Site icon IMLebanon

عن السفارات والانتخابات

 

يتخصص قادة «حزب الله» بمكافحة السفارات المنخرطة في الانتخابات اللبنانية، فيما ينصرف حلفاؤه الى مكافحة اتباع تلك السفارات برشّ مبيدات من نوع الميغاسنتر وانتخاب المغتربين وتركيب اللوائح التي لا تركب على قوس قزح.

 

في الحملة الوطنية على السفارات، يسميّ الحزب سفارتي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. سابقاً كانت السفارة الفرنسية تُضاف الى اللائحة، لكن في آخر تحديث يتم التركيز على ممثليتي واشنطن والرياض. الأولى معروف انها مهتمة بإجراء الانتخابات في موعدها، وبدعم الجيش وقوى الأمن وهي واكبت من موقع «العدو» صعود «حزب الله» وإمساكه بالسلطة ومفاصل اساسية فيها على مدى ثلاثة عقود، وتعاملت مع حكومات وبلديات يشارك فيها، من دون أن تتأثر بالتصنيفات الإرهابية وسيل العقوبات.

 

الثانية، السفارة السعودية، شبه مقفلة في بيروت، والسفير يكتفي من حين الى آخر بتغريدات وجدانية، لا ترقى الى مصاف الموقف الحاسم والفاعل، علماً ان عدم الإهتمام السعودي لا يحتاج الى حجج لإثباته بعد قرار تيار «المستقبل» الاعتكاف وانسحاب أحد رموز بيروت المقاصدية، تمام سلام، من معركة التمثيل النيابي.

 

عملياً، لا يقارن النشاط الأميركي ولا السعودي في الانتخابات اللبنانية بما تقوم به ايران. فهذا البلد يؤمن، مشكوراً، رواتب عشرات الألوف من المحازبين وألبستهم وأعتدتهم وطائراتهم المسيّرة، كما يوفرّ لهم الصواريخ الذكية التي سيكون تأثيرها في صناديق الإقتراع حاسماً ومتفجراً، وليس مفهوماً ولا مستساغاً أن يتجاهل قادة الحزب وحلفاؤه في كل مرة يعالجون فيها مسألة الانتخابات، الدعم والتدخل الايرانيين، بهدف التركيز على اميركا والسعودية، فهذا التجاهل لا يمكن هضمه، وهو يمكن ان يدفع غير المستفيدين من الدعم الايراني إلى إعلاء الصوت وطلب الدعم الأميركي والسعودي والمصري الصريح، وربما يطلبون الدعم الروسي، فروسيا العائدة بقوة كانت شريكة في ما مضى بتعيين متصرف جبل لبنان وانتخاب أعضاء مجلس ادارته.

 

في السفارات أيضاً يصحّ شعار «كلّن يعني كلّن»!!!