IMLebanon

ماكرون أسقط ديغول والرئيس القوي وأبو الكل أسقط فؤاد شهاب!

 

 

لماذا ذهبت السفيرة الفرنسية «آن غريو» لزيارة جبران باسيل ومجموعته؟ هل لتقدم اعتذاراً؟ وهل للتراجع عن كل السياسة الفرنسية التي كانت ترفع شعار السيادة والإستقلال؟ لماذا هذه الزيارة؟ الرجل الذي سلّم حقوق المسيحيين أمانة الى رئيس الحزب الإيراني؟

 

ربما لأنه بالخطأ اتصل الرئيس ماكرون (هو رئيس قوي ايضاً على طريقة ما لدينا)، اتصل بمرشد الثورة الإيرانية يُبرم معه اتفاقاً: ايديكم طليقة وحرة في لبنان، ولكن بالمقابل تفتحون السوق الفرنسي لسيارات «الرينو» والطائرات الفرنسية المدنية والمسلحة و… و…

 

صفقة إيرانية فرنسية تعطي الضوء الأخضر لحزب الله ليحكم لبنان وتفتح ايران أسواقها للإقتصاد الفرنسي؟ والشعب اللبناني الذي استمر «الماكرون» يدغدغه بدعم استقلاله وسياته، في خبر كان، اتفاق لصالح الطرفين الفرنسي والإيراني! وفرنسا شارل ديغول انتهى زمانها، وصار الزمان، زمان السياسيين الذين يحملون على أكتافهم عشرات الأحكام بالسجن بفعل الرشوات والسرقات والفساد! هل السياسيون اللبنانيون تعلموا منهم؟ ام انهم هم الذين علموا السياسيين اللبنانيين؟

 

اذاً، اتفقت فرنسا وايران على ضم لبنان الى النفوذ الإيراني بدعم وموافقة فرنسية، بعد مسرحية فرنسية قادها ماكرون طوال ثلاثة عشر شهراً «تمثل» الدفاع عن سيادة وحرية لبنان واللبنانيين.

 

ولعل فك الإرتباط الفرنسي الأميركي، كان سببه أن فرنسا ذهبت بعيداً عن تاريخها وثقافتها ومفاهيمها، وذهبت الى السوق، سوق البيع والشراء!

 

حلف أميركي إنكليزي استرالي يعزل فرنسا ويطردها من منصة الأمم الكبيرة، وأضف الى ذلك ان انحراف ماكرون الى السوق وتخليه عن قيمه، جعل استراليا تلغي صفقة الأسلحة مع فرنسا التي كانت بالمليارات!

 

هذه، بتلك يا ماكرون؟

 

والسوق الإيراني حرمك من السوق الأسترالي وفضحك انك رجل أسواق وليس رجل مبادئ.

 

لبنان سيعاني كثيراً في حرياته واستقلاله وسيادته في السنوات القادمة، من جراء تخلي فرنسا عنه، خاصة وأن دول الخليج والدول العربية محاصِرة له، وفرنسا ايضاً سقطت حين اسقطت كل قيمها وتاريخها ومبادئها! وهي ستفقد السوق!

 

ماكرون في القطار الروسي، حمل قصة غرامه ووضع ذكاءه في خدمة الوصول الى الرئاسة، رافعاً شعارات ديغولية! ثم شيئاً فشيئاً اسقط ديغول وكاد يذهب الى الداعشية!

 

واختار ماكرون يوم صفقته في بيع استقلال وسيادة لبنان الى ايران، اختار هذه الأيام ليعترف وليحيي «الهاركي» أي الجزائريون الذين تخلوا عن الثورة الجزائرية وانضموا خلال حرب استقلال الجزائر الى الجيش الفرنسي في المذابح التي ارتكبها بحق الجزائريين المطالِبين بالإستقلال!

 

ماذا يجري في السياسة الفرنسية؟ نفس ما جرى ويجري في السياسة اللبنانية.

 

الإسلام السياسي رفع شعار «لبنان اولاً» بعد أن كان فلسطيني وسوري، والمسيحيون ايدوا الرجل القوي وأبو الجميع وعمّدوا اتفاق مار مخايل، فتبادل المسلمون مع المسيحيين الأدوار! وكانت حصة هذه «السلطة» من نصيب الشيعة الذين كانوا في الصفوف الخلفية فصاروا اليوم في الصفوف الأولى آمرين ناهين.

 

تخلوا عن موسى الصدر وكل أئمة الفكر الناهض، للسقوط في المستنقع الذي تخبط فيه السُّنة والموارنة فيما مضى!

 

لا شك ان ريمون اده وفؤاد شهاب وبشير الجميل وصائب سلام وحميد فرنجية ورياض الصلح وغيرهم من الرجال العظام سيعودون وسيكونوا هم أبطال الثورة، تلك الثورة التي ماتت قبل ولادتها.

 

ولكنها أوضاع تُهيئ وتُبشِّر بثورة جديدة مختلفة عن ثورة 17 تشرين، تعيد لبنان الى أمجاده، وتزيد على امجاده امجاداً.

 

كما فرنسا غاب عنها ديغول فسقطت في الجحيم، فغياب ريمون اده وفؤاد شهاب وبشير الجميل لن يطول، واذا اسقط ماكرون ديغول، كما اسقط الرئيس «القوي» وابو الجميع مجد لبنان بريمون اده وفؤاد شهاب وبشير الجميل، الا ان هذه الحالة الشاذة لن تدوم لا في لبنان ولا في فرنسا، فهذا ليس من طبيعة اللبنانيين ولا من طبيعة الفرنسيين.

 

سنعود الى اصلنا نحن والفرنسيون.

 

ديغول سيعود وريمون اده سيعود ولبنان سيعود.

 

فهذا الذي في لبنان ليس لبنان.

 

وهذا الذي في فرنسا ليس فرنسا.