طمأن وزير تلفزيون لبنان إخوته اللبنانيين إلى أن الحكومة اللبنانية «تعمل على خطة طوارئ في حال حصول حرب». وكانت لتطمئنهم أكثر لو قبضت نفسها بجد انها حكومة تنطق باسم اللبنانيين لا تقف مغلولة الأيدي تجاه قرار «الحزب» بتنشيط جبهة الجنوب التي أعاد افتتاحها بنجاح منقطع النظير. بدأ التحمية قبل أن يشتعل لبنان من أقصاه إلى أقصاه. ولنا في حرب تموز نموذج ولا أجمل.
خطة طوارئ قلت؟ أسمعت بالباصات الفرنسية المركونة في مكان ما منذ أيام 2022؟ أين خطة وزارة الأشغال لتسييرها أقله على خط الدورة / الكولا / المدينة الرياضية إن كانت لا تزال صالحة للسير؟
خطة طوارئ؟ أأنت جاد؟ ألم يلفتك وأنت متوجه من زغرتا إلى بيروت أن حائط الدعم بعد نفق شكا يحتاج إلى خطة. إنهار الحائط في خلال عهد وزير الأشغال يوسف فنيانوس، وتحديداً في شباط 2018 ولم تتوصل الحكومات المتعاقبة ولا وزارات الأشغال إلى وضع خطة لدعم حائط الدعم. فكيف ستواجه سقوط جسور وأبنية وحوائط…وضحايا.
خطة طوارئ لاستيعاب مهجري الجنوب؟ كيف؟ أننصب لهم خيماً بجوار خيم النازحين السوريين كشعبين في بلد واحد؟
من يعد الخطة الوزراء المقاطعون والوزراء المسالمون والوزراء المؤيدون للحرب مجتمعين؟
ومن يموّل هذه الخطة؟ وسيم منصوري أو اللواء خير أو الأخ هيكتور قاهر العدو؟
خطة الطوارئ الحكومية لمواجهة تداعيات حرب وليس من خطة لمنع حدوثها إذ لا يكفي اطمئنان رئيس الحكومة لجهود أصدقاء لبنان «لعدم تطوّر الوضع إلى الأسوأ».
ولا يكفي أن «يدوّر» وزير الخارجية عبدالله أبو حبيب موتوراته ويطلب وقف إطلاق نار لـ 48 ساعة لإقناع «أطراف» لبنانية بعدم التصعيد.
ما يُطمئن اللبنانيين بالفعل، عقد قمة بين المرشد الأعلى للجمهورية ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لاستشفاف أفق المرحلة. ميقاتي يستشف من المرشد، ونحن نستشف من دولة الرئيس. وإن تعذّر انعقاد القمة بين رئيس الحكومة ومرشد الجمهورية فيمكن الإستعاضة عنها باستضافة السراي للشيخ نعيم قاسم، في جلسة عصف فكري للاستفسار منه عن خطة الطوارئ التي يعدها «الحزب» بعد تهجير جميع مستوطني كريات شمونة وأهلنا في الجنوب وتحقيق «الإنتصار تلو الإنتصار». في مسألة الحرب من البديهي الّا تتدخل الحكومة اللبنانية في ما لا يعنيها. ما يعنيها بالضبط تأمين استمرارية القطاع الصحي وغسل الكلى واستقرار سعر ربطة الخبز وتشغيل معمل الذوق الحراري وعدم إنقطاع بث تلفزيون لبنان. هذا أقصى طموح الحكومة وقدرتها. و»لا يكلّفُ الله نفساً إلّا وُسعَها»…