IMLebanon

الإمارات ترفع رأس العرب وتونس مدرسة في الشفافية  

أقلعت السنة الجديدة، بدأ العمل، لكن لا بد من مراجعةٍ سريعة لما حملته السنة الراحلة وكيف سلَّمت الأمانة لهذه السنة؟

في كلِّ بلدٍ جرى تسليم الأمانة بطريقةٍ مغايرة لِما حصل في بلدٍ آخر، لكن أروع المحطات كان في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يزداد الرونق سنة بعد سنة ليتحوَّل رأس السنة ليس فقط إلى مناسبةٍ زمنية بل إلى مَعْلَمٍ سياحي قلَّ نظيره في العالم، بِما يثبت مرةً جديدة أنَّ الإمارات بفضل حكامها تحوَّلت إلى دولة عظمى ليس بمعنى السلطة العالمية، بل بمعنى الدولة العظمى حضارياً وسياحياً حيث لا سياحة في العالم من دون المرور بالإمارات، فهذا البلد عرف كيف يصبح قبلة أنظار العالم وعرف كيف يحتضن على أرضه أكثر من مئة وخمسين جنسية يشعر كل واحد منهم بأنَّه في وطنه.

في الإمارات إلتحمت أضواء الأرض بأضواء السماء لترسم لوحةً لن تشهد مثيلاً لها في أيِّ عاصمة عالمية:

خمسة أطنان من الألعاب النارية أضاءت سماء دبي بشكلٍ لم يسبق له مثيل، كما تمَّ بثُّ الإحتفالات مباشرةً عبر موقع يوتيوب كي تصل إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين عبر الإنترنت وليس على شاشات التلفزة فقط.تحوَّل برج خليفة الذي يرتفع 828 متراً إلى أكبر شاشة مضيئة، في حضور لجنة من موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لتسجيل هذا الحدث كأكبر شاشة في العالم.

وبلغة الأرقام أيضاً فقد حضر الإحتفال بالعام الجديد أكثر من 1.5 مليون سائح قصدوا دبي لمشاهدة عرض الألعاب النارية. كما ازدان البرج بصور نجاح دولة الإمارات، وصور من نجاح دبي، وتحول برج خليفة إلى لوحةٍ من ألوان دول مجلس التعاون الخليجي.

احتاطت السلطات للإزدحام فعمدت إلى توفير مواقف إضافية وصلت الى 11 ألف موقف لتسهيل حركة المرور، كما أنَّ المترو عمل على مدار أربع وعشرين ساعة.

وفي المحصِّلة، إنَّها دولة الإمارات العربية المتحدة رافعةً رأس العرب بإنجازاتها ومُصحِّحةً الصورة بأنَّ العرب قادرون على التحدي، وعلى أن يكونوا في مصاف الدول العظمى.

عظَمةُ الإمارات في أبو ظبي ودبي أن المواطن والمقيم والسائح لا يتقاسمون لقمة الخبز مع جرذ أو ما شابه، بل يتقاسمون الفرحة والسعادة ونعمة وجود دولة حقيقية لديهم.

شكراً الإمارات، قيادةً وشعباً.

وكما الإمارات تُعلِّمنا دروساً في التقدُّم، هكذا تونس تعلِّمنا دروساً في الشفافية. والدرس الأحدث جاء من الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي الذي تنازل عن كلِّ ما يملك من هدايا ثمينة أهديت إليه وإلى عائلته من رؤساء وملوك الدول العربية والغربية، ووجه المرزوقي كتاباً إلى كاتب الدولة وزير الإقتصاد والمالية المكلف أملاك الدولة والشؤون العقارية، بشأن تنازله عن ملكية أموال منقولة لمصلحة الدولة التونسية، وهو قام بهذه الخطوة من تنازل عن الهدايا الثمينة التي تلقاها من رؤساء وملوك الدول الشقيقة والصديقة أثناء الزيارات التي أداها إلى بلدانهم أو أثناء إستقباله وفوداً منها، كاعترافٍ بفضل هذا الشعب العظيم الذي منحني شرف تولي رئاسة الجمهورية خلال الفترة الإنتقالية التي شهدت خصوصاً إرساء دستور تونس الجديد. وختم كتاب التنازل بعبارة عاشت تونس، عاشت الجمهورية.

عندنا في لبنان، لم نتذكَّر يوماً أنَّنا قرأنا شيئاً مشابهاً، بل على العكس من ذلك، ولأنَّ ذاكرة اللبناني تُسعفه، فإنه يتذكَّر ماذا حدث في العقد الأخير وصولاً إلى الأمس القريب حيث أن المناصب أغدقت على نفسها والمقربين منها نعماً وفيرةً وكثيرةً جداً، جعلت القاصي والداني يردد مثلاً لبنانياً الأكثر شعبيةً شو هل البلد بيروح الشبعان وبيجي الجوعان. ولمزيد من التوثيق، وتعميماً للفائدة، نعرض وثيقة التنازل الشفافة دون تعليق.