Site icon IMLebanon

الفرزلي لـ”الديار”: لا ظروف لانتخاب رئيس جمهوريّة الآن 

 

 

فرنجية مرشحي الدائم وانتخاب عون اسقط هيبة الدور المسيحي

وبعد اتفاق الطائف بات المجلس النيابي مركزا دائما للحوار

 

بات العنوان الرئيسي على الساحة الداخلية متصلاً بالأيام المقبلة، وما ستحمله من تطورات دراماتيكية في ضوء التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، وارتفاع وتيرة المواجهات في غزة وعلى جبهات إسنادها، وبشكل خاص على الجبهة الجنوبية، ما ينبئ بطي صفحة الحراك الرئاسي والمبادرات الهادفة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، والتي كان آخرها مبادرة نواب المعارضة. وفي هذا الإطار، يرى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي في حديث لـ “الديار”، رداً على سؤال عما إذا كنا قد دخلنا مرحلة توسيع الحرب، أن “توسّع الحرب تم أوتوماتيكياً بعدما أفشل نتنياهو الاتفاق على وقف إطلاق النار، لأن السبب العميق لعملية عدم توقيع الإتفاق، أن هذا الفريق الحاكم في إسرائيل هو الفريق الصهيوني، الذي لا يستطيع أن يرى إسرائيل إلا بوظيفتها التي من أجلها وُجدت في المنطقة، لخدمة العالم الذي تتحكم به الصهيوينة، وخدمة مصالحها عبر تأكيد الكيان بين البحر والنهر إلى الضفة الغربية وغزة، وعبر فرض السيطرة على دول الجوار، فتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار يعني الفشل الذريع وسقوط وظيفة إسرائيل الإستراتيجية بنظر الغرب وبنظر الصهاينة في الخارج”.

 

ويضيف الفرزلي، أنه “إذا سقطت هذه الوظيفة، سقطت القدرة على الدفاع وعلى الدور، وبالتالي، كان لا بد لهم أن يوقفوا إطلاق النار وأن يخطّطوا لأعمال عدائية استمروا فيها عبر القتل، فأصبح محور المقاومة مجبر على أن يفكر جدياً بكيفية استثمار الواقع الدولي القائم، أي التخبّط في السياسة الأوروبية، وقصور أوروبا عن القيام بأي عمل جراء المشاكل الداخلية والإقتصادية والمالية، وهزيمتهم في حرب أوكرانيا، والصراع الإنتخابي في الولايات المتحدة الأميركية، لانه لا بدّ وأن يُفَكَّر بهذا الامر، وأن يؤخذ بعين الإعتبار وأن ترتفع وتيرة الضغط على نتنياهو وحكومته وإسرائيل، فكان ما كان وكانت ردة الفعل التي إذا عبرت عن شيء، تعبّر أيضاً عن بدء إدخال دول جديدة في الصراع وبدء مسيرة الفعل وردّة الفعل في المنطقة”.

 

وعما إذا كان الملف الرئاسي قد طُوي، يرى الفرزلي، أن “الملف الرئاسي في لبنان والواقع اللبناني كله مرتبط بتطورات الوضع في المنطقة، لذا لا أعتقد أن هناك ظروفاً لانتخاب رئيس الآن”.

 

وعن الحل المنتظر لهذه الأزمة، يقول الرئيس الفرزلي، إن “الحل الوحيد هو اعتراف النواب بالفشل الكبير مؤسساتياً، جراء العجز عن انتخاب رئيس وعن تأليف الحكومة، والعجز عن الإجتماع وإيجاد حلول للمشاكل الطائفية الموجودة عند المواطن اللبناني، وحاكم البنك المركزي طالب بقانون لتوزيع الخسائر، فلم يصدروه، وكذلك بالنسبة لمسألة الودائع والمودعين، هذا العجز وفقدان الأكثرية في المجلس النيابي التي هي ضرورة في أي نظام برلماني، لذلك السبيل الوحيد هو الإستقالة وتقصير مدة ولاية المجلس النيابي، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة”.

 

ويكشف الفرزلي أنه “خلال الاجتماع مع بعض النواب، كان لدي شعور بعقدة ما، وأنه ليس بمقدورهم مجابهة العالم في ما يعد لتمرير هذه الحالة، وأيضاً هناك نواباً أطلقوا الصرخة فنائب رئيس المجلس أطلق صرخة، وأيضاً النائب ميشال ضاهر، وفيصل كرامي وبدأت تتعالى الأصوات، وحتى في بعض الجلسات الخاصة بدأ الحديث يتنامى عن تقصير ولاية المجلس”.

 

وحول مبادرة المعارضة التي تقول بأنها “قادرة على محاورة الجميع”، يعتبر الفرزلي، أنهم “يحاورون على مسألة إسم الرئيس فهل يمكن التحكّم بإسم الرئيس، هم يطلبون من فريق التخلي عن مرشحه الذي يمثل تقاطعاً، فالحوار يجب أن يكون بالمسائل الإستراتيجية التي تتعلق بشؤون البلد، وبعد ذلك يتوجهون جميعاً إلى مجلس النواب، وبحضور الجميع، ومن يترشح فليترشح وينتخب الرئيس، ليس بإمكان أحد إجراء جلسات حوار للمساومة على أسماء، هذه ولدنات، ومن يمون على سليمان فرنجية الإنسحاب من السباق الرئاسي؟ فالأمور ليست بهذه الخفة، وهذه قلّة تقدير بالحوار حول إسم الرئيس، فالرئيس بري عندما دعا إلى الحوار، دعا للتحاور حول قضايا أساسية في البلد تسبّب انقساماً عامودياً لا تقتصر سلبياتها على الإستحقاق الرئاسي، لأنه عندما يشعر حزب الله بالإطمئنان في ملفات أساسية، ساعتئذٍ لن يعود مهماً من يكون الرئيس”.

 

وعن الحوار قبل انتخاب الرئيس، يؤكد الفرزلي، أنه “بعد اتفاق الطائف بات مجلس النواب مركزاً للحوار الدائم، فالحوار في لبنان مطلوب أن يستمر كل لحظة، لأنه لا يمكننا انتخاب الرئيس وسط هذا الكمّ من المشاكل من دون حوار، فمن المعيب تسميم الرأي العام اللبناني بمعلومات خاطئة وتسطيح المسطلحات الدستورية”.

 

وعن مرشّح الرئيس الفرزلي للرئاسة، يؤكد أنه “كان ولا يزال وسيبقى سليمان فرنجية، وكنت أول من رشّحه في لبنان، وأعتبر أنه إذا حصل اتفاق وتمت تسمية شخصية أخرى، فأنا سأقول بعد انتخاب الرئيس الجديد، بأنه كان يجب أن يكون سليمان فرنجية”.

 

وعن احتمال تكرار تجربة انتخاب العماد ميشال عون، يعرب الفرزلي عن أسفه لهذا الإنتخاب، قائلاً “ليته لم يُنتخب، لأن انتخاب ميشال عون أسقط لبنان، وأصاب هيبة الدور المسيحي إصابة بليغة”.