IMLebanon

نهاية «داعش» بتفجير الضاحية

اذا كانت اشارت الزمان تدل على ان مقوماً ما او جسماً ما سيزول، فان إشارات تظهر بوضوح حول تصرفه واعماله وكيف يدور على نفسه بفوضى ومن دون أمان، كما يفعل تنظيم داعش.

ذلك ان تفجير برج البراجنة وما فعله تنظيم «داعش» وتبناه بقتل الأبرياء وجرح المئات منهم، كل ذلك يدل على ان تنظيم «داعش» يعطي إشارات موته وانتهائه وان هذا التنظيم لن يُكتب له البقاء وهو الى افول، وهو الى خسارة في ساحة الميدان، ولذلك فالمنظمون له قرروا ارتكاب الجرائم همجيا ووحشيا، فأرسلوا من غضب الله عليهم لتفجير انفسهم بين الأبرياء واستشهاد العشرات وجرح المئات.

وتنظيم «داعش» بما يفعله انما يكتب لنفسه النهاية القريبة، فهو لو كان قويا في ساحة المعركة لما لجأ الى هذه الفوضى من الجرائم التي يرتكبها في كل مكان والتي هي إشارات انتهائه قريبا.

خسر «داعش» في ساحة المعركة، وهو خسر في سوريا مراكز كثيرة ويخسر في العراق تدريجيا بعض المراكز، والمعارك آتية على الطريق، في الانبار والرمادي والموصل وها هي سنجار يتم تحريرها من «داعش» كليا، بعدما ارتكب فيها الموبئات والمجازر وكل الفحشاء. وها هو «داعش» قد تحوّل الى عصابات بعدما طرح شعارا كبيرا هو الخلافة الإسلامية، فاذا هو مجموعة عصابات تقتل وتفجّر نفسها لمجرد القتل لا تؤمن بالرب والإله ولا تؤمن بالإنسان ولا تؤمن بالاخلاق ولا بالامور الروحانية، بل سلوكها سلوك الوحش لا بل ان الوحش عندما يشبع يكتفي بما يفترس، لكن هذا الوحش الداعشي لا يشبع من دم الأبرياء، بيد أن الضربات ضده في ساحة المعركة تلاحقه، تطوقه، تخنقه، تزيل آثاره، تطرده من القرى، قرية بعد قرية ومدينة بعد مدينة، والحمد لله استيقظت دول كانت داعمة لـ «داعش» الى نهاية المطاف تعطيه الأموال والأسلحة والدعم البشري عبر ارسال الأجانب والغرباء الى أماكن تواجده، لعلهم ينفذون مآربهم السياسية عبر هؤلاء المجرمين في «داعش» فيتركونهم يمرون في تركيا الى سوريا والعراق، حتى اندلعت آثار «داعش» الوحشية ووصلت الى الدول التي تدعمه فاستيقظت هذه الدول متأخرة متخلفة وقد ارتكبت ذنب الجريمة الكبرى.

وها هو مطار الكويرس في سوريا يتحرر وها هي حلب الجنوبية تتحرر، وها هو «داعش» ينهزم في سنجار وها هو «داعش» يُضرب من الجو بالطائرات، وعلى ارض الميدان من الرجال، ولم يعد له مكان الا الجحيم، والجحيم يزداد جحيما اذا استقبله، واحرق في اتون ناره وحوشه، ان من إشارات الزمان ان انفجارا مثل انفجار الضاحية في برج البراجنة قرب الرسول الأعظم هو إشارة الى ان «داعش» قد انتهى وقد ينفذ انفجارا اخر او غيره، لكنه هرب من الميدان، وأصلا هو لا يحمل في صفوفه رجال ميدان، بل تلفزيون يصوّر الذبح والحرق والقتل والاعدامات ولا يصوّر رجالاً يقاتلون في الميدان.

الجيش العربي السوري والمقاومة والجيش اللبناني تصدّوا لـ «داعش» وضربوا «داعش» والجيش العربي السوري صمد 4 سنوات ونصف امام المؤامرة الكونية والتي في أساسها «داعش»، والمقاومة حملت سلاحها وقاتلت التكفيريين الوحوش والإرهابيين وأثبتت انها هي القادرة على القتال، وانها هي سيدة الموقف في الميدان، وان الآتي قريب، وسيشهد على انتهاء «داعش» وانتصار المقاومة، وجمهور المقاومة والشعب اللبناني تحمّل 43 شهيدا امس و212 جريحاً بكل صبر وعزيمة وعزة نفس وشموخ واباء ولم يترك الحزن يسيطر عليه رغم محبة الشهداء والجرحى، يقف الحزن امامهم ولا يخترقهم، يمتلئون عزة نفس، هم جمهور المقاومة والشعب اللبناني والشعب العربي، ولا تجعلهم عمليات الاجرام التي تقوم بها داعش تؤثر فيهم بشيء.

الآتي قريب، وبشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين.

والى الموعد القريب يا «داعش» حيث ستنتهي في النار التي قتلت فيها الأبرياء وصولا الى الطيار معاز الكساسبة.