يكفيك عاراً وَذُلاً، انه في عهدك يا فخامة الرئيس السابق اميل لحود، اغتيل شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري، في أبشع جريمة إرهابية حصلت في تاريخ لبنان، إذ فُجّر موكبه بسيارة في داخلها 1500 كيلو من المتفجرات، بينها مادة شديدة الإنفجار اسمها «T.N.T».
تقول إنّ لا علاقة لك بالجريمة، ولكن طالما حدثت الجريمة في عهدك، فأنت المسؤول الأوّل، كما أوقفت لجنة التحقيق الدولية أكبر أربعة ضباط مرتبطين إرتباطاً كبيراً بك وبقوا في السجن 4 سنوات، ثمّ أُعيد إطلاق سراحهم، لكنهم لم يحصلوا على البراءة، ولا على الإدانة، بانتظار أن تطلبهم المحكمة. على كل حال، قال الرئيس لحود يومذاك «بدنا نشوف مين عمل هالرذالة».
وفي هذا السياق، لا بد من تصحيح ما قاله الرئيس، لأنّ في قوله جملة مغالطات لا بد من تبيانها. نبدأ:
أولاً: أنت تقول إنّ نائب الرئيس السوري الاستاذ عبد الحليم خدام هو الذي أتى بالرئيس رفيق الحريري رئيساً للحكومة. وهذا غير صحيح لأنه لا يوجد في سوريا رجل ثانٍ أو ثالث. الرجل الوحيد الذي كان يعيّـن ويقيل، هو الرئيس حافظ الاسد ومن بعد ذلك بألف درجة يأتي الرجل الثاني.
ثانياً: أنت تتهم السوريين بأنهم أتوا بالرئيس الحريري رئيساً للحكومة، ونسألك: أنت، مَن أتى بك رئيساً للجمهورية؟ ومَن مدّد لك 3 سنوات؟
ثالثاً: كان الجيش منقسماً الى قسمين: قسم في الشرقية وقسم في الغربية، وعندما جاء الرئيس المغفور له إلياس الهراوي عُيّنت قائداً للجيش بهدف توحيده. وهنا أتذكر يوم عُرضَتْ على الرئيس الأسد ملفات الضباط المرشحين لقيادة الجيش وعندما وصل ملفك تبيّـن انك لم تقرأ كتاباً واحداً في حياتك، فقال هذا أحسن الضبّاط ليكون قائداً للجيش.
إذاً لولا حافظ الأسد لما كنت أنت قائد جيش، وكذلك بالنسبة للرئاسة أيضاً، إذ لولا حافظ الأسد لم تكن رئيساً للجمهورية.
الغريب العجيب انه عندما كنت حضرتك قائداً للجيش، اتخذ قرار بإزالة حالة التمرّد في قصر بعبدا، وأنت استعنت بالجيش السوري، لكي تنفذ المهمة، وهكذا هرب ميشال عون الى السفارة الفرنسية في الحازمية وأُزيلت حالة التمرّد ودخل الجيش السوري قصر بعبدا ووزارة الدفاع.
رابعاً: تقول إنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الذي استغنى عن الوزير جورج افرام. في الحقيقة ان الذي أقال جورج افرام، وعيّـن بدلاً منه الوزير إيلي حبيقة هم حلفاؤك، وأنت تعلم حق المعرفة أنّ هذه الوزارة محسوبة ومكتوبة باسم أعداء الشهيد رفيق الحريري. طبعاً لا أعني كلّ الوزراء الذين مرّوا على الوزارة لكنّ البعض منهم.
خامساً: تقول إنك استرجعت قطاع الخليوي، نقول لك: إنك خَسّرْت الدولة اللبنانية مبلغاً كبيراً وأسأت الى سمعة لبنان العالمية، وكأنّ لبنان بات دولة لا تحترم إتفاقياتها، والأهم ان هذا القطاع في عهدك تسلمته شركتان: الإدارة في كل منهما غير لبنانية.
سادساً: تقول إنّ الرئيس الحريري عرض عليك 500 ألف دولار شهرياً… والحقيقة ان كلامك صحيح، ولكن هذا المبلغ الشهري ليس لك بل للجيش، كي يدفع كفرق لرواتب الضبّاط بسبب انهيار العملة كما حصل في هذه الأيام… ويمكن لو كان المبلغ لك شخصياً ما كنت رفضته.
سابعاً: اما بالنسبة الى اتهامك الشهيد الرئيس الحريري بأنه كان ينوي تلزيم قطاعي الكهرباء والمياه لشركتين فرنسيتين، بسبب علاقته بالرئيس جاك شيراك، فنقول لك: يا ليت هذا الأمر حصل فعلاً، لأنّ قطاع الكهرباء كلّف الدولة الى يومنا هذا 50 مليار دولار، بفضل حلفائك الجدد في «التيار العوني»، وكنا لو وفّرنا هذا المبلغ لكانت خزينة الدولة في أحسن أحوالها.
ثامناً: تتهم ابن الرئيس رفيق الحريري، الرئيس سعد الحريري، بأنه غير ناجح، والدليل على ذلك إفلاس شركته في السعودية. نقول لك لكي يعلم العالم كله، إنّ ما حصل مع الرئيس الحريري في السعودية، يحصل مع كثير من الشركات في العالم، وهنا لا بد من أن أقول لك ما قاله لي الشهيد رفيق الحريري في قصره في قريطم عام 1988، وكنت أتمشّى معه قال لي: تعرف يا عوني ان البنية التحتية، وإعادة إعمار البلد كلفتنا 5 مليارات دولار، بينما ابني سعد استطاع أن يحصل على مشاريع بقيمة 15 مليار ريال.
نتمنى أن تتوقف عن الكلام، لأنّ عهدك كان أسوأ العهود، إذ يكفي أنك بدأت بإزالة حالة التمرّد أي بمحاولة اغتيال ميشال عون وانتهيت بأن أرسلت ابنك اميل اميل لحود، ومعه العميل القابع في السجن ميشال سماحة، ومعهم أحد ضباط «الفطاحل» وإذا نسينا أحداً فسامحونا.
وأخيراً… رأفة بك أنت أولاً، ورأفة باللبنانيين، أتمنى عليك أيضاً، أن تصمت، فلربما أنقذ الصمت قليلاً من السمعة المتبقية التي لا يزال بعض الناس لم يتوصلوا الى معرفتها ومخدوعين بها حتى الآن.