تبدي مرجعيات سياسية عديدة مخاوفها من الأيام المقبلة على لبنان في ظل ما حصل في العراق من إرسال طائرات مسيرة حاولت استهداف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ، وخصوصاً أن الساحة اللبنانية تشهد خضات سياسية وأمنية وقضائية بالغة الخطورة ، في وقت أن الأزمة الخليجية متجهة إلى صعوبات تفوق على ما هي عليه بكثير على الرغم من زيارة وفد الجامعة العربية إلى بيروت لأن المسألة بحاجة إلى خطوات كبيرة يجب على الحكومة اللبنانية أن تقدم عليها لكن الأجواء لا تشي بأي خطوة في هذا الإطار ولا سيما إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي بحيث أن حزب الله من الداعمين الأساسيين لقرداحي ويعتبر إستقالته خط أحمر ولا أحد يفكر بهذه الخطوة كما تنقل أجواء متابعة لحراك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي بدوره قد يتجه إلى خطوات كبيرة فإما الإستقالة أو الإعتكاف، لأنه وفي حال لم يستقيل وزير الإعلام فإن الدائرة المقربة منه تؤكد بأنه لا يمكنه مخاصمة دول مجلس التعاون الخليجي وهي الداعم الأبرز للبنان ولا سيما في هذه الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يجتازها البلد، ناهيك إلى أن المرحلة المقبلة يراها ميقاتي سوداوية في ظل فشل المفاوضات الأميركية-الإيرانية أو التقارب الإيراني-السعودي، كذلك أن المبادرة الفرنسية التي أدت إلى ولادة حكومته باتت بدورها خارج إطار التداول أو أنها لا زالت قائمة في ظل الإنقسام الحكومي وإقتراب الإستحقاق الرئاسي الفرنسي بحيث سيوليه الرئيس إيمانويل ماكرون الاهتمام الأبرز إضافة إلى ذلك أن جائحة كورونا بدأت تجتاح معظم الدول الأوروبية والأميركية والجميع منكب على مكافحة هذه الجائحة التي تعتبر من الأساسيات لدى هذه الدول.
ويبقى أخيراً أن الأيام المقبلة قد تبلور المشهد الحكومي بين الإستقالة والإعتكاف وتصريف الأعمال إضافة إلى مسألة الانتخابات النيابية على ضوء موقف وزير الداخلية بسام المولوي وبمعنى آخر أن كل هذه الإستحقاقات قيد الإتضاح في الأيام القادمة وعلى ضوئها يبنى على الشيء مقتضاه بينما يبقى الموضوع القضائي كرة ثلج في ظل ما يجري اليوم والذي قد يتحول إلى إنفجار قضائي وسياسي كبير إذا استمرت الأمور على ما هي عليه وخصوصاً في ظل الإصرار على كف يد القاضي بيطار.