أصبح واضحاً ان قدرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على التأثير سياسياً في لبنان غير موجودة، إذ فشل مرتين في تشكيل حكومة بالرغم من مجيئه شخصياً الى بيروت مرتين، وبالرغم من اجتماعه مع رؤساء جميع الاحزاب اللبنانية ووعودهم له بأنهم سوف يشكلون حكومة خاصة، كما قال محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة وبأنه لم يتبق إلاّ 10٪ فقط لتشكيل حكومة، وتبقى هناك مشكلة صغيرة.
الوعود بقيت وعوداً، وبالفعل أعطت صورة على عدم قدرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على التأثير في الساحة اللبنانية.
المشكلة انه بالرغم من فشله مرتين في المساعدة على تشكيل حكومة في لبنان إلاّ انه لا يزال يحاول أن يكون له دور في انتخاب رئيس للجمهورية.. لذلك تشكلت اللجنة الخماسية من فرنسا والسعودية ومصر وقطر وأميركا واجتمعت في باريس وللأسف الشديد لم تستطع أن تفعل شيئاً حتى الآن.
الحقيقة أنّ هناك مشكلة في تصرفات الرئيس الفرنسي ماكرون لأنه يتصرف وكأن الزمن عنده لا يزال متوقفاً عندما كان لبنان وسوريا تحت الانتداب الفرنسي عام 1920 وحتى 1943، حيث كانت فلسطين ومصر والاردن تحت الانتداب البريطاني.
هذه مشكلة الرئيس الفرنسي انه لا يعرف كيف يتصرّف.. والأنكى انه يعلم أو لا يعلم ان لبنان أصبح تحت سيطرة إيران، كما صرّح وأعلن ذلك رؤساء ومسؤولون في إيران بدءاً بآية الله خامنئي الى حيدر مصلحي وزير الاستخبارات الايراني السابق في عهد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي قال إننا نسيطر على 4 عواصم عربية: دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء.
ولكي يستفيد الرئيس ماكرون من الدروس نقول له إنّ إيران قد دفعت في لبنان أكثر من 80 مليار دولار منذ عام 1983.
ونذكّره أيضاً انه في تاريخ 23 ت1/ 1983 ضربت شاحنتان مفخختان بالمتفجرات مباني في بيروت كانت تؤوي جنوداً أميركيين وفرنسيين من القوة المتعددة الجنسيات في لبنان فقتل 241 جندياً أميركياً من المارينز و58 عسكرياً فرنسياً و6 مدنيين اضافة من المهاجمين.
نذكر هذه الاحداث لتنتعش ذاكرة الرئيس الفرنسي ماكرون، ونلفته كما ذكرنا الى ان ايران قد استثمرت في حزب الله مبلغاً وقدره 80 مليار دولار، وبما ان الرئيس ماكرون هو تلميذ نجيب لمؤسسة روتشيلد المالية اليهودية، والمعروف عن تلك المؤسسة انها تحكم العالم، لذلك كيف ستسمح إيران لفرنسا ان يكون لها دور.
فرنسا اليوم ليس لها أي تأثير على ايران… والمشكلة كما قلنا هي عند ايران.. وكي نسهّل مهمة الرئيس ماكرون نقول له إنّ إيران لن تسمح بانتخاب رئيس جمهورية في لبنان إلاّ بعد أن تتفق مع المملكة العربية السعودية على إنهاء حرب اليمن…
لذلك، فإنّ أي مسعى تبذله أي دولة لن يكون ناجحاً ومجدياً باستثناء أميركا، وأكبر دليل على كلامنا انه عندما أرادت أميركا حل مشكلة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أرسلت آموس هوكشتاين الى بيروت وتل أبيب حيث أنجز اتفاقاً يرسم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في 10 أيام، وكان ذلك أسرع اتفاق في التاريخ يحصل بين العرب وإسرائيل.