Site icon IMLebanon

نهاية «داعش» اقتربت وواشنطن تراهن على الجيش

يؤكد احد زوار العاصمة الاميركية الذين يلعبون دور الديبلوماسية الخفية ان العد العكسي لانهاء «داعش» قد بدأ، وان الادارة الاميركية تسعى بجدية حقيقية لتجفيف مصادر تمويل التنظيم الارهابي للدول التي دعمته وقد استجابت جميعها للارادة الاميركية وفي طليعتها السعودية بعدما بات تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» يشكل خطراً عليها من خلال تحريك الخلايا الراقدة لديها وتنفيذها هجمات ارهابية كما حصل في السعودية والكويت وباستهداف المساجد وايقاع عدد كبير من الضحايا في صفوف المصلين، وان تمويل «داعش» بات ينحصر في بيع النفط السوري وفرض الاتاوات على المناطق التي تخضع لسيطرته، اضافة الى دخول تركيا منظومة الحرب على الارهاب وفتح قاعدة انجرليك امام الطائرات الاميركية.

ويضيف المصدر ان «داعش» يعاني ازمة داخلية حادة، لا سيما وان انقطاع التمويل الخارجي عنه، دفع ببعض مقاتليه الى الفرار والعودة الى بلدانهم عبر تركيا، اضافة الى فرار 15 قيادياً من التنظيم كانت مهمتهم تنحصر في الامور المالية من عائدات النفط والاتاوات بما يحملون من اموال تقدر بملايين من الدولارات، وان توقف الزحف للتنظيم والاجتياحات الكبيرة كما حصل في الموصل وتدمر يعود الى نقص الاموال وما يعنيه ذلك على صعيد شراء الاعتدة العسكرية والاسلحة المتطورة، ما يؤشر الى ان ثمة ارادة اميركية بانهاء الحرب المدمرة في سوريا عبر تأمين عملية انتقال سياسي كلفت واشنطن موسكو بادارتها لا سيما وان العاصمة الروسية وفرت وتوفر كافة مقومات الصمود للنظام السوري مع ايران وان الفريقين يمتلكان دالة على دمشق لاجلاسها على طاولة المفاوضات، للخروج من الازمة الحادة التي احرقت البشر والحجر حيث ان الامم المتحدة عبر احد خبرائها تقدّر كلفة اعادة اعمار سوريا بـ700 مليار دولار على الاقل.

ويشير المصدر الى ان تعيين واشنطن مبعوث خاص الى سوريا هو مايكل راتني يشكل الخطوة الاولى في مسيرة الحل السياسي للاقتتال السوري، وانه سيقوم بزيارة موسكو والرياض في سبيل ذلك كما انه سيلتقي ستيفان دو ميستورا مبعوث الامم المتحدة الى سوريا في جنيف لرسم خارطة طريق للحل في سوريا الذي ستظهر تضاريسه ومعالمه في العام 2016، اما عقدة العقد التي تسعى الادارة الاميركية لفك الغازها هل سيكون الرئيس السوري بشار الاسد جزءاً من الحل او المشكلة، لا سيما وان ادارة الاميركية سبق لها الاعلان انه لا دور له في مستقبل سوريا، في وقت لم تنقطع الاتصالات عبر القنوات السرية بين واشنطن ودمشق والسعودية.

ويقول المصدر ان الحلول في المنطقة ستكون ضمن سلة واحدة من اليمن الى لبنان وان حل ازمتي البلدين سيكون طليعة الحلول، كون من يتحكم في لعبة الصراع فيهما لاعبين اساسيين وهما طهران والرياض وان اي انفتاح مرتقب بين الطرفين كفيل بانهاء الملفين بالتكافل والتضامن بينما الاوضاع في سوريا والعراق اكثر تعقيداً لا سيما وان هناك اكثر من لاعب على ساحتيهما حيث لتركيا دور لا تستطيع واشنطن ان تتجاهله كما ان الاصابع الاسرائيلية ليست بعيدة عن وقائع الميدان.

ويفيد المصدر ان الحل على الساحة المحلية سيبدأ مطلع العام المقبل وان الزيارة التي سيقوم بها مساعد وزير الدفاع الاميركي للشؤون السياسية الى لبنان الاسبوع المقبل تصب في هذه الخانة حيث سيلتقي الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وان واشنطن تعوّل الكثيرعلى المؤسسة العسكرية التي اثبتت قدرتها على مكافحة الارهاب ونجحت حيث فشلت معظم الدول في المنطقة، ما يرفع نسبة الحماس لدى واشنطن على تكثيف الدعم العسكري واللوجستي له حيث ستزود وزارة الدفاع الاميركية الجيش اللبناني بألف صاروخ من طراز تاو -2 يوجه لاسلكياً، علماً انها زودته بنفس الطراز في حزيران الماضي ولكنه سلكي كما سيحصل على 500 صاروخ مضاد للتحصينات من ضمن صفقة تقدّر بـ250 مليون دولار.

ويشير المصدر الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيغتنم فرصة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية ايلول لتلتقي رؤساء الدول وعقد مؤتمر لمكافحة الارهاب قد تنضم اليه ايران، وان الاجهزة اللبنانية المعنية لم تبلغ بعد بهذا الامر خصوصاً وان واشنطن تعوّل على مد رقعة الحرب ضد الارهاب الجوية لتشمل لبنان الى جانب سوريا والعراق واليمن.