IMLebanon

متى يعيّد اللبنانيّون قيامة لبنان “الموعودة” ويُدحرجون الحجر عن باب قصر بعبدا؟

عيّد اللبنانيون عيد قيامة المسيح، فمتى يعيّدون قيامة لبنان التي وعدهم بها العماد ميشال عون بعد انتهاء شهر الصوم، ويتولون هم بأنفسهم دحرجة الحجر عن باب قصر بعبدا المقفل ولا يظلون ينتظرون سواهم ليفعل ذلك، لا أن يظل هذا الباب مقفلاً وأجراس الكنائس تقرع حزناً وليس فرحاً بفتحه على انتخاب رئيس جديد؟

إن استمرار الحوارات السنيّة – الشيعيّة والمسيحيّة – المسيحيّة لم يعد يثير اهتمام الناس ما دام انها لم تتوصل بعد مرور اشهر عدة الى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، أو أقله الاتفاق على حضور جلسة الانتخاب تأمينا لنصابها كي تنتخب الاكثرية النيابية المرشح الذي تريد بالاقتراع السري وتطبيقاً للدستور وللنظام الديموقراطي، انما اتفقت على ابقاء الملفات الشائكة المثيرة للخلاف جانباً حرصاً على استمرار الأمن والاستقرار في البلاد لأن لهما الأولوية على أي أمر آخر، خصوصاً وسط العواصف التي تهب على دول المنطقة لكي يبقى لبنان بعيداً عنها وهي بعيدة عنه. ولبلوغ ذلك يستمرّ الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” باستبعاد البحث في موضوع سلاح “حزب الله” وتدخله في الحرب السورية وسير المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في انتظار حلّ اقليمي لهذا السلاح وصدور حكم المحكمة، وكذلك استمرار الحوار بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” مع إبقاء موضوع رئاسة الجمهورية جانبا والاتفاق أولا على رسم صورة الجمهورية الجديدة للبنان التي يكون للمسيحيين فيها دورهم الفاعل بحيث لا يعودون يشعرون في اي وقت بالخوف والغبن والاحباط، وهو ما شعروا به زمن الوصاية السورية، وان يستعيد المسيحيون مع قيام هذه الجمهورية حقوقهم كاملة وغير منقوصة في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية وفي تحديد علاقة لبنان بالدول الشقيقة والصديقة.

فهل يتوصّل المتحاورون الى اتفاق على صفات رئيس الجمهورية ومواصفاته ليكون أهلاً لهذه الجمهورية الجديدة، أم ان هذا الاتفاق يصعب التوصل اليه ما دام لكل من عون وجعجع خطان سياسيان لا يلتقيان: خط مع المحور الإيراني وخط ضده، ولا بد من انتظار ما سوف يحصل بعد توقيع الاتفاق النووي، وهل سيسير بالمنطقة نحو التفاهمات والتسويات الشاملة فيجعلها تنعم بالأمن الثابت والسلام الدائم وتنتفي أسباب الصراعات بين المحاور، ام ان هذا الاتفاق يبقي على التأزم فيها وعلى استمرار صراعات المحاور. وينبغي على الحوار المسيحي – المسيحي في كل الحالات جعل الجميع يتفقون على تحييد لبنان عن هذه الصراعات وذلك بالعودة الى “اعلان بعبدا” الذي يحظى بتأييد عربي ودولي ولا يحتاج اعتماده لغير اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتطبيقه مثل اضافة بند الى بنود مقدمة الدستور يكرس حياد لبنان الا عن القضية الفلسطينية والعداء مع اسرائيل الى ان يتم حل هذه القضية ويتحقق السلام الشامل في المنطقة. وعندها يتم اختيار رئيس للجمهورية على اساس التزام تنفيذ “اعلان بعبدا”، كما تم اختيار رئيس للجمهورية عام 1943 على أساس المحافظة على الاستقلال الذي ناله لبنان، وكما تم انتخاب رئيس للجمهورية يلتزم تنفيذ “اتفاق الطائف”.

والسؤال المطروح هو: هل ينتظر الحوار بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” توقيع الاتفاق النووي في آخر حزيران المقبل كي يبنى على الشيء مقتضاه، لا سيما بالنسبة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، أم ان دقة المرحلة وخطورتها في لبنان والمنطقة لا تسمح بمزيد من الانتظار لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل ينتظر الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” التوقيع ايضا على هذا الاتفاق عله يحل مشكلة الخلاف على سلاح “حزب الله” وعلى كل سلاح خارج الدولة وتنتفي اسباب حمله واستمرار مقاتلي الحزب في سوريا وفي غير سوريا لتتم عندئذ عودة كل الاحزاب على اختلاف اتجاهاتها ومشاربها ومذاهبها الى لبنانيتها تحت شعار “لبنان اولا واخيرا”، لبنان الدولة الواحدة الموحدة والجيش الواحد والسلاح الواحد وهو سلاح الدولة فقط؟

يرى وزير سابق ان يصير اتفاق في الحوار المسيحي – المسيحي على انتخاب رئيس للجمهورية قبل ان يتم التوقيع النهائي على الاتفاق النووي كي يكون هذا الانتخاب من صنع اللبنانيّين، وان يصير اتفاق في الحوار السني – الشيعي على هذا الانتخاب ايضا كي لا يقال ان التوصل الى اتفاق على النووي الإيراني هو الذي جعل “حزب الله” يسهل الاتفاق على انتخاب رئيس للبنان، بل ليؤكد الحزب ان قراره مستقل ولا علاقة لإيران به… فهل هم فاعلون، ام سيظلون ينتظرون حتى نهاية حزيران المقبل موعد توقيع الاتفاق النووي بصيغته النهائية لانتخاب الرئيس؟ فعسى بعد طول انتظار الا يدخل الشيطان في تفاصيل الصيغة فتعود إيران “محور شر” واميركا “شيطاناً أكبر” فينفجر البركان لا سمح الله.