Site icon IMLebanon

«العقدة المستجدة» ومروحة تداعياتها

 

نقل السفير الفرنسي برونو فوشيه الى الرئيس العماد ميشال عون ما أُعتبر دعماً للبنان في هذه المرحلة الدقيقة إذ تتفاقم الأزمات وتتضاعف العقد أمام تأليف الحكومة وتلوح في الأفق تداعيات العقوبات الأميركية على حزب اللّه. ومع أن وزير الخارجية الأميركي بومبيو قال إن تطبيق العقوبات لن يكون عشوائياً، إلا أن مخاوف كبيرة راودت المسؤولين من أن تطاول العقوبات شخصيات ومصارف، علماً أن المصارف اللبنانية تتعامل مع هذه الأزمة بالإلتزام المطلق بالقانون وطبعاً بتنفيذ العقوبات. وهذه حال يتفهمها حزب اللّه، اليوم، كما تفهمها في السابق… وقيادته تدرك أنه ليس في يد القطاع المصرفي حيلة، فهو يمشي بين النقط بحذر كبير، تداركاً لأي «دعسة ناقصة» من شأنها أن تترك تداعيات يتعذر تجاوزها بسهولة.

 

والسؤال: ما هي قدرة فرنسا على المساعدة إن في مجال العقوبات أو في مجال تشكيل الحكومة؟

 

والجواب كما إرتسم لدى مسؤول بارز هو أنه ليس مطلوباً من فرنسا العجائب. فباريس والمجموعة الأوروبية بدتا عاجزتين أمام إصرار الرئيس الأميركي ترامب على قراره الحاسم إزاء إيران و«امتداداتها» كما قال وزير خارجيته… علماً  أنّ التلويحات الأوروبية بعدم التزام الشركات بالعقوبات إنهارت بسرعة، بدليل ان الشركات التي لم تستجب للعقوبات محدودة العدد.

 

وفي العقدة الحكومية لا يبدو أن لفرنسا دوراً ملحوظاً على الإطلاق. فباريس تكاد ألا تكون «موجودة» على الساحة اللبنانية، من زمن بعيد… ثم هي ليست ذات تأثير فعلي على محور «الأزمة السنيّة» كونها لا تملك أن تمون على حزب اللّه ولا على حلفائه نواب السنّة المعارضين، وإن كانت علاقاتها بإيران تصنّف بين «الأفضل» قياساً الى الدول الأوروبية والغربية عموماً.

 

1 Banner El Shark 728×90

 

ولقد يكون أبرز ما خلفته «العقدة السنيّة»، حتى الآن، هو إهتزاز العلاقة بين الرئيس عون وحزب اللّه، بعدما اعتبر رئيس الجمهورية أن الحزب أحرجه كثيراً بالـ«نوم» على العقدة السنية طوال خمسة أشهر، ثم إيقاظها وإطلاقها في ما أسميناه «اللحظة الحرجة» أي عشية إنطلاق السنة الثالثة من عمر العهد.

 

ويختلف المراقبون في تقويم المدى الذي ستصل اليه الأزمة بين بعبدا وحارة حريك وما إذا  كانت ستوجه شرخاً يمكن رأبه بينهما أو إنه سيتسّع ليطاول ورقة تفاهم «مار مخايل» فيهددها؟!.

 

وفيما يصف البعض ما يجري حالياً على خلفية العقدة السنيّة (التي يخشى البعض أن يكون النواب المعنيون بها مجرّد بيادق في لعبة شطرنج كبرى) بأنه تصفية حسابات أميركية – إيرانية وبالتالي لا يجوز الإستهانة في التعامل معه، يرى البعض الآخر أن الأسبوع الطالع لابدّ أن يشهد تطوراً ما على صعيد العقدة السنية ربما من خلال محادثات معمقة بين بعبدا وحارة حريك (بالمباشر أو بالوساطة) لأنه ليس في مصلحة أي منهما أن تتفاقم هذه العقدة أبعد، وهذا بقدر ما يُسيء الى عهد الرئيس عون، فإنه يسيء أيضاً الى حزب الله الذي يفقده «غطاء» كان ولا يزال كبيراً جداً وفاعلاً جداً… وأما الإساءة الى لبنان باستقراره واقتصاده ووضعه المالي فهو (من أسف كبير) تحصيل حاصل.