Site icon IMLebanon

هل يكون »المستقبل« بعد »الاشتراكي« محاوراً لـ»حزب الله«؟!

ليس من شك في ان التطورات الخارجية الدولية – الاقليمية – العربية، وتأثيراتها على الوضع في لبنان، شكلت حافزاً بالغ الأهمية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لاقفال أبواب »التسرب الفتنوي«، واستئناف مساعيه الحميدة في إعادة وصل ما انقطع، بين العديد من الافرقاء اللبنانيين وتحديداً الوازنين شعبياً وسياسياً بل وأمنياً.. وآخرها ما حصل في عين التينة، أول من أمس، ورعايته »لقاء المصالحة والمصارحة« بين »حزب الله« و»الحزب التقدمي الاشتراكي« بما يمكن اعتباره »ربط نزاع«؟!

من السابق لأوانه الجزم بما سيفضي اليه هذا اللقاء، خصوصاً وأنه ليس الأول بين الفريقين.. لكنه في مطلق الأحوال خطوة وطنية، ونقلة نوعية، من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار والحوار.. والأنظار تتجه الى الآتي من الأيام، للوقوف على ما ستكون عليه خارطة طريق الرئيس بري، لوضع حلول لكل المسائل الخلافية بين الحزبين، تمهيداً لتعميم هذه اللقاءات، بحيث لا يبقى من حواجز وسدود وفواصل، مع احترام وتقدير واقعية الاختلاف في الرأي، الذي يبقى »حقاً مشروعاً« لأي فريق ضمن الثوابت الوطنية..

أياً ما آلت التطورات الخارجية – الدولية – الاقليمية والعربية، وانعكاساتها المتتالية على الوضع في لبنان، وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاعلامية، بل والامنية كافة، فإن »المنازلات« الداخلية بين الافرقاء السياسيين، وتحديداً »الوازنين« منهم لاتزال أمام سيل من الأسئلة والتساؤلات، خلاصتها وماذا بعد؟!.

لقاء »الاشتراكي«، »حزب الله«، خطوة باتجاه »ربط النزاع«، أسوة بربط النزاع السابق بين »حزب الله« و»المستقبل«.. وخلافاً لكل التوقعات والقراءات، وبالعودة الى الماضي البعيد والقريب، فقد أثبت رئيس »المستقبل« الرئيس سعد الحريري، أنه راعي مقولة »ربط النزاع« وتحديداً مع »حزب الله« الى أبعد الحدود.. وقد أكد أكثر من مرة، وفي غير مناسبة، ان »التصعيد المتواصل لـ»حزب الله«، لن يستدرجنا الى مواقف تخل بقواعد الحوار والسلم الأهلي.. وهو الحزب، ذو الشعبية والممثل في مجلس النواب والحكومة..

اللافت ان الأمين العام لـ»حزب الله« السيد حسن نصر الله، وقد أكثر من طلاته الاعلامية، لم يقدم أجوبة كافية ومقنعة عن سر اعتماد حزبه سياسة »الامر لي« غير المسبوقة، والتي تجاوز فيها كل الاعراف اللبنانية، في التهجم مباشرة، وعلى نحو متواصل، على قيادات وأنظمة دول عربية، تحظى لدى نصف اللبنانيين – على الأقل – باحترام يوازي – على الأقل أيضاً – احترام السيد نصر الله وحزبه دولة ايران..

هناك عديدون يتمنون احياء مسيرة الحوار بين »المستقبل« و»حزب الله« وان كان البعض يشكك في ذلك، ولا يرى جدوى منه، في ظل مواقف الحزب من العديد من الدول العربية..

من حق »حزب الله« ان يعبر عن رأيه، كما من حق »المستقبل« كما من حق سائر الافرقاء اللبنانيين.. لكن من حق اللبنانيين على كل هؤلاء ان يقولوا لهم: »انتظروا قليلاً ولا تخطئوا في الحسابات..« اذ لا جدوى من أي موقف سياسي عابر للحدود، اذا كان سيضع مصالح لبنان وعشرات آلاف اللبنانيين في دول الخليج العربي كافة في موضع حرج للغاية قد يتطور الى ما يحذر منه عديدون.. وهذا ما حصل..

الكرة هي في ملعب الرئيس بري، صاحب المبادرات الحكيمة والعاقلة في اعادة »المستقبل« و»حزب الله« الى طاولة الحوار.. فمن الخطأ التشكيك في وطنية »المستقبل« وعروبته.. كما من الخطأ التشكيك في وطنية »حزب الله« الذي من واجبه  ان لا يدير ظهره بالمطلق الى سائر شركائه في الوطن الذي يتقاسم واياهم »الحياة الواحدة.. والمصير الوحيد..« والعدو واحد..