Site icon IMLebanon

إيلي ماروني: قرار ترشيحي يعود لي وليس للحزب

 

“الكتائب” في زحلة يعفي رئيس الإقليم شارل سابا

 

 

لا يبدو أن حزب الكتائب اللبنانية في مدينة زحلة على ما يرام. فالحزب المسيحي الأقدم «المحفور» في تاريخ المدينة، يعيش في حالة ترهل، أصيب بها منذ ما قبل إنتخابات سنة 2018 النيابية، ليتعذر عليه خوض الإستحقاق المقبل كحيثية سياسية مستقلة، قادرة على تأمين ولو الحد الأدنى من الحواصل التي تشجع الأطراف السياسية الأخرى على التحالف معه، على رغم تلاقي خطابه الى حد بعيد مع خطاب الشارع المعارض للسلطة.

 

في الاسبوع الماضي، إنكشف جزء من الأزمة الداخلية التي تعصف بإقليم زحلة الكتائبي، من خلال ما سرب الى وسائل الإعلام عن إعفاء رئيس إقليم زحلة الكتائبي شارل سابا من مهماته، مقابل سحب النائب ايلي ماروني ترشيحه. وقد تم تفسير ذلك كاستجابة للشرط الذي وضعه ماروني للعزوف عن الترشح للإنتخابات، وكمقدمة لصوغ التحالفات مع أطراف «ثورية» في المدينة، وسط ما يحكى عن توجه هذه الأطراف للتحالف مع «الكتلة الشعبية» ورئيستها ميريام سكاف.

 

سابا أكد في إتصال مع «نداء الوطن» الجزء المتعلق به في الخبر. وإذ نفى إطلاعه على علاقة هذه الإجراءات بالإنتخابات النيابية، لفت في المقابل الى أن الكتائب تتجه الى خوض الإنتخابات بمستقلّين من دون الغوص في الأسماء المرشحة لهذه الإنتخابات.

 

في المقابل، وفي إتصال مع ماروني نفى أن يكون معنياً بقرار الحزب إعفاء سابا من مهماته، أو أن يكون قد إشترط هذا الإعفاء للعزوف عن الترشح للإنتخابات، مشيرا الى ان قرار ترشيحه يعود له وليس لحزبه، وإن أكد في المقابل إلتزامه بتوجيهات «الرئيس أمين الجميل» شخصياً.

 

وعما إذا كان سيبقى ملتزما بأي قرار تتخذه الكتائب في الإنتخابات النيابية المقبلة، وحتى لو كان ذلك يتعلق بالتحالف مع «الكتلة الشعبية»، إستبعد ماروني مثل هذا التحالف، معتبرا أنه في حال حصل سيكون له الموقف المناسب في أوانه.

 

ويبدو أن علاقة ماروني بحزب الكتائب تشوبها بلبلة، دفعت ببعض القريبين منه الى إشاعة أخبار عن إستعداده لترك الحزب الذي عمل على شخصنة إقليمه في زحلة لفترة طويلة.

 

وبحسب المعلومات، فإن ماروني كان قد باشر إتصالات منفصلة مع ناشطين بالثورة في المدينة لصوغ تحالفات تقود الى ترشحه باسمها، إلا أنها لم تصل الى النتائج التي تمناها. وحكي أيضا عن محاولات للتقارب مع «القوات اللبنانية» لخوض الإنتخابات في لائحتها. وفي حين يضع البعض هذه المحاولات في إطار الضغط على قيادة حزبه لتأكيد حيثيته «الشخصية» في زحلة، فإن هذه الحيثية وفقا للمتابعين لا يمكن أن تغير في معادلات القوة المتراجعة لحزب الكتائب، بل يمكن أن تزيدها سوءاً، بعدما خسر الحزب على مر السنوات شريحة واسعة من جمهوره المؤيد لمصلحة «القوات»، بحيث لم يتمكن حتى خطاب سامي الجميل القريب من الثورة من استمالة الفئة الصامتة في المدينة.

 

ووفقا للمتابعين، فإن حزب الكتائب مرشح لفقدان مزيد من صدقيته في المدينة، خصوصاً إذا ما رست النقاشات الدائرة حول إمكانية تحالفه الإنتخابي مع «الكتلة الشعبية» على إتفاق معين، الأمر الذي يمكن أن يواجه بمعارضة من داخل صفوف كتائبيي المدينة بدءاً من ماروني نفسه.

 

فهل ينجح الحزب بلملمة خلافاته الداخلية في المدينة قبل المباشرة بصوغ تحالفاته المستقبلية، أم تؤدي شرذمته الى وضع دائرة زحلة خارج حساباته في المرحلة المقبلة. الجواب ربما يتبلور في الأشهر المقبلة التي ستسبق الإنتخابات.