Site icon IMLebanon

دوائر الاليزيه تضع يدها على ملف تأليف الحكومة

 

تُشير مصادر سياسية مطلعة، الى أن اتصالات الساعات الماضية جاءت بمعظمها بعيداً عن الاعلام بحيث بات تشكيل الحكومة بالغ الحساسية نظراً لدقة المرحلة داخلياً واقليمياً.

اذ ثمة معلومات عن سعي البعض لتوظيف احداث معينة في المنطقة في سياق تشكيل الحكومة، وعلى هذا الأساس نسفت الصيغة الحكومية التي كانت بصدد حسمها والتوجه الى اعلان المراسيم، ولكن خطاب السيد حسن نصرالله الذي تحدث عن ضرورة عدم إعطاء مهل لإعلان ولادة الحكومة وصولاً الى حرصه وتشدده على توزير سنّة المعارضة كل ذلك أعاد خلط الأوراق وقلب الطاولة رأساً على عقب، اذ هناك من يشير الى أن الإشارات الإقليمية ورهان البعض على متغيرات في السعودية، فذلك كان بهدف تحسين الشروط حول الحقائق الوزارية والتوزير وتوظيفهم في اطار دفع الرئيس المكلف الى القبول بهذه الشروط وإلا لا حكومة في المدى القريب.

ولكن ومن خلال المعلومات المتداولة من أكثر من جهة سياسية فان الفرنسيين عادوا تحريك مساعيهم وايضاً بعيداً عن الأضواء والاعلام من خلال محاولة الضغط على اللاعبين الإقليميين، وتحديداً طهران وسوريا عبر أكثر من قناة دولية، وتحديداً موسكو التي بدورها قادرة على استعمال نفوذها لمساعدة باريس في مساعيها لا سيما وأن هناك تفويضاً دولياً أعطي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدعم جهوده الآيلة لحلحلة المعضلة الحكومية في لبنان، خصوصاً أن باريس من استضاف مؤتمر سيدر ولها خصوصية تجاه لبنان، وتدرك أن الأموال التي قدمت من المانحين قد تذهب الى دولة أخرى في حال لم تشكل حكومة في أقرب وقت ممكن، ولهذه الغاية علم أن الموفد الفرنسي المولج بالاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين، يتابع مشاوراته مع الدول المانحة وصولاً الى أن دوائر الإليزيه تقوم بدورها مع الدول المعنية لعدم خروج الأوضاع عن مسارها في لبنان بعد أن تفرمل تشكيل الحكومة وحيث تدرك فرنسا أن هناك إشارات إقليمية وليست المسألة برمتها داخلية، ومن يقرأ او يواكب ما تطرق اليه السيد نصرالله وصولاً الى بعض المواقف الإعلامية والسياسية يدرك بأن هناك رهانات على متغيرات ما قد تدفع بفريق معين الى رفع سقف مطالبه، وهذا ما حصل على صعيد سعي حزب الله وحلفائه لتوزير احد سنة المعارضة وتحديداً النائب فيصل كرامي.

وفي سياق متصل، فان الأجواء تؤشر الى كثافة في الاتصالات ستشهدها المقار الرئاسية ولا سيما أن الأجواء تؤكد أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري دخل على خط دعم جهود الرئيس المكلف ولهذه الغاية ألمح الرئيس سعد الحريري وفق أوساطه الى أنه قد يزور عين التينة في أي توقيت في حين أن الاتصالات على خط بيت الوسط معراب مستمرة على مدار الساعة، وثمة من يقول في معراب «لا يرمي أحد الكرة في ملعب «القوات اللبنانية» بل المسألة تتخطى حقيبة العدل الى أبعد من ذلك بكثير» انما هناك دعم لجهود الرئيس المكلف بغية تشكيل الحكومة هذا الأسبوع، والتوقعات من غالبية الأطراف تجاري القوات في هذه المسألة اذ هناك من يقول بأنه وفي حال لم تلد الحكومة الحريرية العتيدة الأسبوع الجاري عندئذ تتغير قواعد اللعبة وتصبح عملية التأليف ليست معقدة وحسب وانما قد تحدث خطوات صعبة وقاسية لان الظروف اكثر من استثنائية وثمة تعقيدات داخلية واجواء إقليمية بالغة الصعوبة ما يعني أن الجميع محشور ولا يمكنه الاستمرار في التسويف والتمييع.

واخيراً ترى المصادر ان ما يجري في المنطقة هو حقاً يدخل في مسار التأليف بمعنى ثمة ترابط في المواضيع الإقليمية والدولية مع مصالح بعض المحاور السياسية في لبنان والتي دوماً تترقب أي معطى إقليمي لتبني عليه حساباتها، ومن هذا المنطلق يراهن البعض على توظيف ما يجري في السعودية ومع المجتمع الدولي في تشكيل الحكومة وتحسين أوضاعهم خصوصاً ان الشهر المقبل سيشهد تحولات حاسمة على صعيد العقوبات الاميركية تجاه حزب الله وإيران، ومن الطبيعي ان يكون لذلك ارتدادات على الداخل اللبناني، ما يؤكد بأن الأطراف في لبنان وتحديداً الرؤساء الثلاثة يسعون الى تأليف الحكومة قبل أن يصبح تشكيلها لاحقاً أمام المعطيات الدولية في غاية التعقيد بل ثمة استحالة لتأليفها.