IMLebanon

تجسيد الحروب الهمجية؟!

فيما يطبل العالم الغربي  ويزمر اعلاميا وسياسيا وديبلوماسيا لخبر اعدام نائب رئيس الحكومة وزير التعليم في كوريا الشمالية، فان التطبيل والتزمير اياه وصل الى خبر استخدام الجيش السوري اسلحة كيميائية في معاركه الاخيرة ضد خصوم نظام الاسد، من غير ان يصل رد الفعل  على الخبرين الى حد التصرف تجاههما بطريقة حضارية، يفهم منها ان الامور الدولية تحت المراقبة وقيد الملاحقة الحضارية على رغم عدم تأثر بيونغ يانغ بأي موقف عالمي يصدر بحق تصرفها  اللامنطقي عندما تنفذ حكم الاعدام بأحد وزرائها لسبب او لاخر والامر عينه ينطبق على التصرفات اللاواقعية لنظام بشار الاسد  منذ اكثر من سبع سنين؟!

صحيح ان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون لا يتأثر بما يقال عنه بالنسبة الى طريقة حكمه، وهو على استعداد دائم لان يتصرف بالطريقة التي تناسبه مثله مثل الرئيس السوري الذي لم يتورع يوما عن عمليات  القتل والابادة  بحق شعبه  الذي تحول الى مجموعة من النازحين المنتشرين في طول العالم العربي والاجنبي، من غير ان يرف له جفن، فضلا عن استخدام قواته اسلحة كيميائية محرمة دوليا، مع العلم ايضا ان بشار الاسد  ضالع في تصفيات مجرمة لا سابق لها في تاريخ العالم القديم والحديت، خصوصا ان لا مجال لان يرد على الاتهامات التي توجه اليه مثله مثل الرئيس الكوري الشمالي الذي لا يتوانى عن استخدام الصواريخ الباليستية دوريا  لافهام العالم وكوريا الجنوبية تحديدا  انه لن يتوانى عن دخول الحرب عندما تدعو الحاجة.

يقال صراحة في المحافل العربية والدولية ان نظام بشار الاسد لم يتوقف يوما عن استخدام الاسلحة الكيميائية قناعة منه انه افضل سلاح للقضاء نهائيا على خصومه، فيما لم يقل الاعلام مرة واحدة ان اسلحة الاسد الكيميائية قد استخدمت ضد تنظيم داعش والبقية الباقية من الفصائل الارهابية التي تزرع الموت والدمار في مختلف المناطق السورية، من غير  حاجة الى اعطاء مبررات لذلك، فيما لم يتوقف الشريك الروسي في الحرب السورية عن الدفاع عن الاسد، مثله مثل القوى الايرانية المسلحة التي لم تتوقف لحظة عن مساندة الاسد بمختلف الوسائل المتاحة لها (…)

اين يقع اللوم ازاء تصرفات الاسد والزعيم الكوري كيم جونغ اون الذي لم يتوان يوما عن المجازر وذبح كل من لا يرى رأيه، فيما يعرف العالم قاطبة ان الذين يتعرضون للقتل والابادة ليسوا قلة، لاسيما ان الاعلام العالمي مقصر في هذا المجال، بعكس ما هو متاح من معلومات تطاول سوريا في مختلف اوجه الخروج على سلامة العملية السياسية، حيث تجاوز عدد ضحايا الحرب المليونين وضعف هؤلاء من الجرحى، واضعاف اضعاف الفريقين هم من النازحين الذين يقدر عددهم في لبنان وحده بأكثر من مليوني سوري، ونصف عدد هؤلاء في كل من الاردن وتركيا وبعض الدول العربية والاجنبية؟!

السؤال المطروح: ماذا فعل العالم المتحضر في مواجهة الجرائم التي ترتكب في كوريا الشمالية وفي سوريا في وقت احد، فيما تنفذ جرائم حرب في كل من ليبيا والعراق واليمن، من دون ان تقابل باجراءات يفهم منها ان العالم المتمدن  ينظر بعين الخوف والحذر من تكرار المجازر المشار اليها، فيما يعرف الجميع ان المجالات المستمرة في طريقة الحكم في الدول الانفة تسمح بتكرار عمليات  القتل والابادة من دون رد فعل انساني واجتماعي يفهم منه ان الارتكابات المشار اليها دليل استمرار تحكم الهمجية بتصرف بعض الحكام؟!

اما الذين من رأي ما يرتكب من جرائم في سوريا  والعراق واليمن وليبيا، فانهم يعيدونها الى عدم الاعتماد على الحضارة الانسانية التي من الواجب ان تتحكم بتصرف العالم من غير حاجة الى من يرى مجرد خلافات سياسية في ما يحصل، باستثناء ما يرتكب من مجازر على ايدي التكفيريين في كل من الدول الانفة، حيث تطورت الجرائم باتجاه تصعيدي خطير يفهم منه ان الحيوانية تتحكم بالكثير من الانظمة السياسية في اكثر من مكان ودولة في العالم؟

لقد وضعت الامم المتحدة يدها على استخدام نظام بشار الاسد الاسلحة الكيميائية من دون اي وازع ضمير، قناعة من جيش النظام ان مواجهة الخصوم لا يمكن ان تلجم بطريقة عسكرية – حربية من هذا الجانب او ذاك، طالما ان الامور سائرة باتجاه تصعيدي يفهم منه ان الحرب الكيميائية غير محددة في مجال  واحد من دون سواه، لاسيما ان كل انسان قادر على استخدام ما يراه في مصلحته، بدليل التفجيرات الارهابية التي اوقعت وتوقع المزيد من ضحايا الهمجية؟!