IMLebanon

الإمارات تستعيد «أمانة صندوق» الفتوى من السنيورة

مرة بعد أخرى، يبرهن المفتي عبد اللطيف دريان أنه متحدث وفاعل باسم تيار المستقبل. بعد خطبة عيد الفطر التي وصف فيها العونيين بالظالمين وليس المظلومين، يساهم في طبخ التعيينات الأولى في عهده في دار الفتوى بحسب الوصفة الزرقاء

لم يكن تفصيلاً تلبية السفير الإماراتي في لبنان حمد سعيد الشامسي دعوة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى السابق ماهر صقال الى حفل إفطار، وجلوسه جنباً إلى جنب مع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري ومفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني. خطوة الشامسي الذي يمثل رئيس دولته، تندرج ضمن ملامح السياسة الإماراتية الجديدة التي لم يكن آخرها المسارعة إلى الترحيب بالإتفاق النووي ــ الإيراني. على الصعيد المحلي الضيق، لم تكن المشاركة في الإفطار عابرة، بل جزءاً من انفتاح الشامسي على فريق قباني. للإمارات حظوة كبيرة في عائشة بكار. منذ عهد قباني، هي الجيب الذي تنفق منه دار الفتوى على مخصصات المفتين والخطباء والمشايخ وتأميناتهم. ولأن قباني وتيار المستقبل كانا «أهلية بمحلية» من جهة، ولأن الرئيس فؤاد السنيورة «صديق الإمارات» و»عراب المستقبل» في عائشة بكار من جهة أخرى، كانت التحويلات الأميرية تصل إلى السنيورة الذي يصرفها بدوره للدار. تلك الآلية بقيت متبعة في عهد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، مرشح السنيورة، إلى أن قررت الإمارات أخيراً تعديل آلية الصرف.

مصادر من داخل دار الفتوى نقلت لـ»الأخبار» توجّهاً إماراتياً يقضي بأن تصرف وزارة الأوقاف الإماراتية الهبات المخصصة للدار مباشرة إليها من دون الاستعانة بوسيط، بل بإشراف السفارة. خلال زيارته الأخيرة للإمارات، سمع دريان بالتوجه المستجد. لم يعرف رأيه في هذا الشأن، موافقاً أو رافضاً. لكنه، بحسب مطلعين، عندما سأله مسؤولون في وزارة الأوقاف الإماراتية عن 19 اسماً مضافاً إلى لائحة المستفيدين من المخصصات الإماراتية، لم تكن مدرجة في عهد قباني، كان جوابه: «راجعوا السنيورة».

ومعلوم أن السنيورة يستفيد من كونه «أمين الصندوق» الإماراتي في تعزيز نفوذه في الفتوى. التدبير تزامن مع التعيينات المرتقبة في الدار التي تطال المدير العام للأوقاف ومدير ومجلس أمناء صندوق الزكاة ومدير عام مؤسسات محمد خالد الاجتماعية ومدير مستوصف دار الفتوى ومدير الأزهر ومدير العلاقات العامة والمراسم (لا يزال شاغراً منذ استقالة الشيخ شادي المصري مع انتهاء عهد قباني) ومدير ومجلس عمدة إذاعة القرآن الكريم.

سأل الإماراتيون

عن 19 اسماً أضيفت إلى لائحة المستفيدين فأجاب المفتي:

راجعوا السنيورة!

وكما وضع السنيورة لمساته على انتخاب المفتي والمجالس الشرعية والإدارية، يضع نصب عينيه تلك المناصب، خصوصاً أنها عملية التبديل الأولى التي تجرى في عهد دريان. وعليه، فإنها الفرصة المتبقية لإزالة أي أثر لعهد قباني، ومنه المدير العام الحالي للأوقاف الشيخ هشام خليفة. أبرز الأسماء التي يطرحها السنيورة لخلافة خليفة، المهندس عاصم سنو الذي شغل المنصب ذاته قبل سنوات ووضع آلية العمل بين الأوقاف وشركة سوليدير لاستثمار العقارات التابعة للأوقاف الواقعة ضمن نطاق وسط بيروت. إلى خليفة، يبرز صقال نفسه الذي لا يزال يشغل رئاسة مجلس عمدة الإذاعة. إعفاء الأخير حتمي، إذ يعوّل فريق قباني عليه لإعادة شحذ هممهم في مواجهة فريق دريان. الإعفاء أيضاً سيطال، بحسب مصادر الدار، الشيخ أحمد دندن من إدارة مؤسسات محمد خالد. أبرز المرشحين الشيخ بلال الملا بدلاً منه، منسق تيار المستقبل في منطقة الجناح.

دريان لا يستقبل حمود

رفض مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان استقبال وفد من «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» بعد اطلاعه على أسماء أعضائه الذين كانوا بصدد زيارته قبل ظهر أمس، لتسليمه دعوة لحضور فعاليات المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد في 28 تموز الجاري تحت عنوان «متحدون من أجل فلسطين». فقد سجل دريان مأخذه على التواصل مع رئيس الاتحاد الشيخ ماهر حمود بسبب انتقاد الأخير له في أكثر من مناسبة، وعلى استقبال عضو الوفد الشيخ أحمد نصار بسبب خلاف الأخير مع النائبة بهية الحريري ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان. مآخذ دريان أدت إلى اقتصار الوفد على عضو هيئة الرئاسة في المؤتمر الشيخ حسن المصري، علماً بأن شيخ العقل نعيم حسن استقبل الوفد كاملاً.