لا تزال الاوساط السياسية الشمالية ترسم علامات استفهام حول سر الزيارة التي قام بها وفد التيار الوطني الحر الى النائب خالد ضاهر في طرابلس وما تركته هذه الزيارة من ردود فعل على الساحة الشمالية لا سيما في اوساط البلدات والقرى المسيحية من جهة، وفي اوساط حلفاء التيار الوطني الحر في قوى 8 آذار من جهة ثانية.
هذه الزيارة – بحسب مصدر شمالي – لم تمر مرورا هينا لدى العديد من القوى السياسية الشمالية وحتى في الاوساط المسيحية التي اعتبرت انها معيبة بما صدر عن النائب ضاهر من مواقف يوم سجل اعتراضه على تمثال يسوع الملك وسيدة حريصا ردا على ما اعتبره حينها محاولات لازالة شعائر اسلامية في طرابلس ولا تزال تصريحات ضاهر ماثلة امام العديد من الفئات الشعبية وفي الاوساط المسيحية.
ولعل اكثر من توقف عند هذه الزيارة التي بدأت تظهر مفاعيلها اليوم، عدا بعض الشرائح المسيحية، اوساط الحزب السوري القومي الاجتماعي وانصاره في الكورة وطرابلس وعكار حيث فوجىء القوميون بالزيارة التي لم يتوقعوها من حليف لهم كانوا يستعدون لخوض الاستحقاق البلدي معه ولاحقا الاستحقاق النيابي وقد شكلت الزيارة صدمة في صفوف القوميين الذين لم يهضموا الزيارة رغم كل المبررات التي اوردها قياديون في التيار العوني ومنها ان الزيارة هي لشكر ضاهر على موقفه من انتخاب العماد عون ولم تتخط اطار المجاملات ورد الجميل له.
لكن ما طرحه مؤخرا ضاهر في آخر حديث تلفزيوني له موضحا انه لم يرشح العماد عون بل كان في موضع المفاضلة بين العماد عون والوزير سليمان فرنجيه وفي هذه المفاضلة يقف الى جانب العماد عون ولم يرشحه، وهذا التوضيح جاء اثر استقبال الرئيس سعد الحريري لضاهر في بيت الوسط.
وحسب مصدر متابع ان الزيارة شكلت ايضا احراجاً لقواعد التيار الوطني الحر في عكار ومناطق الشمال كافة وهم الذين عايشوا وخبروا المواقف المتشنجة والمتطرفة لضاهر في السنوات الماضية حتى ان بلدات وقرى مسيحية في عكار لم تكن مرتاحة للزيارة لكنها في الوقت عينه اعتبرته تنفيساً لاحتقان بين الطرفين وكسراً لجليد العلاقات وعلها تؤسس لنهج انفتاحي وقبول الآخر، وسأل المصدر: ماذا ربح الجنرال ميشال عون من شخص يحقر الرموز المسيحية ومؤسسة الجيش؟
وتوقف المصدر الشمالي ليسجل جملة ملاحظات على الزيارة:
اولا- ان ضاهر سارع بعد لقائه الحريري للتوضيح انه لم يرشح العماد عون للرئاسة مما اعتبر صدمة لدى قواعد التيار العوني.
ثانيا- ان زيارة الوفد العوني لضاهر دعسة ناقصة للتيار العوني في غير محلها.
ثالثا- ان التيار الوطني الحر في زيارته لضاهر اثار بلبلة وخشية في صفوف حلفائه الذين منحوه الثقة لكن ليس بمد اليد الى خصم سياسي عنيد لا يتزحزح عن مبادئ خصومته بل يتبع تكتيكا سياسيا ولا يحمل مصداقية حيال العماد عون.
رابعا- ان الاكثرية الناخبة في الكورة هي اكثرية قومية اجتماعية والحضور الشعبي الواسع للحزب القومي في عكار غير مرتاحة الى لقاء التيار وله مؤثرات سلبية الا اذا كان التيار العوني غير مبال بهذا الحليف بعد التفاهم العوني – القواتي.
يقول احدهم ان في السياسة لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة وحدها المصلحة السياسية دائمة وان لبنان اعتاد السياسات المتقلبة والتي لا تحفظ مبادئ العلاقات والتحالف لكن من شأن ذلك ان ينسحب على كثير من التحالفات الانتخابية في الشمال واولى بوادرها ان القوميين الاجتماعيين في الكورة اكدوا في مجالسهم تحالفهم الوثيق مع تيار المردة بزعامة الوزير فرنجيه وهذا ما سينسحب في عكار واينما وجد الحزب القومي في الشمال.