«جمهورية مهاباد»، لن تقوم فوراً بعد سبعين عاماً، لأن ابنة مهاباد الكردية فريناز خسرواني، صانت شرفها فانتحرت حتى لا يغتصبها رجل أمن ايراني. ايضاً لن تكون خسرواني بو عزيزي التونسي في ايران. مشكلة «كردستان ايران« قضية اكثر تعقيداً مما تبدو في الظاهر. نظام الولي الفقيه، يدرك أبعاد مثل هذه القضية، على الوضع الايراني الحالي. المسارعة في إلقاء القبض على ضابط الأمن واعترافه بالجريمة، عملية سريعة لإطفاء النار. يعرف المرشد اية الله علي خامنئي، ان ترك النار تتمدد الى المدن الكردية، امر خطير جداً. نظام الولي الفقيه، أدرك فور حدوث التظاهرات وإشعال مؤسسات حكومية واقتصادية في مهاباد ابعاد وخطورة القضية، على الوضع الايراني الحالي. المسارعة في إلقاء القبض على ضابط الامن واعترافه بالجريمة، كانت عملية سريعة لإطفاء النار. المرشد اية الله علي خامنئي، يعرف جيداً، خطورة ترك النار تتمدد في هذا التوقيت. الحل الامني لا يكفي لأن اسباب الانفجار الواسع في كردستان ايران متوافرة بقوة. المشكلة أكثر تعقيداً لأن الداخل منها متداخل مع الخارج، الذي يشكل عود ثقاب بالقرب من حقول واسعة من القش اليابس.
مجرد مراجعة سريعة للتعامل مع هذه الحادثة البشعة انسانياً واخلاقياً، وما جرى بعدها يؤشر الى امور عدة:
[ تركيز اهل الضحية وسكان مهاباد على ان المعتدي رجل امن وليس موظفاً عادياً في وزارة السياحة، وانه فارسي من خارج المدينة، وفي هذا اصلاً اضافة بعد قومي على الجريمة. ولو لم تكن توجد تراكمات مهمة من الاحتقان القومي، لما خرج هذا التوصيف الى شوارع مهاباد بهذه السرعة.
[ انتشار التهديد بـ»بشمركة ايران»، و»صقور جمهورية كردستان»، واستعدادها للنزول الى الشارع لمواجهة الامن الايراني يعني ان تطوراً عسكرياً كان يشكل في الظلال قد خرج الى العلن وهو تطور خطير جداً اذ ليس أخطر على ايران من تشكل ميليشيات مسلحة مستعدة للتدخل ضد السلطة المركزية، علماً انه ليس سراً وجود مواجهات مسلحة وان كانت محدودة بين الميليشيات الكردية و»الحرس الثوري»، خصوصاً على الحدود مع العراق.
[ ان اي انفجار عرقي أو قومي في مرحلة المفاوضات النووية اخطر بكثير من وقوعه في اي فترة اخرى. النظام الايراني وحتى المعارضة الايرانية، لا يريدان اشتعال الشارع الايراني، خوفاً من «سورنة» ايران. توجد قوى ايرانية داخلية (مجاهدي خلق) وقوى اقليمية ودولية يهمها ويسعدها صب الزيت على النار الكامنة او المتصاعدة. ما يرفع من منسوب هذا الخطر، ان تململاً حقيقياً تجسد في اعتقالات واسعة قد وقعت في مقاطعة خوزستان (عربستان) الايرانية، لذلك متى اشتعل الوضع في «كردستان الايرانية» لن تبقى النار محصورة، لأنها اصبحت جاهزة لكسر الحدود داخل البلاد. مهما كان «الجسم الامني الايراني» ضخماً وقويا ومقتدراً. يجب على نظام الولي الفقيه الاعتراف بأن للأكراد والعرب وغيرهم والسنة حقوقاً مشروعة يجب التعامل معها بجدية وسرعة.
توجد واقعتان في كل ما حدث في مهاباد وما قد يحدث لاحقاً هما:
[ ان الحل الامني ليس حلاً. السؤال هل النظام قادر على التعامل مع النار الكردية والعربية في حل سياسي يحفظ للقوميات والاعراق حقوقها واحترامها ام ان انكار وقائعها يعفيه كما تعتقد اوساط ايرانية من المسؤولية؟.
الأكراد في ايران جزء مهم من قضية كردية واسعة تمتد الى العراق وسوريا وتركيا. لا يمكن للكردي الايراني ان يسمع مسعود البرزاني، وهو يطالب بإعلان استقلال كردستان العراقية، ولا يسأل نفسه عالياً ماذا عنا؟ لماذا لا نستقل وننضم الى بعضنا البعض لتقوم «كردستان الكبرى»، وخصوصاً ان قوى دولية كبرى تؤيد هذا المطلب الشرعي قومياً وانسانياً وسياسياً.
[ لا شك ان قوى اقليمية خصوصاً العربية منها رحبت وترحب باشتعال النار في كردستان ايران اليوم وغداً في خوزستان واذربيجان الايرانية. دعم ايران بالمال والسلاح والرجال للاسد في سوريا وللمالكي سابقاً في العراق ولصالح والحوثيين في عدن والتهديدات اليومية للسعودية، والتصريحات العلنية من الذين يديرون المعارك مثل الجنرال جعفري عن قيام «الهلال الشيعي» من سوريا الى عدن، لم يترك كما يقال شعبياً لـ»الصلح مكان».
أمام مهاباد حان الوقت لتراجع «الجمهورية الاسلامية في ايران» سياستها. لا يكفي ان تقوم «الامبراطورية الايرانية« باسم «الهلال الشيعي» على حساب الشعوب العربية في المنطقة لتستقر، فالنار ايضاً كامنة داخل «البيت الفارسي».