IMLebanon

كنتُ أول المستقيلين عندما عقد الجنرال صفقات وتراجعت المبادئ” محفوض لـ”الديار”: ميشال عون هو المشكلة… وتيّاره دمّر الجمهوريّة وعلى باسيل دعم جعجع للرئاسة لأنه الأقوى مسيحياً 

 

 

يقرأ رئيس حركة “التغيير” المحامي إيلي محفوض في استقالة النائب سيمون أبي رميا من “التيار الوطني الحر” خطوة “متأخّرة”، معتبراً أن الإستقالات كان يجب أن تبدأ في العام 2005 بعد عودة مؤسس التيار الرئيس ميشال عون إلى لبنان، وتحويله التيار إلى تيار سلطة ووراثة”.

 

وفي حين يؤكد لـ “الديار” أنه كان من أوائل المستقيلين، يشير إلى  “أن الإستقالات التي يشهدها التيار لا تحمل أي مفاجآت وهي غير مستغربة، والسبب أنه منذ العام 2005 بعيد عودة عون من باريس لم يعد التيار كما نعرفه، أي التيار الذي قام على أكتافنا وأكتاف الكثيرين، فنحن من صقلنا ونحتنا صورة البطل لميشال عون. وبالتالي، فإن الإنقلاب الكبير والتراجع الكبير بدأ عندما عقد صفقة مع سوريا أولاً، وثانياً عند موافقة عون على توريث التيار لصهره، فهل كان الأمر يتعلق بالسلطة أو بالمكاسب”.

 

وسأل عن “توقيت هذه الإستقالات من التيار لأنه منذ العام 2005 حتى اليوم لم يتغير أي شيء في أدائه، وأتمنى على الذين يقدمون استقالاتهم أن يتحدثوا بالسياسة عن انقلاب التيار على مبادئه السياسية، والتي على أساسها كُتب الكتاب البرتقالي، فمشكلة من يستقيلون هي تنظيمية إدارية، وهي متعلقة بشخص وليس مع أداء، وبما يريده ميشال عون، وكل ما يحصل حتى اليوم قد بدأ منذ إبعاد المؤسسين الأوائل عن التيار، وذلك بقرار واضح من مؤسس هذا التيار ميشال عون، والتشبيه الصحيح هو أن العقل لدى ميشال عون، والجسم لدى جبران باسيل، والأخطر أن من يستقيلون لا يعودون إلى ثقافة التيار الأولى أي ما قبل ألـ 2005”.

 

ويكشف أن “أياً من المستقيلين من التيار لم يتحدث صراحة بأن التيار دمّر الجمهورية، حتى أن أياً منهم لم يعلن صراحة بأنه أخطأ، بل على العكس جميعهم يصوّبون سهامهم على شخص واحد. وبالتالي، فإن عون الذي أسس هذا التيار يقول لهم أنا من صنعتكم نواباً وأنا من أسقطكم من المجلس النيابي، ولذلك فإن ما نراه اليوم هو تفصيل بسيط في المشهد الكبير”.

 

ويتحدث عن تجربته، خصوصاً وأنه أول من استقال منه، مشيراً إلى أن “كل من انتخب جبران باسيل لرئاسة التيار ووافق على ما قرّره ميشال عون، لا يملك حق الإعتراض على ما يحصل، كما أن الآحادية في القرارات كانت موجودة عندما كان عون رئيساً للتيار، ومن الطبيعي أن ينقل هذا النمط إلى خليفته، ولكن السؤال لماذا اختيار هذا التوقيت اليوم؟.

 

ويرى أن “هذا التيار هو تيار عائلي، ولكن لماذا صمت النواب والشخصيات التي استقالت طيلة السنوات الماضية ورفعوا الصوت اليوم؟

 

وحول قرارات مجلس الحكماء في التيار يجزم بأن “ما من شيء إسمه مجلس الحكماء في التيار، فهذا الحزب هو شخصي وآحادي، وعندما بدأنا نتلمّس أننا خلقنا صورة بطل، قام الآخرون بخلق صورة صنم، كان خلافنا معهم، قلنا لهم بأنه لا يمكن صناعة الأبطال، فالأبطال هم يصنعون أنفسهم ويضحون من أجل رفاقهم، ومن هنا بدأ خلافنا مع الآخرين في التيار”.

 

وعن مستقبل “التيار” يقول “إن كل تيار لا يقوم على المبادئ الأساسية التي قام عليها، ويدخل في بازارات السلطة يتحوّل إلى حزب تقليدي يتوارث القيادة من جيل إلى جيل”.

 

ومع تراجع عدد نواب “التيار”، يرى محفوض أنه “لم يعد باسيل يملك ورقة التمثيل المسيحي، وهذه باتت عند “القوات اللبنانية”، ما يحتِّم على باسيل الذي كان يطرح انتخاب رئيس الجمهورية الأكثر تمثيلاً، أن يرشِّح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية”.