الفرد النوار –
اوحت المتغيرات السياسية الاخيرة، ان ثمة حلحلة ملحوظة على صعيد الرئاسة الاولى، تمثلت بالتقارب الطارئ بين رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري وبين رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الذي زاره في باريس حيث تركز اللقاء على ملف الانتخابات الرئاسية وحتم على الجميع اعادة جدولة حساباتهم، لاسيما بالنسبة الى المرشحين الرئيسيين رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع اللذين لا بد قد فوجئا بلقاء باريس، بحجم مفاجأتهما بكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي طرح سلة تفاهم تسمح بلملمة الاوضاع السياسية المنتشرة منذ مدة طويلة على هامش الموضوع الرئاسي؟!
المؤكد ان الرئيس الحريري يعرف ماذا يريد من لقائه مع النائب فرنجية كما يعرف ذلك حلفاؤه وفي مقدمهم الدكتور جعجع الذي سيكون عليه الانسحاب من السباق الرئاسي كخيار لا بد منه للمحافظة على تحالفه مع تيار المستقبل خصوصا وتيار 14 اذار عموما، حتى ولو اضطر الى ان يضحي بتفاهمه مع الجنرال الذي سيضطر بدوره الى ان يكون فرس رهان منفردا بعد تبلغ خلفيات ما طرحه سماحة السيد من استعدادات للتفاهم مع خصومه وفي مقدم هؤلاء سعد الحريري الذي يتحرك من خلال قناعته بأن زمن الرهانات الصعبة قد ولى الى غير رجعة؟!
وما هو اكثر تأكيدا ان الرعاية السعودية – الخليجية للاستحقاق الرئاسي قد تطورت اخيرا جراء ما تردد عن ان الملف السوري قد شارف على النهاية بعد الذي تحقق في فيينا – 1 وفيينا-2، اضافة الى تورط الروس في الحرب السورية واضطرارهم الى استخدام اسلحتهم المتطورة في محاربة داعش الذي لا يملك كتنظيم حربي سوى دلالات سياسية – عسكرية من الصعب عليه مواجهة الروس من خلالها. بما في ذلك اضطرار طهران الى ان تجعل الرئيس بشار الاسد يفهم ان من الصعب عليه الاستمرار في السلطة من دون تنازلات جذرية يقدمها للمعارضة السورية قبل ان تتطور الامور الى حد تفاهم داعش مع خصوم الاسد في الداخل والخارج (…)
وفي عودة الى الملف الرئاسي اللبناني، ثمة من يجزم بأن الموضوع قد شارف على ضبط الاداء السياسي المرتبط بمن هو مع عون ومع جعجع في آن، وهذا التطور مرشح لان يتوضح بشكل اكثر شمولية بالنسبة الى من هو الفرس الرئاسي الجديد الذي توحي الاخبار انه النائب سليمان فرنجية من غير حاجة الى الكلام على مرشح اخر طالما ان المناخ يشير اليه ضمنا، ومن دون انتظار لومة لائم بالنسبة الى تفاهمات اخرى من عمر بداية الازمة السياسية المرشحة لان تتوضح امورها في وقت لا يتجاوز منتصف الشهر المقبل على ابعد تقدير!
هل صحيح ان العماد عون سيضطر لان يعارض تفاهم حزب الله وتيار المستقبل على انتخاب فرنجية، ام ان الامور ستصل الى حد شرذمة الاصوات المسيحية من التيار الوطني والقوات اللبنانية والكتائب الا في حال كانت قطبة مخيفة ازاء تقبل فكرة انتخاب فرنجية مهما اختلفت التصورات بما في ذلك تقبل انتقال المعارضة الحالية الى حد تجزئة المواقف من الانتخابات الرئاسية؟!
صحيح ان حزب الله لن يتخلى عن حليفه ميشال عون، وصحيح ايضا ان ورقة التفاهم بين عون وجعجع قد تتأثر في حال غير الاخير من موقفه لجهة انتخاب فرنجية، مع العلم ان ثمة استحالة لان يغير عون من نظرته الى الاستحقاق الرئاسي، وهذا ينطبق موقتا على حزب الله، اي ان الامور التي كانت مدار طبخ في الاونة الاخيرة ليست سهلة الهضم على بعض السياسيين، حيث يستحيل على عون ان يغير من تحالفه مع حزب الله نظرا لحاجته السياسية الماسة اليه.
والامر عينه ينطبق على جعجع الذي يعرف من اين جاءت قوة تحالفه مع 14 اذار خصوصا ومع تيار المستقبل عموما!
والذين على دراية بالموضوع الرئاسي ومستجداته يدركون تماما ان التفاهمات السياسية ستتعدى ملف رئاسة الجمهورية من غير حاجة الى القول ان نهجا نيابيا جديدا سيطرأ على سطح الاحداث في موعد اقصاه مطلع العام الجديد؟!