Site icon IMLebanon

نهاية «14 آذار» السياسيّة!

منذ الأحد 14 آذار العام 2005 ميّز اللبنانيّون سريعاً وبُعيْد قيام «التحالف الرّباعي» الانتخابي، بين الفريق السياسي الذي حمل تسمية 14 آذار، وبين المليون ونصف لبناني الذين شكلّوا التحدّي الأكبر في وجه حزب الله أداة الاحتلال الإيراني للبنان ومن معه من «أَوْبَة» النظام السوري «البائد» الذي طرده اللبنانيّون على مرأى ومسمع من العالم وعلى هواء النقل التلفزيوني المباشر، ذاك التاريخ، لا تمثّله بالتأكيد الـ»282» صوتاً للذين يحملون تسمية «المستقلين» في فريق 14 آذار، هذه «استحالة» كبرى أن يختصر 282 صوتاً المليون ونصف لبناني، وهم المستقلّون وصانعو يوم 14 آذار المجيد، والذي وإن سكت اللبنانيّون عن توليفة «المنسّق العام» أو «رئيس الجمعية التأسيسية للمجلس الوطني لمستقلي حركة 14 آذار» ـ شو هالإسم الطويل العريض ـ فهذا لا يعني أنّهم يصدّقون أنّ أصحاب هذه المناصب ـ مع إحترامنا الشديد لهم ـ لا يملكون أيْ حيثية شعبيّة ولا سلطة على «جمهور 14 آذار العام 2005»!!

»يعني.. بدنا نقول مثلاً»: هل زاد فريق 14 آذار «راس»؟ لم يكن اللبنانيّون ـ وتحديداً لبنانيو يوم 14 آذار العام 2005 ـ مسرورين بالأمس وهم يصغون إلى إشادات «الانتخابات الديموقراطية» بين 300 «زلمي» هم تعداد المستقلون في «حركة 14 آذار السياسيّة»، فإذا كان الفرقاء السياسيّون الثلاثة الكبار والأقوياء تعرّضوا لاهتزازات وانسحابات واختلافات في الخطوط البيانيّة العريضة لسياستهم التي يفترض أنها موحدة، وبصعوبة تجاوزوا مطبّات كبرى فرضتها «تبعيّة» سياسيّة من هنا، أو مخاوف وهواجس «أقلية» من هناك، فكيف الحال بجسم جديد يدخل الساحة السياسيّة من بوابة «الجمعيّة التأسيسيّة»؟ لكأننا نسمع تسمية فرنسية لحركة سياسيّة كبرى، أو لكأننا نستعير من زمن بدايات الحرب الأهلية اللبنانيّة تسمية «الحركة الوطنيّة» وما «لملمته» من أحزاب اليسار ومهمشي السياسة والباحثين عن دور ما ليصدّقوا أن لهم حيثيّة سياسيّة، هؤلاء الأعضاء الثلاثمائة «كلّ واحد بيمثّل حالو»، فماذا إذن لو قرّر جمهور المليون ونصف أربعة عشرة آذاري أن يشكلّوا «الجمعيّة التأسيسيّة» ليوم 14 آذار التاريخي؟!

كلام فضفاض، لوجوه لا تملك أي دور حقيقي وفاعل لا في مناطقها ولا عند الشارع العام اللبناني، مع إعلان برنامج عمل تمويهي ليُقال «والله.. عم يشتغلوا»!!

ويقتضي التمويه الزجّ باسم «التطرف» كأبرز مصطلح سياسي نافر هذه الأيام، ونظرة على العناوين التي تم الترويج لها بالأمس وستفتح شباك الاستضافات الإعلامية لرئيس الجمعيّة لتعيده إلى الحياة السياسية كزميله منسّق الأمانة العامة، وسيُفتتح بالتأكيد حساب «تويتري» لضرورات التواصل الإجتماعي وصفحة على موقع Face book لحشد «اللايكات» والمؤيدين، أما الترجمة السياسية الفعلية لانتخابات الأمس فهي المزيد من الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فقطعان الشعب اللبناني في وادٍ والساسة وأنصافهم وأرباعهم وأعشارهم وأخماسهم في وديان أخرى بعيدة جداً، أليس من العجب العجاب أن ينتهي الأمر بالشعب اللبناني ومعظم سياسييه على طريقة الـهندسة الرياضية «خطّان متوازيان لا يلتقيان إلا في اللانهاية»!!

ولنلقي نظرة على عناوين عمل «الجمعيّة التأسيسيّة» في المرحلة المقبلة والتي تشبه برنامج عمل: «دعوة جميع اللبنانيين من دون تمييز الى التشارك في التحضير لـ»انتفاضة سلام تخرجنا من مآسي الماضي وتؤسس لمستقبل أفضل لنا جميعا»… والتحضير لهذه الانتفاضة يحتاج الى: «مواجهة الانكفاء الطوائفي الذي تشهده البلاد من خلال خلق اطار مدني حديث قادر على تخطي الترسيمات الطائفية والمذهبية التي فرضتها اصطفافات المواجهة؛ العمل مع القوى المدنية التي تواجه كل العنف والتمييز بمختلف أشكاله؛ التواصل مع قوى الاعتدال والديموقراطية في العالم العربي التي تناهض التطرف؛ تشكيل مجموعة لجان في مختلف الاختصاصات، مفتوحة لمن يرغب من الآن، والعمل على تشكيل لجان للمجلس في مختلف المناطق اللبنانية، استعداداً للمؤتمر المقبل خلال ثلاثة أشهر»…

قال «إنتفاضة سلام» قال، 300 عضو بالكاد يمون فيهم كلّ واحد على نفسه، سيدعون لانتفاضة سلام، قال إنتفاضة قال!! ضيعانك يا 14 آذار.. ضيعانكن يا جبران تويني وسمير قصير!!