرى رئيساً يحترم حسن تطبيق القوانين وأن يكون مؤمناً بإعادة إنتاج المؤسسات التي دمرت تدميراً منهجياً على مدى عقود؟ هل من المعقول أن لا يكون هناك رئيس يعكس طمأنينة للمسيحيين بشكل عام والموارنة بشكل خاص؟ هذه المهام لا اعتقد أن هناك من يختلف عليها. عندما يتم الإتفاق عليها يتم اختيار الشخص القادر على تنفيذها ويملك المصداقية الكافية لتنفيذها.
برأيي الشخصي وبكل موضوعية ما طلع معي غير سليمان فرنجية ولكن هذا لا يعني أن يكون سليمان فرنجية حتماً. فليكن أي شخص آخر مقتنع أنه قادر على تنفيذ هذا الأمر. هو يملك من المصداقية حتى إذا تعهد بأمر يلتزم به. من هنا ندائي للقوى السياسية وبالتحديد للدكتور سمير جعجع. إنّك تمثل من دون شك طاقة هامة في البيئة المسيحية اللبنانية بنظري وخلافاً لما يقول جبران باسيل انتصر جعجع عليه مسيحياً، وبرأيي إن هذه الطاقة يجب ألا تذهب هباء. لا أقول أريد فلاناً رئيساً وأفرضه، لأن لكل فعل ردة فعل والمجلس مقسوم ولا يمكن أن ينتج رئيساً. أمّا وقد أقدم الدكتور جعجع عن قناعة على اتفاق ومصالحة تاريخية مع سليمان فرنجية، ندائي له أن يذهب معه إلى حوار على قاعدة ليس توزيع المغانم «بل تعا لنشوف كيف بدنا نبني الدولة» التي تحمي وتؤكد طمأنينة المسيحيين في أن يعيشوا في هذا البلد.
خطوة من جعجع
– مطلوب خطوة من جعجع؟
+ فلتكن من سليمان فرنجية. «ما عندي مشكلة عم أحكي بالفكرة». خطوة من سليمان فرنجية. ليش لأ؟ «كيف بلد بدّو يتعمّر ويصير فيه استقرار» إذا لم يتفقا مع بعضهما خصوصا أنّني ألاحظ أن الدكتور جعجع في أحاديثه لا يوجد لديه كيديات شخصية أو سياسية مع سليمان فرنجية كما وأن فرنجية لا كيدية في حديثه عن القوات وجعجع. بعكس جبران باسيل الذي منطلقاته كيديات سياسية.
– ميشال عون ألم يكن يمثل هذا الرئيس من خلال التسوية التي أوصلته إلى الرئاسة؟
+ أعتقدنا ذلك. ولكن الظاهر أن افتتانه بشعبيته أخذه إلى مكان التصور بالسيطرة الكاملة المطلقة. الأنا. وبالتالي نزعت هذه النزعة كل شيء. وأكبر دليل أنه كرئيس أتى بتأييد سني وشيعي ودرزي وماروني مسيحي وبإجماع وطني ولكنّه دمّر كل شيء