IMLebanon

من يحكم لبنان؟

خطاب سماحة السيّد حسن نصرالله لم ترد فيه كلمة واحدة عن رئيس الجمهورية في لبنان أو عن رئيس المجلس أو عن رئيس الحكومة، بل ذهب الى أبعد مؤكداً أنّ همّه الوحيد ولاية الفقيه، همّه الوحيد إيران، إذا تعرضت إيران لأي شيء فهو مستعد لأن يرد.

هنا، لنا موقف:

أولاً- إنّ رخصة سلاح المقاومة هي تحديداً للدفاع عن لبنان واللبنانيين، بمعنى آخر أنّ استعماله للدفاع عن إيران والإيرانيين يعني أنه لم يعد لبنانياً ولا يحق لحامله استعماله.

ثانياً- يقول السيّد إنّ ماله ورواتبه وأسلحته وأكله وشربه ولباسه وتعويضاته كلها من إيران.

ونسأل: أين الدولة اللبنانية؟ ولو قال هذا الكلام شخص آخر، فهل يسمح القانون اللبناني لأي مواطن أن يتلقى رواتب مقابل مهمات مكلفاً تنفيذها من قِبَل دولة أخرى ولو كانت ضد المصالح اللبنانية؟

ثالثاً- يقول رئيس الجمهورية إنّه إذا حصل إعتداء على لبنان فـ»حزب الله» له الحق بالدفاع عن لبنان… والسيّد حسن يقول إذا طلبت منه إيران أن يضرب إسرائيل فسيضربها، فمن نصدّق رئيس الجمهورية أو أمين عام الحزب؟

رابعاً- قرار الحرب والسلم هو من مسؤولية الدولة اللبنانية حصرياً بشخص رئيسها وحكومتها، وكلام نصرالله ألغى الدولة وألغى الرئيس وألغى الحكومة، وبالوقت ذاته يعلن تمسكه بالحكومة، فما هذا التناقض؟

خامساً- يقول السيّد إنّ إسرائيل استعملت أفلام هوليوود وتراجعت ١٥ كيلومتراً داخل حدودها لأول مرة في التاريخ خوفاً من «حزب الله»… يا ليت هذا الكلام صحيح! ولكن، من أسف شديد، فإنّ هذا الفيلم الهندي الذي كتبنا عنه لا نزال نؤكد على أنّ القرار في أي إعتداء إسرائيلي على لبنان أو على سوريا أو على العراق هو قرار إسرائيلي بالاتفاق والتنسيق مع روسيا.

وهنا لا بد من تذكير السيّد بأنّ عنترياته كلها (انه ربح حرباً على «داعش»، وانتصر في الجرود… وانتصر… وانتصر الخ…) نسي أو تناسى بعدما التجأ قائده قاسم سليماني (قائد «فيلق القدس») الى روسيا حيث أبرمت صفقتان من الاسلحة بقيمة عشرات المليارات من الدولارات… وأنه لولا التدخل الروسي والمليارات التي حصلت عليها روسيا جراء صفقات الأسلحة، ولولا الوعود بصفقات أسلحة أخرى، ولولا أنّ سوريا بقيَت السوق الوحيد للسلاح الروسي، ولولا الطيران الروسي لكانت إيران و»الحشد الشعبي» و»حزب الله» والحرس الثوري وبشار الأسد، لما كان انتصار ولا من ينتصرون، فقليلاً من التواضع.

سادساً- عندما تحدث الرئيس السابق ميشال سليمان بالاستراتيجية من ضمن «إعلان بعبدا»، رد عليه النائب محمد رعد: انقع بيان بعبدا في الماء واشرب مياهه… وقامت الدنيا ولم تقعد على الرئيس سليمان.

ميشال عون بسبب ضعفه أمام توريث الطفل المعجزة نسي الاستراتيجية الدفاعية ولم يعد يتحدث عنها، مكتفياً بالكلام على الاعتداءات الاسرائيلية، أما ما هو السبب للاعتداءات فغير مهم.