IMLebanon

باسيل والحريري: لقاء الخيمة

 

يذهب العاشق الفرنسي ويأتي المشتاق، يطير الوزير، يغط الرئيس، يغادر الرئيس، يوفد المستشار، يصل المستشار، يسافر المستشار. آبَ إلينا الرئيس، رحل الرئيس. أطل مستشار المستشار، إنتقل من دار إلى دار يزور، “يشور”، “يحور” “يدور” يرش البخور، يروح سفير، يجيء خبير، ظهره يدير. يتدخل الوزير. يتابع السفير.

 

مضت أربعة أشهر على هذا المنوال، منذ مجيء وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى بيروت في تموز بنية الضغط على الحكومة للسير بالإصلاحات، فعلق بين يدي البروفسور دياب وقيل يومها أن حسّانا نهره: ” إنت مش عارف حالك مع مين عم تحكي. أنظر إلي جيداً. أنا لست سعد الحريري لأنفّذ تعليماتك. لم يكتف دياب بما قاله، بل صرّح بأن الوزير الفرنسي “لديه نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية في لبنان” وبدلاً من الـ” Merci عم نعذبك أخ جان إيف معنا”، كان رئيس الحكومة اللبناني، والحق يقال، جِفساً إذ اعتبر ان الزيارة ” لم تحمل جديداً”، وعندما سمع لودريان ما قاله دياب ذو الشعر الأسود سأل نفسه الحزينة “أنا شو جايي أعمل هون؟”.

 

بعد انفجار المرفأ جاءنا ماكرون متضامناً. ثم عاد في مئوية لبنان الكبير طارحاً مبادرة حلّ. حدّد مهلة لتشكيل حكومة مهمة. أظهر له قادة لبنان الوجه الإيجابي. وضع ماكرون رصيده بالدق. طار الرصيد أو كاد. أغرقوه بالتفاصيل المملة، ووضعوا السفير أديب في موقع حرج. إنغمس الرئيس الفرنسي بإجراء اتصالات لتدوير الزوايا. كان مستقتلاً على إنجاح مبادرته ولو اضطره الأمر أن يهاتف جورة بدران لفعل. داخت سنتراليست الإليزيه. إيزو طلبيلي أبو مصطفى. إيزو وعي الرئيس؟ إيزو طلبيلي المير طلال؟ بيرجع يحكيك بريزيدان تقول بعد دقائق. برنار إئتنِ باتفاق الدوحة. إيمانويل أتحدثت إلى أبي تيمور؟ سعد على الخط. آه ثم آه منك يا سعد.”سعد حبيبي وين صرنا بهالطبخة الش…..؟

 

ورّط الرئيس الفرنسي نفسه في المستنقع اللبناني، متكلاً على خلية نشطة بقيادة المايسترو إيمانويل بون الذي يعرف البيضة مين باضها بمحمرش والقن من عمّره في العلالي. إشتغل الرجل ليلاً ونهاراً من دون نتيجة، فطلب بالأملية من باتريك دوريل أن يسافر إلى بيروت ليساهم في حلحلة العقد. شمّر باتريك عن ساعديه وبرم على القوى الفاعلة وقد تمكن بجهد جهيد من تأمين إتصال بين الرئيس سعد الحريري وحامل صليب لبنان جبران باسيل. إتصال كسر جليد. أما اللقاء بين الرجلين فيحتاج إلى ضم جهود فرنسا إلى جهود إيران إلى جهود مجلس التعاون الخليجي إلى جهود روسيا وتركيا لترتيب مكان وسط بين بيت الوسط والبياضة. وأقترح نصب خيمة على جسر جل الديب!