لم يخرج «لقاء الجمهورية» الذي أطلق منذ أسبوع في دارة الرئيس ميشال سليمان، عن الثوابت التي حكمت منهجية عمله خلال سنوات عهده، بل جاءت كترجمة وتبنٍ لهذه الثوابت من قبل سبعين شخصية شاركت في اللقاء، ودعت إلى التمسك بإتفاق الطائف وعدم الدخول في أي محاولة غير مدروسة من شأنها أن تؤثر على الوحدة الوطنية، والاقدام على معالجة الثغرات التي أدت إلى تعطيل عملية إنتخاب رئيس جديد الجمهورية،
و لذلك سيكون اللقاء في المرحلة المقبلة «أشبه بخلية نحل» على حد تعبير المستشار الاعلامي لسليمان، بشارة خيرالله، الذي أشار في حديثه الى «المستقبل» إلى أن «هذه الخلية التي تضم نخبة من الاكاديميين ومن الاعلاميين والمجتمع المدنيّ، لن تستكين قبل إيجاد المقترحات العلاجية والحلول الناجعة لعدم المسّ بالطائف ولا بأي صلاحية من الصلاحيات، لا بل تحصينه بترميم بعض المواد التي تضع حداً للشغور«.
وشدد على أن «لقاء الجمهورية لا ينطلق من أي توجه أو موقف يضمر الخصومة مع أي طرف لبناني، إنما هو مفتوح ومنفتح على الجميع، لا بل سيكون المبادر الى طرح الافكار والمبادرات وطرق الابواب الداخلية لمنع الجمود والدوران في حلقات مفرغة«.
ويرى أن «مهمة إنجاح أي لقاء أو تجمع ليست سهلة لكنها أيضاً ليست مستحيلة، وعليه، يجب أن تكون الخطوات مدروسة لإيجاد السبل الكفيلة للمساعدة على تحقيق الهدف الوطنيّ الأبرز، أي إنتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت ممكن«.
وينفي «أن يكون اللقاء موجهاً ضد أحد كما يُشاع«، معتبراً أن «الساحة السياسية اليوم، باتت حاجتها مُلحّة إلى مثل هذا التجمع العابر للطوائف، الذي يدعو بإلحاح إلى تحييد لبنان عن صراعات أكبر من قدرته على تحمّل أوزارها وانعكاساتها السلبيّة عندما ينتقل لهيبها إلى الداخل اللبناني. من هنا جاء إعلان بعبدا الإنقاذي «حجّ خلاص لبنان» في ذروة احتدام الصراع الكبير«.
ويلفت خيرالله إلى « أن اللقاء يضم نخبة من الاكاديميين ومن الاعلاميين والمجتمع المدنيّ، ما سيجعل منه خلية نحل لا تستكين قبل إيجاد المقترحات العلاجية والحلول الناجعة لعدم المسّ بالطائف ولا بأي صلاحية من الصلاحيات، لا بل تحصينه بترميم بعض المواد التي تضع حداً للشغور على سبيل المثال لا الحصر«، معتبراً أن «خبرة الرئيس سليمان الذي قاد البلاد كأول رئيس للجمهورية بعد الطائف مارس دوره من دون أيّ وصاية، ستكون العامل الأساسي لتقديم الحلول التي من شأنها تسيير عمل المؤسسات الدستوريّة بشكلٍ أفضل«.
ويؤكد أن اللقاء سيُقدِّم كلّ ما يلزم من دعم للحكومة اللبنانية التي تقوم مؤقتاً مقام رئيس الجمهورية، بفعل التعطيل المفتعل وترك البلاد في مهب الفراغ وتعريضها للخطر الكياني«.
ورداً على سؤال حول رأي «اللقاء» بالتعيينات الأمنية، رأى خيرالله انه «من شأن اللقاء أن يقول رأيه بهذا الموضوع أو غيره بعد الاجتماع والتداول«. وبرأيه الشخصي «يُفترض أن يقوم وزير الدفاع الوطني بطلب إدراج الموضوع على جدول أعمال مجلس الوزراء، قبل أن يلجأ إلى تأجيل التسريح وفقاً للمادة 55 من قانون الدفاع، في حال تعذر الاتفاق في مجلس الوزراء«.
ويوضح أن «أسرع وسيلة لحلحلة هذه التعقيدات هي النزول فوراً إلى المجلس النيابي وإنتخاب الرئيس«، ويرى أن «تعيين قائد الجيش يحتاج إلى إجماع مجلس الوزراء، ما يعني اوتوماتيكياً إجماع مجلس النواب المُختصر بمجموعة صغيرة من الأقطاب، ولا بأس في أن تتفق هذه المجموعة على وضع حد نهائي للشغور الرئاسي، لأن أي تعيين من هذا النوع، يُشكِّل إهانة موصوفة للرئيس العتيد، أيّاً كان هذا الرئيس، الذي يُفترض الأخذ برأيه عند اختيار قائد الجيش، كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة«.
ويشدد على « أن الجيش اللبناني بطل بكلّ ما للبطولة من معنى، كونه يعمل ليل نهار على ضبط الأمن بالتعاون التام مع قوى الأمن الداخلي، ويحارب الارهاب وينتصر كما عوّدنا منذ الضنيّة ونهر البارد وصولاً إلى الانتصارات التي يحققها على جبهات القتال في مواجهة الارهاب«، مؤكداً ان «العامل الاساسي لهذه الانتصارات المتتالية، هو الاحتضان الشعبي المنقطع النظير على كافة الجغرافيا اللبنانية، وليست صدفة أن لا يجد الإرهاب بيئة حاضنة في لبنان، على عكس بعض الدول القريبة منه أو البعيدة«، ويشير إلى «أن بدء الترجمة العملية للهبة السعودية التي أعطيت للبنان في نهاية عهد الرئيس سليمان، ستُساهم في تحسين وضعه الميداني واللوجستي أكثر فأكثر وتضاعف من قدراته القتالية بوسائل أكثر تطوراً من أي وقتٍ مضى«.