هذا المثل ينطبق علينا بشكل طبيعي، إذ إنتظرنا 24 يوماً لنتخذ القرار بإعلان حالة طوارئ وإلى منع التجمعات وإلى… اتخاذ تدبير بقاء المواطنين في بيوتهم باستثناء الصيدليات والأفران ومحطات البنزين والبنوك وطبعاً الصحافيين.
المهم ان السيّد حسن نصرالله انتظر أن تأتي الموافقة من إيران، بعدما أعلن حاكم البنك المركزي الايراني عبد الناصر همتي طلب مساعدة مالية بقيمة 5 مليارات دولار أميركي من صندوق النقد الدولي… كذلك، طلب وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف من الصندوق ومقرّه الأساسي في أميركا، وتحديداً في واشنطن، مساعدة مالية بقيمة 5 مليارات دولار أميركي لأنهم بحاجة إليها للمساعدة على مواجهة وباء ڤيروس «الكورونا».
بعدما جاءت الموافقة سمح السيّد للدولة اللبنانية الاتصال بصندوق النقد الدولي لكن ضمن شرط أن لا نكون تحت وصاية الصندوق أي انه ينطبق علينا المثل «شحّاد ومشارط».
تلك هي الموافقة الأولى، أما الموافقة الثانية فبعد المحاضرة الطبية والعلمية الشيّقة عن «ڤيروس كورونا» التي أتحفنا بها السيّد حسن نصرالله كأنه خبير في الطب بالإضافة الى المعلومات عن المرض وعن طريقة المعالجة، وبتوصيف هذا الوباء بأنه حدث وعلينا مواجته، وبصفته خبيراً ملماً بالأمور العسكرية نصحنا باتخاذ الاحتياطات… جاءت الموافقة الثانية وهي السماح لرئيس الجمهورية أن يعقد جلسة لمجلس الوزراء وقبله مجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية وحضور وزيرة الدفاع ووزير الداخلية ووزير الصحة وقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي ومدير عام الأمن العام ومدير فرع المعلومات لاتخاذ قرار يرفع الى مجلس الوزراء حيث اجتمع مجلس الوزراء بعد انتهاء مجلس الدفاع واتخذ قراراً بإعلان حالة الطوارئ.
هذا الڤيروس كورونا جاء كما هو معلوم من طائرة وصلت من إيران ولم تستطع الحكومة أن تمنع هذه الطائرة من المجيء الى لبنان، وكذلك تدخل الحزب العظيم ومنع خضوع الركاب الذين جاؤوا على متن الطائرة الايرانية للفحص، والمصيبة الأكبر أنّ السلطات الحكومية لم تستطع أن تمنع الطائرات الآتية من إيران من القدوم الى لبنان إلا بعد فوات الأوان.
لماذا كان يجب أن نمنع الطائرة الايرانية من الهبوط في مطار بيروت؟ لسبب بسيط جداً لأننا لا نريد لڤيروس كورونا القاتل من دخول بلدنا، كذلك يجب أيضاً منع دخول أي مواطن من سوريا إلاّ بعد إجراء فحوصات طبية حرصاً على صحة المواطنين.
أمّا وقد حصل ما حصل فمَن سيدفع ثمن إقفال البلد أسبوعين؟ وهل حالتنا الاقتصادية تسمح بذلك وكأنّ أوضاعنا المالية جيدة؟ لذلك ماذا سيحصل لو أقفلنا البلد 15 يوماً؟ وماذا عن صحة المواطن؟ وماذا عن تعرّض المواطن اللبناني للموت من الڤيروس؟ ومن أين أتى هذا الڤيروس؟
دولة لا تستطيع أن تمنع طائرة موبوءة من الهبوط في مطار بيروت.
دولة لا تستطيع إقفال المعابر على الحدود لتحافظ على صحة وحياة مواطنيها.
دولة تقفل 15 يوماً بداية لأنّ الحزب العظيم لا يستطيع إلا ان يتصل مع إيران والمسؤولين فيها وعلى رأسهم ولاية الفقيه.
من ناحية ثانية، وكما علمنا أنّ هناك تأخير حصل بسبب خلافات بين الوزراء حول اتخاذ قرار التعبئة العامة بدل الطوارئ ومن دون أن تدري وزيرة الإعلام كشفت عن الخلاف حيث حاولت أن تبرّر ولكن تبريرها كان غير مقنع.
عوني الكعكي