IMLebanon

بكركي في الواجهة مع حراك رئاسي مُرتقب… والراعي مُستاء من سياسة الأم الحنون

 

لقاء الإليزيه لم يخلُ من «الزعل» الماروني… والفاتيكان أعطى دفعاً للرئيس التوافقي

 

برزت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى باريس، لبحث الملف الرئاسي في الاليزيه مع الرئيس ايمانويل ماكرون، لانها إلتزمت الصمت ولم يصدر عنها كلام على غير عادة، لان الزيارة لم تكن إيجابية، وفق الكواليس التي عادت وأظهرت بعض الحقائق، كما انّ الصورة التي جمعت الراعي وماكرون كانت كفيلة بنقل المشهد الذي جرى داخل جدران القصر الرئاسي في العاصمة الفرنسية، وغياب التصريحات والبيانات.

 

فاللقاء الذي لم يخلُ من النقاش وبعض «الزعل» الماروني من الأم الحنون، على خلفية طرحها وعدم الاخذ بعين الاعتبار وجود واهمية الصرح البطريركي، الذي تناسته ربما عن قصد او غير قصد.

 

الى ذلك غابت المعلومات عن مصادر الصرح البطريركي، لانّ الإلتزام بالصمت مطلوب وفق الاجوية، التي إكتفت بالاشارة الى انّ بكركي سيكون لها حراك مرتقب، عبر جولة على القيادات والمعنيين بالملف الرئاسي، في محاولة لتثبيت التوافق المسيحي على إسم المرشح الى الرئاسة، في إنتظار الاعلان الرسمي له، على ان يبدأ العمل قريباً جداً، تحت عنوان لقاء جميع الافرقاء السياسيين ومن ضمنهم حزب الله، وفق مطلب فاتيكاني- فرنسي للبدء بهذه الجولة .

 

وفي السياق ووفق بعض المعلومات التي خرجت عنوة من اوساط مقرّبة من مصدر كنسي بارز، فإن المبادرة الفرنسية التي انطلقت قبل اشهر وتبنّت مرشح فريق الممانعة، رئيس تيار» المردة « سليمان فرنجية سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، اعطت بعض الامل بإمكانية تغيير موقفها في حال حصل اجماع مسيحي على مرشح آخر، ولذلك اتى مطلب الرئيس الفرنسي بضرورة القيام بحراك رئاسي من بكركي، لعلها تستطيع تخطي كل الحواجز المسيحية في توقيت صعب، قد يساهم في دفع «التيار الوطني الحر» نحو الموافقة النهائية على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

 

وتفيد المعلومات ايضاً بأنّ الفاتيكان الذي عرّج عليه الراعي يوم الاثنين الماضي قبل زيارة فرنسا، أعطى دفعاً لسيّد بكركي بضرورة وصول الرئيس التوافقي الذي يوافق عليه الصرح، اي الذي لا يشكل إستفزازاً لأحد، إنطلاقاً من معرفة الفاتيكان بوضع لبنان الدقيق سياسياً وطائفياً، وهذا ما اعطى بعض الارتياح للبطريرك الماروني اي العمل من أجل انتخاب رئيس توافقي مقبول من اكثرية الاطراف، وقد طرحت بعض الاسماء شفهياً وليس ضمن لائحة مكتوبة كما اشار البعض، لانّ الراعي لم يحمل في جعبته أسماءً رئاسية، وافيد بأنّ اسماء جديدة طرحت هذه المرة، من ضمنها مرشحان من منطقة كسروان يعتبران من التوافقيين.

 

في غضون ذلك شكّل كلام الراعي عن ضرورة دعوة رئيس المجلس النيابي الى عقد جلسة رئاسية، يوم الاربعاء امام مجلس نقابة الصحافة حين غمز من قناة الرئيس نبيه بري، اذ إعتبر البطريرك انه كان على رئيس المجلس الدعوة الى جلسة رئاسية قبل شهرين من انتهاء الولاية، ولكن نحن نتميز بمخالفة الدستور، الامر الذي أشعل الردود وساهم في توتير الاجواء بين بكركي وعين التينة، إضافة الى رد من المفتي احمد قبلان، الذي رأى « أن لبنان يصنع في لبنان، وليس في الطائرة، والسيادة الوطنية على ابواب مجلس النواب وليس بالاوراق المحمولة جواً».

 

هذه الصورة القاتمة كانت كفيلة بإشعال الوضع ايضاً على مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تخلُ من الكلام الطائفي التحريضي، من قبل المناصرين الذين سارعوا الى إطلاق التهم والشائعات المغرضة.

 

وعلى خط آخر دعت مصادر نيابية في المعارضة سيّد بكركي الى إتخاذ خطوات جريئة، لجمع القادة المسيحيين، لان حامل صولجان هذا الصرح الكبير معنوياً له الحق بإتخاذ قرارات مصيرية تعيد دعوات الحق الى المسيحيين، قبل ان يصبح هذا الحق منسياً، اذ حان الوقت لإستعمال العصا، لان مصير المنصب المسيحي الوحيد سائر على خط الهاوية، وهنالك خوف من فقدانه بسبب الخلافات المسيحية، مذكّرة بأقوال الراعي: «الوطن ليس لطائفة او حزب او فئة، ولن يحتكره أحد لأن في احتكار فئة له احتقاراً لنا جميعاً».

 

وختمت: « الساحة المسيحية تنتظر من بكركي موقفاً عالي السقف، وصرخات بالجملة توقف تدهور لبنان وتمنع مخطط زواله».