يناقش النائب السابق إيلي ماروني في المشهد السياسي الداخلي المأزوم كما في مشهد المفاوضات الجارية من أجل وقف الحرب في غزة، حيث يؤكد لـ “الديار” أن السؤال المطروح في عملية التفاوض عبر الوسطاء، يتركز حول “ما إذا كانت “إسرائيل” ترضى أن تنتهي الحرب كما هي الحال اليوم دون أي انتصار، وبالتالي أن يدفع نتنياهو الثمن سياسياً وشخصياً، إضافةً إلى السؤال المتعلق إذا كان يرضى الفلسطينيون بالدمار والقتل الذي أصابهم جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، واليوم على الضفة الغربية”.
ويسأل عن مصلحة الفلسطينيين بأن “تنتهي الحرب دون تحقيق أي تقدّم بشأن مشروع حل الدولتين”، مشككاً باحتمال اتساع رقعة الحرب، مؤكداً “أننا أمام هدنة، والدليل أننا يومياً نعاني من الغارات والقصف الجوي، وبالتالي لا مؤشِّر على قرب انتهاء هذه الحرب رغم أن الرئيس جو بايدن في كل إطلالاته، بشّر أننا على مقربة من اتفاق وقف لإطلاق النار، والذي لا يعني نهاية الحرب”.
وفي المقابل، وعن الواقع الداخلي، يشير إلى “أزمات متتالية وآخرها الفراغ الرئاسي، الذي ما من حلحلة بشأنه لأن كل فريق متشبّث بموقفه من الحوار والرئاسة، فالممانعة متمسّكة بمرشحها، والمعارضة متمسّكة برفض هذا الترشيح، والممانعة مصرّة على الحوار، والمعارضة ترفض الحوار وتدعو إلى النقاش ضمن مجلس النواب في إطار جلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس. ولذلك، لا مؤشر على إمكانية انتخاب الرئيس، حتى لو تحركت “اللجنة الخماسية” من جديد، فهي تحرّكت كثيراً ولم تصل إلى نتيجة. لكننا نأمل، ولبنان بلد العجائب، فما هو مستحيل اليوم ممكن غداً، وما ممكن اليوم مستحيل غداً، لكن بالمؤشر السياسي ليس هنالك أي إشارة على قرب انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ما دام كل فريق متمسّك بمواقفه وأنانيته ومصالحه وحصصه”.
وعن غياب المعارضة عن المشهد السياسي، يقول إن “المعارضة تحاول الصمود بوجه كل هذه العقبات التي تقف أمام بناء دولة لبنان الحر والسيد والمستقل، وهي تحاول بناء ذاتها، ولكن ما زلنا حتى الساعة أمام معارضات تلتقي أحياناً . لكن لنقل الحقيقة، لولا المعارضة لكنا منذ زمن طويل سقطنا في يد الممانعة”.
وعما إذا كان التقاطع على انتخاب جهاد أزعور مستمراً، يرى أن “ما فعلته المعارضة أنها تقاطعت جميعها مع التيار الوطني الحر حول انتخاب جهاد أزعور رئيساً للجمهورية، لكن تعطيل النصاب وفرط جلسات الإنتخاب وعدم الدعوة لانتخاب رئيس حال دون انتخابه رئيساً للجمهورية، فالمعارضة لا زالت على تقاطعها على جهاد أزعور، لكنها لا تقفل الباب أمام النقاش أو الحوار داخل جلسة الإنتخاب حول أسماء أخرى يمكن أن تشكل تقاطعاً ما بين المعارضة والممانعة حول انتخاب رئيس يمكن أن ينقذ ما تبقى من هذا الوطن”.
وعن توقيف رياض سلامة يقول “بعيداً عن أي شماتة، ما يحصل اليوم كان يجب أن يحصل منذ سنة أو سنتين لكشف الحقائق، فإذا كان سلامة بريئاً أو غير مذنب كان حصل على براءته أو حريته، أما إذا كان مذنباً فكان نال العقاب، لكن توقيفه اليوم يطرح أسئلة: ما الذي تغيّر؟ هل توقيفه جاء لحمايته من القضاء الأجنبي الذي يحاكمه ويحاسبه؟ وهل رُفِع الغطاء والحماية عنه وتمّ توقيفه؟ وهل يريدون كبش محرقة جديد؟ أم يريدون إلهاء الناس بتوقيف رياض سلامة لتمرير ما هو أصعب من رياض سلامة؟ نحن من روّاد القانون وأبناء القانون، ونأمل أن تتم محاكمة شفافة وعادلة لرياض سلامة، والبريء ينال حريته، والمذنب ينال عقابه”.
وحول احتمال حصول توقيفات جديدة بعد سلامة، يرى ماروني أنه “إذا لم يتمّ توقيف آخرين، نكون أمام مسرحية أو لعبة ذهب ضحيتها رياض سلامة، لأن سرقة أموال الناس هي عملية متكاملة من أشخاص عديدين في المصارف وفي الدولة وفي الحكومة وأصحاب المنافع، وإذا لم يؤدِّ التحقيق إلى كشف كل هؤلاء وتوقيفهم، نكون أمام قانون الصيف والشتاء تحت سقف واحد، وأمام تعطيل جديد للعدالة وتشويه لسمعة لبنان القانونية”.